25‏/04‏/2009

القبول الألهي

.



للأب أفرايم الأورشليمي


نحن نعيش في مجتمع لا يعترف إلا بالإنجازات والانتصارات ويرفض الفشل..


حتى الإباء ينقلون لأبنائهم هذا المفهوم، فإن هم حصلوا على درجات ممتازة في الامتحان، أو


كان أسلوبهم مهذب، عندئذ يكونوا مقبولين ومحبوبين. أننا نضع شروط للمحبة.


الله كأبً سماوي..


يحبنا بغير شروط، يحبنا لأنه هو المحبة، الله يطلب منا أن نكون مستقبلين لمحبته، هذا يعنى


أننا لا يجب أن نكون قديسين حتى نأتي إليه ، إذ ونحن خطاه مات المسيح عنا لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل لتكون له الحياة الأبدية.


كل ما يريده الله منا هو أن نأتي أذن إليه بصدق وإخلاص وهو سيغفر لنا ويجعلنا أبناءً له.. هنا سنعبر عن تقبلنا لهذا الحب ونتجاوب


معه ونعرف كيف نبادل الله محبه بمحبه وننفذ الوصية عن حب.


ماذا سيكون موقفك عندما يقول الله لك إنه يحبك مهما حدث منك ؟هل يمكنك ان تتقبل حبه بدون أن تحاول عمل شئ لكسب قبوله ورضاه ؟ أم اننا نتقبل حبه ونعمل معه كابناء صالحين؟


نعم الله يحبك محبه أبديه، أحبك من أجل ذلك يديم لك الرحمة.. أنت به تحيا وتتحرك وتوجد.. تصور أنه يحصى عدد شعر رأسك وواحدة


منه لا تسقط إلا بأذنه، أنه يعرفك جيداً ويعتني بدقائق حياتك.. عينه عليك طوال الأيام قال عنه القديس اغسطينوس يارب تعتنى بي وكأنه


لا يوجد على الأرض سواي.. أنا أردت أن تفرح قلب الله بادله حباً بحب.


ماضينا وجراحنا..


أن كان ماضيك مؤلماً ومشاعرك جريحة وضغوط الحياة ومشاكلها العصرية صعبه وقاسية عليك فثق أن الله كأب حنون يريد أن يشفى


جراحك ويعالج آثار ماضيك، ويعطيك القوة لمواجهة مشكلات الحياة ويمنحك الغلبة والانتصار حتى تتمتع بالشركة الحلوة الحقيقية معه


لقد جاء إلينا السيد المسيح "رجل أوجاع مختبــر الحــزن" (أش 53: 3) حمل أحزاننا وتحمل أوجاعنا جاء ليبشر المساكين، ليعصب


منكسري القلوب، لينادى بالعتق للمسبيين وللمأسورين بالإطلاق، ليعزى كل النائحين، ليعطيهم جمالاً عوض الرماد ودهن فرح عوض


النوح ورداء تسبيح عوضاً عن الروح اليائسة فيدعون أشجار البر غرس الرب للتمجيد (أش 61: 1-3).


فلنتقدم..إلى الله بثقة


طالبين شفاءً لجراحنا وإطلاقا لسبينا، وعزاء لحزننا، فهو القادر أن يعطى تسبيحاً وفرحاً عوض الروح اليائسة


"لأنه ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفنا بل مجرب في كل شئ مثلنا، بلا خطية، فلتقدم إذاً إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة


ونجد نعمة وعوناً في حينه" (عب 4: 15، 16).

.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق