"تعالوا إليَ يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت11: 28)
انها دعوة الله الصادقة لكل المتعبين وثقيلي الأحمال من الصادق الأمين لكي يريحهم من أتعابهم وينقذهم من جميع شدائدهم .دعوة للخطاة المثقلين بالشعور بالذنب والأثم أو محبة المال والسلطة والشهوات لكي يحررهم الله من كل عبودية مره .دعوة لنا ان نتمع بالراحة في الأحضان الابوية الصادقة التي تغفر وتنسي وترحم.
+ إنها دعوة كريمة من الله ذاته مع وعد صادق وأمين، لمن يأتي إليه، مهما كانت متاعبه كثيرة وصعبة، لأنه قادر على كل شيء، ولا يعسر عليه أمر (لو1: 37).
+ وكانت رسالة رب المجد يسوع، بمجيئه إلى العالم، لأجل خلاص الناس من أثقل كل الأحمال والهموم، وهي الخطية ونتائجها الردية (الجسدية والروحية والنفسية).
+ والله يدعو "ثقيلي الأحمال"، ربما لأن الذي حمله خفيف، عادة ما يحتمل ويسكت، أما الذي حمله ثقيل، فليس أمامه سوى أن يقول "ساعدني يارب".
+ والمفروض أن تلجأ إلى الله – في كل حال – سواء كان الحمل خفيف أو ثقيل لأنه وعدنا بأن يريحنا تماماً، فهل تذهب إليه لكي يريحك؟! أم تلجأ إلى الوسائل البشرية، ظناً منك – وهذا ظن خاطيء – انها ممكن أن تخلصك من متاعبك وأحمالك!!
+ فالله – هو وحده – مريح التعابى، الذين لا يجدون لدى البشر الشاكين إليهم، سوى اللامبالاة والإهمال أو النقد واللوم أو قلة الحيلة. بينما الله الحنون لا يوبخ، بل يعطي هدوءاً وعزاءاً وسلاماً، وطمأنينة للقلب ... المهم أن تدعوه في وقت الضيق (مز50: 75) فهل تفعل؟!
+ ويقول قداسة البابا شنودة: "البعض إذا أصابته ضيقة، يظل يغلي بالألم والحزن داخل نفسه، أفكاره تتعبه، ونفسيته تتعبه، وربما اليأس يتعبه، وربما لا يجد أمامه سوى الشكوى للناس أو التذمر أو البكاء، أو الإنطواء، وينسى وعد الله "إلق على الرب همك وهو يعولك" (مز55: 22).
+ فتعال للرب المحب، وتكلم معه عن متاعبك، في رجاء وثقة كاملة (إيمان) في وعده "يستجيب لك الرب، في يوم شدتك، ينصرك اسم إله يعقوب" (مز20: 1)، كما وقف مع الشهداء والمعترفين والقديسين المحاربين من الأعداء الخفيين والظاهرين.
+ وكل مغلوب من الخطية، وكل تعبان من العادات الردية، عليه أن يأتي سريعاً للرب المعين مؤمناً بقوله "تعالوا إليَ".
+ وهناك حمقى لا يحلون مشاكلهم باللجوء إلى الله، بل إلى مزيد من الخطايا (الكذب – العنف – السكر – أو الهرب إلى الإدمان – واللهو والدنس ...) لكي ينسوا مشاكلهم. ومنهم من من يلتجأ إلى الوهم أو أحلام اليقظة أو اللجوء إلى العرافين والدجالين والسحرة. وكل ذلك – بالطبع – لا يحل المشاكل، بل يتعب الفكر والقلب ويغضب الرب.
+ أما من يطيع كلمة الرب، فينال بركات ونعم كثيرة حسب قوله ووعده:
+ "إرجعوا كلكم وتعالوا" (أي17: 10).
+ "أخرجوا (من أماكن الشر) وتعالوا" (دا3: 26).
+ "كل شيء معد (في فرح السماء) تعالوا" (مت11) (لو14).
+ "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت" (مت 25: 34).
+ فهل تقبل دعوة الرب لك، لتتمتع بالراحة هنا على الأرض والفرح الأبدي في السماء؟!
مريح التعابي العجيب..
يا من خلص شعبه من العبودية المرة قديما وعالهم في البرية القفرة .
يامن خلص دانيال من جب الأسود والفتية من أتون النار.
اليك يامن جاء ليطلب ويخلص من كان ضالاً ،
نصلي ونتضرع ان تنظر الي عالمنا بعين الرحمة والشفقة والحب.
يامن حرر زكا من محبة المال ، وغفر للص علي الصليب.
يامن ذهب ليبحث عن السامرية وخلص المرأة الخاطئة.
يامريح التعابي معزي النفوس الأمين.
تعبت نفوسنا من صرعات العالم ومشاكله وخطاياة ،
فارحنا يارب وأمنح قلوبنا سلاماً وسعادة وشبع.
هبنا الراحة والرضا حتي عند حمل الصليب،
لنشارك ايضاً في مجد القيامة والملكوت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق