01‏/05‏/2010

حياة الصلاة وروحانيتها



ينبغى أن يصلى كل حين ولا يمل " . لو 18 :1

الحياة فى أعمق معناها تتلخص فى فعلين دائمين بسيطين غاية البساطة أولهما المحبة وهذه مصدرها الله وثانيهما العبادة وهى تختص بالخليقة : " الله محبة " ، " أما أنا فصلاة " .

وهذان الفعلان دائمان بلا انقطاع ؛ فلا الله يكف عن حبه للخليقة ، ولا الخليقة تكف عن عبادة الله : " لأنه إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ " . لو 19 : 40.

وكل أفعال هذه الحياة وأعمالها العديدة سوف تفنى وتتلاشى وذلك بعد أن ندان عليها أو نثاب ، ولن يبقى منها جميعا إلا هذين الفعلين العجيبين وهما محبة الله لنا ، وعبادتنا له ! هذان لا ينتهيان حتى بعد انتهاء هذه الحياة بل انهما يدومان إلى الأبد فى الحياة الأخرى ، فالله لا يكف عن حبنا ، ولا نحن نكف عن عبادته . لأن الله يرى مسرته فى حبه لنا : " لأن مسرة الله فى بنى الإنسان " . أما نحن فنرى سعادتنا كلها فى عبادته
.

هذه العبادة إلهام إلهى وضعه الله فى طبيعة الإنسان ليحيا سعيدا بعبادته لمصدر السعادة الحقة . لقد لمسنا ذلك فعلا واختبرناه مرارا عديدة وعلمنا يقينا أن فىالصلاة والعبادة سعادة أبدية .. فهل من طريق يوصلنا إلى حياة كلها عبادة وصلاة مستديمة لا تنقطع ؟ فنجعل الله مركزا لتفكيرنا والمحور الذى تدور حوله كل أعمالنا وتصرفاتنا ، نحيا فى حضرة الله من الصباح إلى المساء ومن المساء إلى الصباح !

يقينا أن هذا العمل ليس بالقليل ، ويحتاج من جانبنا إلى عزم ومثابرة وتدقيق شديد ، ولكن لا ننسى أننا فى ذلك إنما نتمم منتهى إرادة الله وقصده ، ولا شك أننا سنلاقى فى تتميم مشيئة الله معونة وحبا وإرشادا .

ونلخص ما ينطوى عليه دقائق هذا التدريب كما يأتى :

أولا هدف حياة الصلاة :الدائمة :

دوام الوجود فى حضرة الله .

اشراك الله فى جميع أعمالنا وأفكارنا ومعرفة إرادته .

الوصول إلى حياة سعيدة بالقرب من الله مصدر السعادة . والتمتع بحبه .

معرفة سامية من نحو الله فى ذاته .

اهمال لذيذ للحياة الأرضية بلا ندم .

ثانيا : إرشادات عملية للوصول إلى حالة الصلاة الدائمة :

تنبيه الشعور بوجود الله أمامنا وأنه يرى ويسمع كل ما نعمله ونقوله .

محاولة التحدث إليه من حين لآخر بجمل قصيرة تعبر عن حالنا .

إشراك الله فى أعمالنا بطلبه للحضور معنا أثناء العمل وتقديم تقريرنا إليه بعد انتهائه


محاولة تسمع صوت الله من خلال أعمالنا . فكثيرا ما يتكلم إلينا من الداخل ولكن بتشاغلنا عنه نفقد توجيهاته الحكيمة .

فى وسط الأوقات الحرجة وعند ورود أخبار مزعجة وفى مهاجمة الناس أو الرؤساء لنا نطلبه فى الحال لأستشارته فهو أعز وأحكم صديق فى أوقات الشدة .

ثالثا : مبادىء أساسية لحياة الصلاة الدائمة
:

+
ألك إيمان بالله ؟ ... إذن ضعه أساسا لكل تصرفاتك .

+
هل قبلت أن تحيا مع الله ؟ ... إذن ضع كل ثقتك فيه مرة واحدة . ولا تحاول أن ترجع أو تتقهقر قط . كن أمينا له حتى الموت .

+
سلم لله كل أمورك الجسدية والروحية . فهو فيه الكفاية أن يدبر كل أمورك . وأعلم أن الحياة مع الله تحتمل كل شىء ، تحتمل المرض والجوع والأهانة ؛ فلا تستغرب هذه الأمور إذا أتت عليك ، لكن أصبر وأنت ترى كيف تتحول هذه كلها فى صفك لخيرك .

+
ركز حبك فى الله ولا تجعل العوارض التى تقابلك تسبب نقصا فى حبك له . بل بالحرى استعذب كل ألم من أجله ، فالحب الحقيقى يحول الألم إلى لذة .

+
حول اللوم إلى العالم المادى لأنه هو مصدر شقائنا وأحزاننا . فالآم هذه الحياة تجعلنا بالحرى نزدرى بالعالم ونحتقره ونزداد قربا من الله وتعلقا بالحياة الأبدية .

+
علامة حبك لله والتصاقك به هو أستعدادك دائما أن تتخلى عن كل ما يتعارض مع وصاياه وقداسته .

+
كن مدققا . وراقب شهواتك . وحاسب نفسك . واطلب على الدوام نورا من الله تكشف به سقطاتك وعثراتك .

+
إياك وأن يكون هدف أعمالك أو أقوالك أو صلاحك هو لإرضاء الناس فإن ذلك يبعدك بعيدا عن الله .

+
فى كل إحتياجاتك اتجه لله رأسا بعزم وثقة .

+
كن شجاعا ولا تهب الأخطار لأنه فى اللحظة المناسبة سوف يمد يده وينقذك لأنه مستحيل أن يخدعنا الله أو يتخلى عنا .

+
ما أسعد الذين حسبوا أهلا أن يتألموا من أجل اسمه .

وأسعد من هؤلاء هم الذين يشتاقون أن يتألموا من أجل أسمه !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق