19‏/06‏/2010

الفوز والتتويج بالأكليل



أكاليل السماء



" يُكللك بالرحمة والرأفة " ( مز 104 : 4 )



الإكليل هو التاج الذى كان يوضع على رؤوس الملوك والأباطرة والفراعنة قديماً ، وكان مُرصعاً بالجواهر ، أو مصنوعاً من الذهب الخالص ، ويدل على عظمة صاحبه ، ومهابته وسط شعبه ، وفى حربه ( 2 صم 1 : 10 ) . وكانت الألعاب اليونانية الأوليمبية القديمة ، تتوج الفائز بالجائزة الكبرى ، وهى مجرد وضع إكليل من الورد حول عنقه ( وكما يفعله الهنود للآن ، لمن يريدون تمجيده وإكرامه ) . وأما الآن فيحصل الفريق المنتصر فى المباراة النهائية على كأس وميداليات ذهبية أو فضية أو برونزية ، وينالون هدايا وجوائز عينية أخرى ، وهى بالطبع أمور فانية ومتعتها وقتية .



ومع ذلك ، نرى فرحة الملايين ، بنوال فريقهم كأساً معدنياً ، كرمز للفوز ، بينما لا ينال المتفرجون شيئاً ، سوى فرحاً مؤقتاً.هو نفس المشهد الذى وصفه القديس بولس الرسول ، عن مباريات اليونان ( الأوليمبياد ) التى كانت تُجرى فى زمانه ، ودعانا لممارسة الرياضة الروحية ( الجهاد مع النعمة ) لنوال إكليل الملكوت ( إكليل المجد ) .إن الذين يركضون فى الميدان ، جميعهم يركضون ( يجرون بسرعة ) ، ولكن واحداً ( فقط ) يأخذ الجُعالة ( الجائزة = الكأس ) ، هكذا اركضوا ( جاهدوا روحياً ) لكى تنالوا ( الإكليل السعيد ) ، أما أولئك ( الرياضيون ) فلكى يأخذوا إكليلاً يفنى ( من الورود ) وأما نحن فإكليلاً لا يفنى . " ( 1 كو 9 : 24 – 27 ) ، وهو الواقع بعينة . لذلك نحن أيضاً ، إذ لنا سحابة من الشهود ( عدد كبير من المشاهدين فى الإستاد ) ، لنطرح كل ثقل ( هموم الحياة ) والخطية المحيطة ، ولنُحاصر بالصبر فى الجهاد ( الروحى ) الموضوع أمامنا ( المطلوب منا ) ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمله يسوع الذى احتمل الصليب . " ( عب 12 : 1 – 3 ) .



ونسمع عن مدى الحزن الشديد ، الذى يحيق بكثيرين ، عندما ينهزم فريقهم الرياضى ، ويضيع الكأس المعدنى ، إلى الحد الذى يموت فيه البعض حزناً على تلك الخسارة .وقد قرأت فى جريدة وفاة مشجعين جزائرين حزناً على خسارة فريقهم فى مباراة كرة قدم امام سلوفينيا ( فى كأس العالم للكرة الذى يقام حالياً ) ، وأيضاً وفاة مشجع نيجيرى لخسارة فريقه. بينما لا يحزن كثيرون على ضياع إكليل المجد العظيم ، المُعد للمجاهدين على الأرض ( الجهاد الروحى ) للفوز بعالم الملكوت . ومبعث فرح المؤمن الحقيقى ( 1 تس 2 : 19 ) أن يحصل على هذا الإكليل الغالى ، بعد سهر الليالى فى جهاده المُستميت ، من أجل خلاص نفسه .



وكان هذا هو الهدف الأساسى للشهداء والمعترفين بالإيمان الثمين ، وذلك استهانوا بالآلام ، وشكروا المُعذبين لهم ، وباركوهم ، لأنهم باحتمالهم الوقتى لآلامهم ، سوف يسعدون بإكليل من الأكاليل التالية إكليل نعمة : يُعطى على رأسك ( أم 1 : 9 ) و إكليل رائع : ( إش 28 : 5 ) ، ( إش 12 : 3 ) .و إكليل البر : ( 2 تى 4 : 8 ) .و إكليل المجد : ( 1 بط 5 : 4 ) والكرامة ( عب 2 : 9 ) . و إكليل الحياة الأبدية : ( رؤ 2 : 10 ) .و إكليل من ذهب : ( رؤ 4 : 4 ) .


و إكليل البهاء : ( مز 8 : 5 ) .و إكليل رحمة ورأفة : ( مز 103 : 4 ) .فإذا ما تحملت إكليل الشوك ( الألم من أجل المسيح ) تنل إكليل الشهادة للمسيح .وإذا عشت حياة الأمانة فى كل شئ ، تنل إكليل الحياة " كن أميناً إلى الموت ، فسأعطيك إكليل الحياة " ( رؤ 2 : 10 ) .وهكذا كلما أقتنيت الفضائل وعشت بها ، تنل عنها الأكاليل التى وعد بها الرب المحب لمحبيه .



وهذا ما يؤكده معلمنا بولس الرسول ، وبعد جهاده فى الخدمة ، فيقول : " قد جاهدت الجهاد الحسن ، أكملت السعى ، حفظت الإيمان ، وأخيراً قد وضع لى إكليل البر الذى يهبه لى ، فى ذلك اليوم ( القيامة ) الديان العادل وليس لى فقط ، بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً " ( 2 تى 4 : 6 – 8 ) ، فهل أنت واحداً منهم ؟! وما هو الجهد التى تبذله – من الآن – حتى تستحق عنه الإكليل الجليل ، فى الملكوت الأبدى السعيد ؟ واعلم أن تكاسلك وتهاونك الروحى سيفقدك أكليل المجد الأبدى ويكون لغيرك ، لذلك ينبهنا رب المجد ، ويقول لنا : " تمسك بما عندك ( جهادك وفضائلك ) لئلا يأخذ أحد اكليلك " ( رؤ 3 : 11 ) .

هناك تعليق واحد:

  1. ابناءهذا العالم يحاولون الوصول الى السلطان والحكم ,مهما كافهم الامروكل واحد مهما كانت دائرة نفوذة صغيرة يحاول ان تكون لة السلطة والاكرام وهكذا اسطنعواتيجانالانفسهم واسبغواعلى ذواتهم القابا واقاموا عروشا وحينما جاء ابن اللة الى العالم لم ينافس اصحاب العروشولاالنفوذللحصول على الكرامة بل كان متواضع وديع بالرغم من انة ملك الملوك ورب الارباب

    ردحذف