03‏/04‏/2009

الرب نوري


الرب نوري
للأب أفرايم الأورشليمي



الله نور وساكن في النور وتسبّحه ملائكة النور وبنوره نعاين النور ويريد منا ان نؤمن بالنور لنصير أبناء النور .
وقال لنا " انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة " يو 8 : 12 .

انه النور الذي يدعو

جاء الربّ يسوع ليفتح عيوننا لكي نرجع من الظلمات إلى النور ومن سلطان الشيطان إلى الله . أع 26 : 28 .انه النور الهادئ الوديع الذي يكشف لنا الطريق وينير لنا الحياة . ويشرق علينا في ملكوته كالشمس في قوتها . فهو النور الذي وعد به الله ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها ." ملا 4 : 2 . هو الذي هدى الشعب في القديم بعمود السحاب نهاراَ وعمود من النار ليلا، وهو لا يزال يهدي ويرشد وينير الذين يطلبونه . وهو الذي ينير أعين قلوبنا مانحا إيانا روح المعرفة والحكمة والفهم .
انه يدعونا ان نؤمن به وان نسير في نوره ، وهو الذي جاء ليشرق للذين في الظلمة . فلماذا يهرب منه البعض ؟ ربما لأنهم يحيون في الشر ولا يريدوا ان يتوبوا وهذه هي الدينونة ان النور جاء إلى العالم وأحبّ الناس الظلمة أكثر من النور لان إعمالهم كانت شريرة " يو 3 : 21 . ولهذا يدعونا النور لكي نؤمن به ونصير أبناء النور ونستيقظ من نوم وظلمة الخطية. ." قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك . " اش 60 : 1 .النور يدعوك ان تمشي فيه ومعه وهو لا يريد إلا خيرك ويفرح النور الالهى بان يُعرف بين الناس .

التوبة والنور


ان رجوع الخاطئ إلى الله ينقله من الظلمة إلى نور الله العجيب، ولهذا جاء النور الى العالم ليفضح إعمال الظلمة، وينتصر لنا وبنا وفينا على قوات الظلمة لكي نخبر بفضائل من دعانا من

الظلمة إلى نوره العجيب . ومن اجل هذا دعي الرسل إلى التوبة " قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور " رو 13 : 12 .
الإنسان الخاطئ يحيا في الظلام والذي يبغض أخاه يحيا في الظلمة " من قال انه في النور وهو يبغض أخاه فهو إلى الآن في الظلمة . من يحب أخاه يثبت في النور وليست فيه عثرة " 1 يو 2 : 9-10 .
فلا تخف حتى وان حاولت قوات الظلمة ان تعثرك ،وقم مجاهدا مع الله من اجل خلاصك " لا تشمت بي يا عدوتي إذا سقطتُ أقوم ، إذا جلست في الظلمة فالربّ نور لي " أم 7 : 8 .
احرص إذا على نقاوة حواسك وفكرك لا سيما عينيك . فسراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيّراً، وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلماً ، فان كان النور الذي فيك ظلامًا فالظلام كم يكون " مت 6 : 23 . قل مع داود المرنّم الرب نورى وخلاصي مما أخاف ، الربّ حصن حياتي ممّا ارتعب " مز 27 : 1 .
السير في النور ........

" اسلكوا كأبناء النور " اف 5 : 8 .
وكونوا شاكرين الآب الذي أهلّنا لشركة ميراث القديسين فى النور .كو 1 : 12 . أنت كابن للنور مدعو لحياة القداسة والتعفّف ، ومدعو أن تكون نورا يضئ للذين في العالم . لكن اعلم ان النور الذي فيك ليس منك انه كنور القمر في الليل، يستمد من نور الشمس . وإذا ابتعدت عن إلهك أصبحت مظلما لا نور فيك . وكلما اقتربت من الِبرِّ ونور المسيح ازداد نورك . لقد مكث موسى النبي مصليّاً لله في الجبل أربعين يوما وعندما رجع لم يستطع بنو إسرائيل ان يروا وجهه لأنه كان يشع نورا وأنت كذلك،عندما تجلس مع مصدر النور تستضئ بنوره ويشرق في قلبك وعقلك ويقود خطواتك، ويرى الآخرون أعمالك الحسنة ويمجّدوا أباك الذي في السموات .

الكتاب المُقدّس والنور

ان كلام الله نور " سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي " مز 119 : 105 .
والوصية مصباح ،والشريعة نور، وعندما آتي الينا كلمة الله المتجسد اخفي هذا النور لكي نستطيع أن نقترب إليه . واستتر نور اللاهوت في الناسوت ليقترب الينا ونعرفه ونحبه " فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس، والنور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه " يو 1 : 4 – 5 .
وعندما أتمَّ الربّ الفداء قام بجسد نوراني ممجدًا صاعداً به للسماء كسابق لأجلنا . وطلب منا ان نحيا مفكرين بما هو فوق فى السماء " ان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الآب " .
إننا غرباء على الأرض وليست لنا هنا مدينه باقية لكننا نطلب العتيدة ونحرص كنا مستوطنين في الجسد او متغربين ان نكون مرضيين عنده 2 كو 5 : 9 .


المعمودية والاستنارة


إننا إذا اعتمدنا بالماء والروح نولد من فوق كأبناء الله بالتبني وإذا يشرق علينا نور الإيمان نعطى استنارة داخلية . وننمو في معرفه ربنا يسوع المسيح وحقائق الإيمان المسيحي وسرّ التجسّد والفداء ونحيا أسرار الكنيسة ونجاهد برجاء منتظرين المجيء الثاني وقيامة الأموات وحياة الدهر الآتي .
إننا في مسيرة حياتنا يجب ان ننمو في الإيمان ونسير مع الله في النور لتظهر أعمالنا أنها بالله معمولة . ونحيا في شركة الروح القدس الذي يمنحنا استنارة ورحمة وتعزية، ونسعى من اجل نقاوة قلوبنا ، لكي ما نعاين الله داخلنا وفى حياتنا وفى ملكوت السماء .
أيها الإنسان الذي تريد ان تستنير اصرخ في تواضع إلى الرب مع الرجل الأعمى " يا ابن داود ارحمني أنا الخاطئ " وإذ تجده يسألك ماذا تريد ان افعل بك . اصرخ يا سّيد ان أبصر . أريد ان أبصر وجودك معي وملائكتك يحيطون بي كما طلب اليشع النبي قديماً ان يفتح الله عينيّ غلامه فأبصر الجبل محاطًا بالملائكة المنيرين يدافعون عنه . اطلب أذن من الله ان يعطيك البصيرة الروحية لتعرفه وتعبده بالروح والحق . اننا نتدرج في معرفة الله

حسب نمونا الروحي ومقدرتنا على المعرفة والحبّ . وإلا فإننا لو نظرنا ما لا نستطيع احتماله لإصابتنا بالكبرياء
والله يدعوك لتنمو في النور والحياة معه، وهو يريد ان يأتي إليك ويصنع عندك منزلا فلا تتكاسل فى زمن الجهاد، بل اطلب فستجد ، واسأل فستعطى، واقرع فيفتح لك . آمن بالنور وسرْ معه و فيه وهو يقود خطواتك ويمنحك حياة أبدية .

أنت نوري


ارحمني أنا الأعمى . افتح عينيّ وبصيرتي لأعاين مجدك ، كن نورا في قلبي وشمسا لدربي ، واستنارة لبصيرتي وحكمة تهديني . ولا تتركني أو تدعني أسير في الظلام .
يا نور العالم والملكوت أسرع واعني . فقد خيم عليّ حزن عميق وقوات الجحيم لمسيرتي تعيق . ولا أرى في جهلي الا مشاقّ الطريق وحلاوة الخطية، ومعها الضياع والهلاك . فتعال يا يسوع الحلو فأنر حياتي فانك لا تجعل ابنك الضالّ يهلك بل بنورك عليه أشرق .
يا أبي السماوي الساكن في نور لا يدنى منه ونور لاهوتك نار آكلة ، ونور حكمتك لا يمكن سبر أغوارها . ومحبتك للبشر تفوق العقول . نحبك يا أبانا القدوس ونعبدك في خشوع ، ونشكرك لعظيم رعايتك المعلنة لنا من خلال بهاء مجد ابنك الوحيد الذي أنار لنا وأعلن محبة ألآب .
نحن في شوق إلى معرفتك وقبولك والنمو في نورك فأهدنا بالروح القدس المحيّي المنبثق منك والواحد معك . العامل في الكون خالقا ومجددا ليعمل ويجدد طبيعتي، لأكون ابناً مُكمَّلاً بالفضائل مزداناً بالحكمة .
يا روح الله اعمل فيَّ وأنرْ عقلي وروحي وقلبي ، لأكون لك وأحيا في النور وبك أكون شمعه تحترق لتنير الطريق لكثيرين.

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق