01‏/06‏/2010

عيد مجئ العائلة المقدسة الي مصر



" قم وخذ الصبى وأمه ، وأهرب إلى مصر " ( مت 2 : 13 )


تحتفل كنيستنا القبطية اليوم ، بمجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر ، ( المسيح الطفل والقديسة مريم ويوسف النجار البار وسالومى ) ، بناء على أمر ملاك الرب ليوسف النجار ( مت 2 ) ، وتحقيقاً لنبوات العهد القديم ( راجع إشعياء 19 ) .ومجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر ، هو بركة لشعبها ، وتطبيقاً لمبدأ الهرب من أماكن الشر ، ومن وجه الأشرار ، مما يقلل من الخطر ويمنع السقوط فى الخطية ، ويحد من قوتها ( نش 8 : 14 ) .جاءت العائلة المقدسة الي مصر لتبارك مصرنا وعائلتها وتدشن في مصر كنيسة المسيح التي ستبقي قوية شامخة رغم كل الظروف والتحديات عبر التاريخ


إذن هذا أول درس نتعلمه من هذا الأمر ، أن نهرب من مصادر الشر ، ومن وجه الأشرار ، وألاّ نتصادم معهم ، بل نفوض الأمر لله ، ليتصرف مع قُساة القلب والظالمين ، فى الوقت الذى يراه ، وبالطريقة التى يراها ، سواء فى الدنيا أو الآخرة ، ونحن نؤمن ونثق فى دفاع الرب عن أبنائه ، فهذا وعده لنا ( خر 14 : 14 ) ونحن نثق الي لكل شئ تحت السماء وقت وان الطغاة والظالمين مصيرهم مزبلة التاريخ ونهايتهم الهلاك الأبدي.


وكانت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر ، صعبة جداً ، إذ قطعت السيدة العذراء مع الطفل يسوع ، ويوسف الكهل ، عدة مئات الأميال على دابة ، من فلسطين إلى سيناء ، ثم لمدن كثيرة بالوجه البحرى ، ثم إلى مدن الوجه القبلى ( الصعيد ) ، وانتهت فى دير المحرق ، ثم عادت العائلة المقدسة – من حيث جاءت – واستقرت فى الناصرة ، بعدما تحملت شظف العيش ، وآلام الغُربة ، ومتاعب الأشرار فى مصر !! ومطاردات قوات هيرودس التى جاءت اليها وراءهم .


وخضعت العائلة المقدسة – فى الرحيل والعودة – إلى نداء السماء . وهو درس هام لكل نفس فى " طاعة الله " .ونالت البلاد المصرية بركة خاصة ، من زيارة العائلة المقدسة لبلادنا ، كوعد الرب لشعبه القبطى " مبارك شعبى مصر " ( إش 19 : 25 ) ، كما تحقق الوعد الإلهى بوجود مذبح مسيحى ( إش 19 : 19 ) عند تخومها الشمالية ( كنيسة مارمرقس بالأسكندرية ) ، وقد ورد اسم " مصر " فى الكتاب المقدس أكثر من 630 مرة ، كدليل لمحبة الله لها .


وليتنا تعيش مع الرب ، فى أرض الغربة ( حياتك على الأرض) بسلام ، وبلا تذمر ولا ضجر ، مهما قابلتك الصعاب والمتاعب ، فاترك له تدبير الأمور ، ويختار لك المكان المناسب ، فى العالم وفى الحياة الأبدية .ولنأخذ الدرس من طاعة العذراء ، وصبرها وشكرها وهدوئها ، وتقبلها لكل وضع ، بدون تذمر ، ولا ضجر .


ولنتبع أسلوب الهرب الإيجابى ، وليس السلبى .ولنا أمثلة كثيرة – فى الكتاب المقدس – عن الهاربين بأسلوب إيجابى ، مثل : لوط ( تك 19 : 7 ) ، العائلة المقدسة ( مت 2 : 13 ) ، والتلاميذ وهروبهم من أورشليم ( مر 13 :18 ) .ونصح القديس بولس الرسول ، أهل كورنثوس من الهروب من الزنا ، حيث أشتهرت هذه المدينة بالدنس السائد فى معابد أوثانها ( 1 كو 6 : 18 ) . وأيضاً حثهم على الهرب من عبادة الأوثان ( 1 كو 10 : 14 ) . وما أكثر الأوثان التى يعبدها سكان العالم اليوم ، وتقود إلى سرقة وقتهم وضياع صحتهم وسُمعتهم ( وسائل الإعلام الفاسدة للحواس ، والمقاهى والملاهى ووسائل التسلية الغير بريئة ، والتدخين والمسكرات والأدمان.. ) .وعلى ذلك ليس جبناً ، بل شيئاً إيجابياً ، وواجباً أن نهرب فوراً من كل العثرات ومصادرها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق