04‏/03‏/2010

كانوا يلتقطونه صباحا فصباحا


و كانوا يلتقطونه صباحا فصباحا كل واحد على حسب اكله و اذا حميت الشمس كان يذوب . خر 16 : 21

ان كل صباح جديد هو فرصة جديدة لنلتقي بالله في الصلاة والعشرة الصادقة مع الأب السماوي ،نستلهم منه ونشبع به ونتعلم ونعرف خطته في حياتنا.جيد لنا أول شئ ان نتحدث مع الراعي الصالح ونتعلم ونتقوي بالروح لنسلك بالحكمة التي من فوق ونخدم ونعبد بالروح والحق.فقبل ان نتقابل مع البشر ناخذ القوة والنعمة والقدرة من الرب ليكون فكرنا مقدسا وكلامنا مملحا وسلوكنا مرضيا لدي الله وان ارضت الرب طرق أنسان جعل حتي أعدائة يسالمونة.وان اتت اليه التجارب فيكون محصناً من السقوط ،قادراً علي الأنتصار.

هل تأملنا ذلك الشخص الفريد ، كلمة الله المتجسد، الذي كان يذهب في الصباح باكراً جداً إلى مكان خلاء ليصلي؟ هل سمعناه يكرر كلام النبي "السيد الرب ... يوقظ كل صباح، يوقظ لي أذناً لأسمع"؟ وإن كنا قد فعلنا ذلك، ألا تكون دهشتنا عظيمة ونحن نرى المالك لكل شيء، خالق أقاصي الأرض، جاثياً في كل صباح في الصلاة لأبيه السماوي مع انه في الاب والاب فيه وهو والاب وأحد ؟ لقد كان هنا على الأرض الإنسان الخاضع، الإنسان المُطيع الذي ترك لنا مثالاً لنتبع خطواته. إذا كان الرب يسوع نفسه في أيام جسده شعر بالحاجة إلى هذه الساعة المبكرة في شركة وثيقة مع أبيه، ألا يجب علينا نحن الضعفاء والجهلاء أن نشعر بضرورتها وقيمتها؟ لقد كانت أيامه مزدحمة بالعمل لدرجة أنه هو وتلاميذه لم يكن لديهم الوقت لأكل خبزهم، ومع ذلك كان يكرّس اللحظات الأولى من اليوم للصلاة والتأمل الفردي! هذا هو الأساس لنشاط كان يصعد بالكامل لله كرائحة سرور.

هل نعرف حلاوة تلك اللحظات التي تُقضى في فجر اليوم في الانفراد عند قدميه؟ عندما يكون كل شيء في سكون حولنا، هل تعوّدنا أن نأتي إلى الماء الحي عند بئر "الحي الذي يرى"؟ وأن نتذوق مراحمه التي هي جديدة في كل صباح؟ (
مرا 3: 23 ). هناك ونحن منفردون معه نسمع صوته في صفحات الكتاب المقدس الذي أعطاه لنا، نتعلم أن نعرفه وأن نتأمله ونتعلم منه لكي نعكس في الساعات التالية بعض الكمالات التي يعطينا الروح القدس أن نكتشفها في هذا الشخص العجيب. وبعد أن نكون قد دعوناه ليتكلم، نستطيع نحن بدورنا أن نقول له ما في قلوبنا، وأن نضع كل شيء أمامه "بالغداة أوجه صلاتي نحوك وأنتظر" مز 5: 3

وإذا كان إلهنا يسمح بوقت مُظلم في حياتنا، إذا كانت التجربة لا بد أن تأتي في كل صباح، فلا ننسَ أن قلبه مشغول بنا
أي 7: 17 ،18 لأنه عرف جيداً الألم، وبالتالي يقدر أن يرثي لنا في كل ضعفاتنا. فلنأتِ إذاً في فجر اليوم عند قدميه لنسمع الصوت الذي وحده يقدر أن يغيث المُعييَ بكلمة ولعديم القدرة يكثِّر الشدة، في انتظار الصباح الخالي من الغيوم حيث سيكون الفرح كاملاً وأبدياً لأننا سوف نرى الرب.

هناك تعليق واحد:

  1. الله يبارك في هذا الفم ويزيدكم من نعمه


    حنة

    ردحذف