أعـرف نفسـك
للأب أفرايم الأورشليمي
راعي الطائفه القبطيه بالناصره
أعرف نفسك أنها عبارة نادى بها الفلاسفة ، فمعرفة الذات هى البداية الحقيقية للانطلاق والعمل الخلاق والنجاح والإبداع نعرف ذواتنا بقدراتها وما وهبها الله من إمكانيات خلاقة .. لا نتخبط بين القيام والسقوط ، بين النجاح والفشل ، من عرف ذاته وقوم أخطائها وسلك بالحكمة يستطيع أن يقول "الآن فقط أبدأ في الطريق الصحيح" لقد عرفت ذاتى وقدراتها وأركض للنمو والامتداد للأمام إلى الكمال الإنسانى الذى يريده الله لى .
أنت صورة الله :
خلقك الله صورته "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ، فخلق الله الإنسان على صورته ، على صورته خلقه"
(تك1 : 26،27)"كونوا كاملين كما أن أباكم الذى في السموات هو كامل" (مت 5 : 48) فهل تسعى نحو الكمال
المرجو لك والمتاح منك أم نتهاون ونتكاسل أن نكون على الصورة الجميلة التى أرادها الله لنا. .. لنا العقل الحر
المميز الحكيم ، المبتكر ، الخالق بأعماله ، ولنا الروح التى تسعى للكمال حسب جهادنا وعمل نعمته الله معنا ودعينا
من الله الكمال.
لقد أعطانا الله قوة الشخصية ، قوة الروح والفكر والإرادة والاحتمال .. القوة في الحروب الروحية ، القوة المعنوية
قوة مواجهة الصعاب ، قوة الابتكار لمواجهة الصعاب وتسخير الطبيعة في خدمتنا فهل نقوم باستغلال هذه القوى.
قال قداسة البابا شنودة الثالث "أن رسالة أولاد الله هى أن يحملوا صورة الله في أشخاصهم إلى العالم كل من يراهم
يحبه الله ويعرفه ، لأنه أحب صورته فيهم ، كل من يراهم في محبتهم وهدوئهم وشخصياتهم المتكاملة وأمثلتهم
الحية، يمجد أباهم الذى في السموات".
لنجلس إذن مع ذواتنا ونفحص نواحى الضعف فينا لنعالجها وندرك ما لها من قدرات وطاقات ثم ننمى هذه الطاقات
ونستغلها .. وندرك ما هو النهج الأمثل لاستخدام هذه الطاقات واستغلالها .. إن ذواتنا هى عزيزة في عينى الله ..فهل
هى عزيزة في عينيك أيضاً.
ليكن لنا إيمان :
الإيمان يستطيع كل شئ ، ليكن لنا ثقة بالله وأننا لنا من الله القوة التى تؤهلنا لأن نكون ناجحين ، والغلبة والنصره من عند
الرب وهو يعطينا القوة لنجاهد ونثبت وننتصر ونتقدم من قوة إلى قوة. الكواكب سيخبو بريقها ، والشمس سوف يظلم
نورها ولكن أنا خلقت لكى يكون موطنى السماء وأن مت سأحيا بطاقات ليس لها أفول .. وبجسم روحانى لا يعتريه زبول
.. وبأفكار سمائيه نوراً من نور .. فلماذا ندع الصغائر تجعل قوانا تخور .. لماذا الفشل أو الخوف من المجهول .. ليكن
لنا قلب أسد جسور .. ولنقل مع صاحب المزمور.. "أن يحاربنى جيش فلن يخاف قلبى ، أن قام على قتال ففى هذا أنا
مطمئن" (مز 27 : 3) ولنقل مع القديس بولس الرسول أستطيع كل شئ في المسيح الذى يقوينى.
أستغل طاقاتك
أن الفلاسفة والعلماء ، إذ يشهدون بعظمة الإنسان ، فإنهم يذكروننا بما جاء في الإنجيل لنا أن نعرف أنفسنا وندرك أبعادها
وإمكاناتها ولنخضع الأرض وما فيها وان كنا ضعفاء بانفسنا لكن علينا ان نستغل طاقاتنا وامكانيتنا وننميها فنحن بالله نحن
قوة .. وبالتسلم والاتكال على الله نتمتع بالنعمة الموهوبة لنا فيه النعمة هى الطاقة التى تحولنا إلى الفاعلية والمقدرة فلا
نكف عن الحركة والعطاء والحب.
في ذلك يقول أحد علماء النفس "إن في داخل الإنسان مستودعاً جباراً لقوى معطلة لا تعمل ، وأما الذى يعمل فينا
أونعيشه منها هو بمثابة القناة أو المسقاة إذا ما قورنت بالنهر الكبير !!".
ولك أن تفتح لينفجر من كيانك ينبوع فياض يجعلك قوى فعال كفء ناجح .. فلا يكون في أرضك بئر بترول أو منجم
ذهب ولا تستخدمه لغناك وتحيا على ما لا يسد الرمق أن المسيحية الحقيقة تحول الضعيف ليصير قوياً .. والمنحرف
تجعله سوياً .. والعقول الخاملة إلى عقول حكيمة فتية .. وتجعلك تستطيع كل شئ .. فالله هو قوتك .. وإرادة هى
قداستك .. وفرحة هو نجاحك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق