28‏/04‏/2009

مع العصافير نسبح الله


للأب أفرايم الأورشليمي

فارقنى النوم والتمست مطلع الصباح .. وعند أول أضاءات ونسمات الفجر سبحت العصافير مغردة .. نعمة الخالق وجنة الحياة .. تذكرت المرنم الذى يدعو الطبيعة لتسبيح الخالق ويذكر فيها العصافير والطيور والنور أسمعة يقول :

"باركى الرب يا سائر نجوم السماء ، سبحية وزيده علواً إلى الآباد .. باركى الرب أيها النور والظلمة سبحاه وزيداه علواً إلى الآباد .. باركى الرب أيتها الأرض كلها سبحية وزيده علواً إلى الآباد .. باركى الرب يا جميع طيور السماء سبحية وزيده علواً إلى الآباد .

باركوا الرب يا بنى البشر واسجدوا للرب سبحوه وزيدوه علواً إلى الآباد"

قلت أنى أطرب وأفرح بهذه التسبحه الجميلة التى فيها تبارك الطيور الله وتسبحه وفيها هى تطير في السماء .. أرى أنها تقول أسبحك ، أمجدك ، أباركك ، أزيدك علواً إلى الأبد .. أنت الذى خلقتنى .. أنت يا الله ترزقنى طعامى .. منحتنى أجنحة بها أطير وأشجار تأوينى .. حتى متى لا يريد البشر أن يتعلموا منى أنا العصفور الحكيم.

أنا لا أحط رحالى وأنصب خيامى عند مخازن الغلال ولا أكوم منها من مخازن وأنت تقوينى والإنسان يجمع بكل الطرق ليكنز للغد وهو لا يدرى أمر يومه .. أنا المعلم الأول في الأتكال عليك يا الله !!

أنا العصفور الصغير .. أنا حر من قيود الشهوة والأنانية عندما أجد بعض الغلال أركض منادياً أخوتى ليشبعوا معى وينعموا بالخيرات وأفرح عندما أجد الكل سعيد ويزيد التغريد .. وعندما يموت رفقى لا أبحث عن بديل ولا أسعى أبداً وراء شهوة أو يغرينى مديح.

أنا العصفور الحنون .. أحن من أى أم على أطفالها أجوع ليشبع صغارى وأخرج الطعام من حوصلتى وفمى لأطعم الجياع وأدربهم على الطيران.

أنا العصفور الوديع.. لا أتكبر على من هم أصغر منى ولا أرتفع على غيرى بل أعرف أن حياتى في مهب الريح وأنها كبخار ماء يظهر قليلاً ثم يضمحل أعرف أنى قد أقع في أى لحظة في فخ الصياد .. ولهذا أسلم حياتى لرب العباد وعندما أقع في يد الصياد أقول .. أنى لست منسياً أمام الله أنا في يد الله .. وهنا أرى الصياد رحوماً بى يربت على ريشى ويضمنى إلى قفصه الصغير ويحملنى ليبيعنى إلى بيوت العز .. هناك أرى المعجبين بفنى .. العاشقين جمالى .. فأسبح الله الرحوم وحتى تنتهى حياتى بأى حال فأنا أشكر وأسبح الله وأزيده علواً.

فهل سبحت الله معى يا عزيزي

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق