21‏/06‏/2010

فضيلة الأتضاع



" اخدم الرب بكل تواضع " ( أع 20 : 19 )

يطوب الرب الودعاء ، والمتواضعين ، والمساكين بالروح ( مت 5 ) ، واعداً إياهم بأعظم عطاء فى الأرض وفى السماء ، كما يلى : " قبل الكرامة التواضع " ( أم 15 : 33 ) ، ( أم 18 : 12 ) . " ثواب التواضع ، ومخافة الله ( التقوى والورع ) هو غنى وكرامة وحياة " ( أم 22 : 4 ) . " تواضعوا تحت يد الله القوية ، لكى يرفعكم فى حينه " ( 1 بط 5 : 6 ) ." والمتواضعين يعطيهم ( الله ) نعمة " ( 1 بط 5 : 5 ) .


والتواضع : فضيلة جميلة ولود اي تلد العديد من الفضائل ومن بناتها : الحب والحنان ، والشفقة والعطف ، والصفح والرحمة ، وهى مستمدة من الفعل " وضع ذاته " .وعلى ذلك ، فإن الرب يسوع هو " المتضع الحقيقى " لأنه ترك سماه ومجده وتجسد من عذراء وديعة ، وعاش حياة بسيطة جداً والإتضاع ، ليس دروشة ، ولبس ثياب رثة ، بل هو شعور داخلى بالضعف والعجز ، والجهل الروحى ، والحاجة الدائمة لمعونة الله ورحمته ( وهو ما يسمى " بالمسكنة بالروح " ) .


والمتضع يشعر بخطيته داخله ، حتى ولو مدحه الناس على أعماله أو فضائله ، ويشعر بأنه لا يستحق شيئاً بالمرة ( فهو فى داخله يشعر بضعفة وخطيته وشدة احتياجه لمعونة الله ) .


ولذلك قال القديس سرابيون لراهب حاول التظاهر بالإتضاع : " ليس أن تنسب لنفسك أخطاء ليست فيك ، ولكن إن أتاك التحقير ( التوبيخ او الإستهزاء ) تقبله بلا اضطراب ( غضب ) " .


والتواضع هو " المونة " التى تُمسك أحجار البيت ( الفضائل ) ، وهو " الخيط "الذى يجمع حبات مسبحة الفضائل . فالفضائل بلا اتضاع قابلة للضياع من الكبرياء والمجد الباطل .

والتواضع يُسهل الفضائل ، ويجعلها مقبولة لدى الله ومحبوبة من الناس .وقال القديس أنبا باخوميوس " الله لا يرُد المتواضع خائباً " .وقالت القديسة مريم أم النور : " أنزل الأعزاء عن الكراسى ، ورفع المتضعين " ( لو 1 : 52 ) ، وطبقته على سلوكياتها المباركة .وقال داود النبى : " إن القلب المُنكسر – والمتواضع – لا يرذله الله " ( مز 50 ) وهو أمر حقيقى وواضح فى الكتاب .وقال القديس أنبا إشعياء : " حِب الإتضاع ، فهو يحفظك من كل خطية " ، فهل تفعل ؟ وقال أنبا باخوميوس أيضاً :" اقتن لساناً متضعاً فيكون الكل صديقك " .


والمتواضع ملاك طيب القلب ، لا يبالى بالإهانات ، وينسب لنفسه الخطأ ، ويعتذر بسرعة ، وهو لا يدين أحداً ، بل يدين ذاته دائماً ، ويعتبر التجارب " بركة " وفرصة للتدرب على الإنسحاق ، ولهذا يدعو الرب يسوع أولاده للتشبه به فى وداعته ، فيجدوا راحة لنفوسهم " تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب ، فتجدوا راحة لنفوسكم " ( مت 11 : 29 ) .فاسلك ( يا أخى / يا أختى ) طريق الإتضاع دائماً ، تنجح وترتفع ، وتكون محبوباً عند الله ومن جميع الناس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق