28‏/05‏/2010

الروح القدس وحياة الفرح


للأب أفرايم الأورشليمي

الفرح هو ميزة للكنيسة والنفس والبيت المسيحي الذي يقودة الروح القدس(و اما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول اناة لطف صلاح ايمان). (غل 5 : 22) وان كنا مدعوين للشركة في حمل الصليب لكن الروح القدس يعزينا ويفرحنا حتي اثنا الضيقات(افرحوا في الرب كل حين و اقول ايضا افرحوا). (في 4 : 4) الروح القدس يقيمنا ويرفعنا الي السماء ويمنحنا فرحا وسلاما ومحبة وايمان .

لقد وصف القديس يوحنا كاسيان رهبان مصر انهم بشر سمائيون او ملائكة ارضيون،لانهم جعلوا صحاري مصر فردوسا مفرحاً بتسابيحهم لله والقديس ابولو الذي كان مديرا لمستشفي الاسكندرية في القرن الخامس كان يبث الفرح في النفوس ويقول دعوا الحزن لغير المؤمنين اما نحن ابناء الله والملكوت فلنكن دائما فرحين.ان صلواتنا نقدمها بقولنا تسبحة الساعه اي ينبغي ان نسبح في صلواتنا فرحين بالاب السماوي وايقوناتنا حتي التي للشهداء دائما مفرحة فالفرح غذاء يشبع النفس العطشي الي الله ويجعلها تحيا في ثقة الايمان الواثق بالله وعمله من اجلنا.

لقد دُعي الروح القدس بالباركليت اي المعزي والمدافع لانةه يعزينا ويخلصنا من كل ألم وحزن في النفس .ان سكني الروح القدس فينا نبع لا ينبض من الفرح والتعزية لنا لنعزي ايضا ونفرح الأخرين وهذا ما قاله القديس الانبا انطونيوس الكبير(كما ان الاشجارلا تنموا بدون ماء،هكذا النفس لا تقدر ان تنموا ولا ترتفع الي فوق ما لم تحظً بالفرح وتشعر بالبهجة).

لقد خلق الله الإنسان للسعادة والفرح،وضعه في جنة عدن وخلق من أجله كل شيء وأحاطه بكل وسائل الراحة وكان يعيش تحت العناية المباشرة لله وفي شركة عميقة معه حتى يعيش سعيداً،ولم يكدر حياته سوي الخطية وتنفيذ حكم الموت فيه وطرده من الجنة،وجاءت المسيحية لتجعل الإنسان فرحاً فقد قال الرب "جئت لتكون لهم حياة وليكون لكم أفضل" (يو10:10) .والفرح الذي نقصده هو الفرح الروحي وليس أفراح العالم الباطلة .
والفرح الروحي له أسبابه الكثيرة منها :
أولاً : فرح بالرب
ان الروح القدس يجعلنا نفرح بمحبة الله لنا وعمله معنا يقول الرسول بولس "افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا" (في4:4) ، فحينما يكون الإنسان ملتصقاً بالله قريباً منه وله شركة قوية معه يكون سعيداً ويفرح فرحاً لا ينطق به ومجيد
ثانياً : فرح بالخلاص الثمين نفرح بالخلاص كما يفرح المريض بشفائه والمأسور بإطلاقه والسجين بخروجه للحرية ، يقول المرنم"امنحني بهجة خلاصك"، كما يقول"يبتهج قلبي بخلاصك" .أما العذراء مريم فقالت"تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو26:1)
ثالثاً : فرح بعطايا الرب الثمينة
يفرح الإنسان عندما ينعم عليه الله بصحة جيدة وحياة مستقرة وأسرة سعيدة . يفرح بالكنيسة بيت الله وباب السماء ، يفرح بالأسرار المقدسة ووسائط النعمة التي تقوده للخلاص .
رابعاً : فرح بالعبادة التي يقدمها لله
ويحس بالشركة معه والقرب منه،بقول المرنم"أغني للرب في حياتي أرنم لألهي مادمت موجودا فيلذ له نشيدي وأنا أفرح بالرب" ويقول يعقوب الرسول " أعلي أحد مشقات فليصل.أمسرور أحد فليرتل " (يع13:5) .
خامساً : فرح بالعطاء
قال الرب يسوع الغبطة في العطاء أكثر من الأخذ (أع35:20) فالذي يعطي يسعد سعادة روحية لأنه أسعد آخرين وأراحهم وساهم في حل مشاكلهم . يقول الرسول :"المعطي المسرور يحبه الرب" (2كو7:9) .

هبني روح الفرح

ايها الروح القدس المعزي ،هبني من لدنك روح الفرح. فافرح وابتهج بخلاصك.

تفرح روحي وتتهلل نفسي ايضا جسدي يحيا علي الرجاء.

افرح لان لي ابا في السماء يهتم بي وقادر ان يقودني في موكب نصرته.

افرح في الضيقة،لان الضيقة تنشئ صبر والصبر تعزية والتعزية رجاء .

افرح لاني لست وحيداً او عني لست بعيداً بل صرت مسكنا لله،وحيث الله هناك الفرح.

افرح بانك عامل في ومعي ومع اخوتي وفي الكنيسة تلبسها رداء التسبيح والفرح.

ابتهج بانك تعدني كعروس تزيج لعريسها السمائي فانا مدعو لعشاء عرس الحمل.

لنفرح و نتهلل و نعطيه المجد لان عرس الخروف قد جاء و امراته هيات نفسها (رؤ 19 : 7).أمين الروح والعروس يقولان أمين تعال ايها الرب يسوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق