+ من المعروف أن الإنسان كائن اجتماعي يعيش في المجتمع، وله حاجات نفسية واجتماعية لا تشبع إلاَ إذا عاش في وسط جماعة من الناس "يوجد محب ألزق من الأخ" (أم18: 24).
"الصديق الأمين دواء الحياة والذين يتقون الرب يجدونه" (سي6: 16).
+ ومن الطبيعي للإنسان – وهو يسلك في المجتمع أن يعترف على زملاء كثيرين بحكم اتصاله بهم، سواء في الدراسة أو العمل أو الكنيسة.. لكنه عادة ما ينجذب لواحد منهم أو أكثر، فيبدأ في التعامل معه بطريقة مميزة عن باقي الزملاء، فيقيم معه علاقة ود وحب وتفاهم. هذه هي علاقة الصداقة.
+ إذن فالصداقة هي الرابطة التي تجمع بين شخصين أو أكثر وتقوم على أساس من الحب والصدق والوفاء والإلتزام.
+ ولابد أن نفرق هنا بين علاقات المحبة والزمالة والصداقة.
فالمحبة: تكون لجميع الناس حتى الأعداء.
والزمالة: تربط بين جماعة من الناس يجمعهم مكان واحد للدراسة أو العمل مثلاً.
أما الصداقة: فهي لعدد محدود من الناس نختاره بشروط معينة ونقيم معهم علاقة أكثر خصوصية.
اختيار الأصدقاء:
الصداقة عامل مؤثر جداً في حياة الإنسان، يتوقف عليه تقدمه أو تأخره. فكل صديق يؤثر في الآخر ويجذبه للطريق التي يسلك فيها. "المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو15: 33).
"المساير الحكماء يصير حكيماً ورفيق الجهال يضر" (أم13: 20).
فالصديق ينقل عن صديقه معظم أنواع سلوكه ومعتقداته، وحتى ألفاظه، وذلك كله يؤثر في الشخصية ويترك بصماته عليها "الصديق الأمين معقل حصين ومن وجده فقد وجد كنزاً" (سي6: 14).. لذلك فعلى كل من يريد أن يتخذ لنفسه طريقاً سليماً يحذر الإرتباط بصداقة تؤخر نموه. وهنا يوصينا معلمنا بولس الرسول قائلاً: "ثم نوصيكم أيها الأخوة... أن تتجنبوا كل أخ لا يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2تس3: 6).
الأسس التي ينبغي أن تراعي عند اختيار الأصدقاء:
+ أن يكون الصديق متديناً تديناً سليماً ويسير في طريق الرب.
+ أن يكون الصديق متقارباً في السن والمستوى الإقتصادي والإجتماعي والثقافي.
+ أن يكون للصديق الكثير من الميول والإهتمامات التي توافق صديقه.
+ الإستعداد النفسي لكل من الطرفين لإقامة علاقة صداقة متبادلة.
أنواع الصداقة:
للصداقة نوعان طبقاً لفائدتها وأثرها:-
1- الصداقة الروحية البناءة وأهم سماتها:-
+ صداقة روحية أساسها المسيح، وقائمة على المحبة المتبادلة بين الصديقين.
+ صداقة تعمل من أجل بناء ونمو الصديقين.
+ صداقة شعارها "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع20: 35).
+ صداقة قائمة على الصراحة والوضوح.
+ صداقة خالية من الأنانية والرياء والنفاق.
وأمثلة لهذه الصداقة:-
+ صداقة داود النبي ويوناثان ابن شاول الملك (1صم18: 1).
+ صداقة أصدقاء المفلوج الأربعة صديقهم المفلوج (مر2).
+ صداقة القديسين والتشفع بهم وقراءة سيرتهم.
2- الصداقة المزيفة الضارة وأهم سماتها:
+ صداقة غير روحية لا تقوم على المسيح.
+ صداقة تشجع على الخطأ.
+ صداقة تنقل العدوى الضارة من صديق لآخر، مثل من يصادق إنساناً مدخن فيتعلم من التدخين.
+ صداقة خالية من الإحترام المتبادل، تكثر فيها كلمات الشر والهزار الخارج.
وأمثلة لهذه الصداقة:
أصدقاء الإبن الضال الذين بدد معهم ثروة أبيه. (لو15: 13).
"الرجل الظالم الذي يغوي صاحبه ويسوقه إلى طريق غير صالحة" (أم16: 29).
عزيزي الشاب/ عزيزتي الشابة
تجنبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا:
+ الإنزلاق مع أصدقاء السوء في الأحاديث الشريرة، أو الذهاب معهم إلى أماكن اللهو والعثرات "ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم" (رو12: 2).
+ الهزل والمزاح القبيح وما شابه ذلك من الأمور التي لا تليق بأولاد الله "كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق. كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني" (1كو10: 23).
+ الخضوع للدعوات المتكررة من أصدقاء السوء بتدخين سيجارة أو تذوق خمور أو مخدرات ولو على سبيل التجربة أو بدافع اثبات الرجولة فهذا كله اتلاف لجسدك ويحولك إلى عبد مدمن وأسير لعادة. وتذكر أن "المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدة" (1كو15: 33).
احـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرص على:
+ قضاء وقتك مع أصدقائك فيما يفيد روحياً ودراسياً.
+ تشجع أصدقائك على الذهاب إلى الكنيسة، والممارسات الروحية.
+ الذهاب مع الأصدقاء لزيارة الأماكن المقدسة (الأديرة- الكنائس الأثرية ... وتبادل الكتب الروحية وكتب سير القديسين....
+ الذهاب مع الأصدقاء لزيارة المرضى ومساعدة المحتاجين. وكذلك ليس هناك أدنى مانع في الخروج مع أصدقائك في نزهة بريئة وتسلية منشطة للذهن والجسد.
وتذكروا دائماً:
"المساير الحكماء يصير حكيماً ورفيق الجهال يضر" (أم13: 20).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق