للأب افرايم الأورشليمي
صلب المسيح تاريخيا
أولا : صورة رسالة يويليوس والى الجليل الى المحفل الروماني :
أيها القيصر شرازينى أمير رومية، بلغني أيها الملك قيصر أنك ترغب فى معرفة ما أنا أخبرك به الآن، فإعلم أنه يوجد فى وقتنا هذا رجل سائر بالفضيلة العظمى يدعى يسوع، و الشعب متخذه بمنزلة نبي الفضيلة، و تلاميذه يقولون انه ابن اللـه خالق السموات و الأرض و بهما وجد و يوجد فيهما. فبالحقيقة أيها الملك أنه يوميا يسمع عن يسوع هذا أشياء غريبة.. فيقيم الموتى و يشفى المرضى بكلمة واحدة. و هو إنسان بقوام معتدل ذو منظر جميل للغاية له هيبة بهية جدا حتى من نظر إليه يلتزم أن يحبه و يخافه، و شعره بغاية الاستواء متدرجا على اذنيه، و من ثم الى كتفه بلون ترابى إنما اكثر ضياء. و فى جبينه غرة كعادة الناصريين. ثم جبينه مسطوح و إنما بهج، و وجهه بغير تجاعيد بمنخار معتدل و فم بلا عيب. و أما منظره فهو رائق و مستر و عيناه كأشعة الشمس و لا يمكن لإنسان أن يحدق النظر فى وجهه نظرا لطلعة ضيائه. فحينما يوبخ يرهب و متى أرشد أبكى، و يجتذب الناس الى محبته. تراه فرحا و قد قيل عنه أنه ما نظر قط ضاحكا بل بالحرى باكيا. و ذراعاه و يداه هى بغاية اللطافة و الجمال. ثم أنه بالمفاوضة يأثر كثيرين و إنما مفاوضته نادرة، و بوقت المفاوضة يكون بغاية الاحتشام، فيخال بمنظره و شخصه أنه هو الرجل الأجمل و يشبه كثيرا لأمه التى هى أحسن ما وجد بين نساء تلك النواحي. ثم أنه من جهة العلوم أذهل مدينة أورشليم بأسرها لأنه يفهم كافة العلوم بدون أن يدرس شيئا منها البتة. و يمشى حافيا عريان الرأس ، فكثيرون إذ يرونه يهزأون به، لكن بحضرته و التكلم معه يرجف و يذهل. و قيل أنه لم يسمع قط عن مثل هذا الانسان فى التخوم. منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا
و بالحقيقة كما تأكدت من العبرانيين، أنه ما سمع قط روايات علمية كمثل ما نعلم عن يسوع هذا. و كثيرون من علماء اليهود يعتبرونه إلها و يعتقدون به، و كثيرون غيرهم يبغضونه و يقولون أنه مضاد لشرائع جلالتك، فترى فى قلقا من هؤلاء العبرانيين الأردياء، و يقال أنه ما أحزن أحدا قط بل بالعكس يخبر عنه اولئك الذين عرفوه و اختبروه أنهم حصلوا منه على انعامات كلية وصحى تامة. و إنى بكليتي ممتثل لطاعتك و لإتمام أوامر عظمتك و جلالتك.
يوليوس ستوس والى اليهودية
صورة الحكم الذي أصدره بيلاطس على يسوع الناصري بالموت صلبا :
فى السنة السابعة عشرة من حكم الإمبراطور طيباريوس الموافق لليوم الخامس و العشرين من شهر آذار، بمدينة أورشليم المقدسة فى عهد الحبرين حنان و قيافا، حكم بيلاطس والى ولاية الجليل الجالس للقضاء فى دار ندوة مجمع البروتوريين، على يسوع الناصري بالموت صلبا، بناء على الشهادات الكثيرة البينة المقدمة من الشعب المثبتة أن يسوع الناصري :
1- مضل يسوق الناس الى الضلال 2- أنه يغرى الناس على الشغب و الهياج
3- أنه عدو الناموس 4- أنه يدعو نفسه ابن اللـه
5- أنه يدعو نفسه ملك إسرائيل 6- أنه دخل الهيكل و معه جمع غفير من الناس حاملين سعف النخل
فلهذا يأمر بيلاطس البنطى كونيتيوس كرينليوس قائد المئة الأولى أن يأتى بيسوع الى المحل المعد لقتله، و عليه أيضا أن يمنع كل من يتصدى لتنفيذ هذا الحكم فقيرا كان أم غنيا.
الصليب والفداء؟
الصليب فخرنا فالمصلوب عليه فادينا ومخلصنا وهو القدوس الابن الكلمة المتجسد من اجل خلاصنا والذي مات ودفن فداءاً وحبنا بنا ، ولم يكن ان يقوم بالفداء ، فكيف يستطيع مديون أن يسدد دين مديون آخر، عليه أولاً أن يسد دينه قبل التفكير في دفع دين شخص آخر. وكذلك كيف يدفع إنسان خاطيء ثمن خطيئة أخيه الإنسان؟ إنه يحتاج هو أولا أن يدفع ثمن خطيئته. وهذا أيضا ينطبق على الأنبياء. اسمع ماذا يقول داود النبي: "لا يقدر أحد أبدا أن يفتدي أخاه أو يقدم لله كفارة عنه لأن فدية النفوس باهظة يتعذر دفعها مدى الحياة" (مز 7:49،8). حتى أن أيوب نفسه يبحث عن إجابات لأشياء مثل هذه فيتساءل: "كيف يتبرر الإنسان أمام الله؟ إن شاء المرء أن يتحاجَّ (يجاوب) معه، فإنه يعجز عن الإجابة عن واحد من ألف" (أيوب 2:9،3). وقد قال الإنجيل عن جميع البشر: لأن الجميع فسدوا وزاغوا واعوزهم مجد الرب " (روما 23:3). لقد بحث الإنسان عن وسائل كثيرة للفداء وغفران الخطيئة ولكنها كانت غير كافية ومؤقته.
كان التجسد حبنا من الله واقتراباً وانفتاحا منه تجاة البشريه لفدائها وكان الموت على الصليب ليمنحنا غفران الخطايا. وعاش السيد المسيح حياة خالية من الخطيئة وقد قال: "من منكم يثبت عليّ خطيئة؟" (يوحنا 46:8). ولهذا فالشخص الوحيد الكامل الذي يستطيع أن يدفع ثمن الخطيئة هو شخص المسيح. "ولأن أجرة (ثمن) الخطيئة هي الموت" (روما 23:6)، لهذا كان يلزم على المسيح أن يموت. وكانت وسيلة الموت هي الصليب. فالمسيح تكلّم مرّات كثيرة مع تلاميذه عن هذا العمل، وعن الآلام التي ستقابله، والصليب والفداء، ولكنهم لم يفهموا. وعندما جاء الوقت ذهب المسيح طواعية إلى الصليب ولم يهرب. (قال يسوع للوالي الروماني الذي حاكمه: "لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم لأشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي" (يوحنا 37:18). قال يسوع لتلميذه بطرس عندما استخدم السيف "رد سيفك إلى مكانه... أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشا من الملائكة؟ فكيف تُكمل الكتب أنه هكذا ينبغي أن يكون؟" (متى 52:26،53). ومعنى العبارة الأخيرة أن كل النبوآت عن موت المسيح الكفاري ينبغي أن تتمّ. وهناك نبوآت كثيرة قبل مجيء المسيح بمئات السنين كلّها تمّت حرفيا في الصليب وفي عمل المسيح الفدائي.
الصليب ليس مجرّد علامة مصنوعة من خشب أو ذهب أو فضة تعلّق على الصدور فقط ولكن خطة الله لفداء الإنسان من خلال موت المسيح وقيامته ولهذا فهو افتخارنا وفرحنا وقوتنا وايماننا الذي به نحيا (لانه هكذا احب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يومن به بل لتكون له الحياة الابدية ).
لهذا يفتخر المسيحييون بهذا العمل الذي يُعبّر عن مدى محبة الله لجميع البشر. لهذا يقول الرسول "لأن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة ,أما عندنا نحن المُخلّصين فهي قوة الله وحكمة الله " (1كور 8:1). لهذا موت المسيح لم يكن من ضعف، بل كان هذا حسب مشيئة الله وخطته المرسومة لنا ويبقي الصليب قوة حب وخلاص وعلامة نجاة حتي منتهي الدهور.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق