10‏/04‏/2009

اللهم ارحمني انا الخاطي

.


اللهم ارحمني انا الخاطي



صلاة قصيرة يعلمها الرهبان للداخلين الجدد في الحياة الرهبانية . و هي صلاة العشار ، التي كان يقولها و هو خجل من نفسه ، يدق صدره ، في مقابل الفريسى ، الذي صلى بافتخار انه ليس مثل العشار الخاطئ لأنه يصلى رافعا رأسه ، فنزل العشار إلى بيته مغفور الخطايا ، أما الفريسى فلم تغفر خطاياه .
هذه الصلاة تدخل النفس في حالة هدوء و سلام ، يل و ثقة و فرح بالله . و هكذا برع في هذه الصلاة رهبان كثيرون . و كانت بابا الي السماء مفتوحا لدى الله . و تطورت هذه الصلاة القصيرة إلى صلوات أخرى أتقنها الإنسان ، فهي مفتاح ناجح للأنسان الروحي ولا تساويها صلاة أخري في المفعول متي صليناها بفهم وعمق . علما بان الذي رواها هو المسيح نفسه فهي مدعمة لفكر المسيح الذي يقبل كل صلاة ترضية . و نحن نقولها هنا متأثرين بواقعها على القلب ، و سيطرتها على الضمير وجلبها للراحة . و شهادة أجيال الرهبان لها تؤكد صدقها ومفعولها الفريد في الإنسان الباحث عن بداية الحياة الروحية ، و الذي يهوى التلمذة للمسيح و القديسين . و ما أسعدها أياما ، تلك التي نقضى ساعتها نصلى بلا حدود ، دون انشغال للفكر .
و نحن هنا نقدم للقارئ كهدية ، تأتى ثمارها عندا يتعودها الإنسان و تصير على مستوى الحديث مع الله .فطلب الرحمة من الله يليق كل ساعة . و إذا ذاقها الإنسان متواترا في حياته يتعود على تكرارها عن إحساس بفضلها عليه لأنها تسحب الذهن الشارد وترده إلى حضرة الله فيتعود اليقظة و الاتصال بالله بأسهل طريقة الا وهي تعود الصلاة الدائمه .
و التكرار بالصوت المنخفض أسهل من التكرار بدون صوت ، لانه بالصوت المنخفض يدخل السمع في التمرين الدائم ، فيزيده رسوخا في الذهن . فإذا توقف الذهن ، عاد للتمرين بسهولة و يسر . و إذا غاب كثيرا عن التكرار يعود إليه نادما لان التكرار الواعي يخلق الاحساس بضرورتها فهو لا يخرج عن حقيقة الصلاة التي تترسخ في الذهن باعتبارها عمل مقدس و التي تفوق كل عمل آخر للعقل . و هي تحسب طريقا موصلا إلى الله كشفه المسيح من عنده كطريق مختصر للإنسان يطلب الله بتواضع قلب .

و في هذه الصلاة القصيرة جدا ، يتركز كل ما يعوز الإنسان و كل ما يريده الله . قصيرة غاية القصر ، و متواضعة غاية التواضع . و يكفى أن تكون من فم المسيح . و تكريما للمسيح تحسب أجمل صلاة . فهو أكثر معرفه بحاجة الإنسان من الإنسان نفسه .
و قد وعد وعدا أكيدا : اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. متى 7 : 7 , و هذه الصلاة تغطى كل احتياجات الإنسان . و قال أيضا : إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً باسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً. فها نثق في الله اباً لنا ونصلي له في أيمان ورجاء .جربوا !

.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق