12‏/05‏/2009

نعمة الغفران للأخرين


نعمة الغفران للاخرين

كل واحد منا يريد ان ينعم بنعمة غفران خطاياة ولكي نجد نعمة في عين الله وتغفر خطايانا ونوجد بلا لوم عندة نتوب عن خطايانا ونرجع الي الله ونغفر لمن يخطأوا الينا كما جاء في الانجيل :
+
فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي. وإن لم تغفروا للناس زلاتهم، لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم» مت 6: 15،14.

إنْ قلنا إنه ليس لنا خطية نُضِلُّ أنفسنا وليس الحقُّ فينا. إنْ اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهِّرنا من كل إثم. إنْ قلنا إننا لم نُخطئ نجعله كاذباً، وكلمته ليست فينا» 1يو 1: 8-10.

هل أنت واحد من الذين تأذَّوْا في مشاعرهم، أو ربما في جسمهم على أيدي الآخرين؟

وهل دخلتْ إلى قلبك وعقلك وفكرك مشاعر غضب، أو غيظ ، أو كُره، أو عداوة، أو مرارة، ورغبة في الانتقام؟

وبالتالي هل امتلأت نفسك بروح عدم المغفرة؟

إن عدم المغفرة يمكن أن يتحوَّل داخلك إلى لصٍّ مختفي. إنه قادر أن يجعلك سجيناً داخل نفسك.

حينما يُعشِّش روح عدم المغفرة داخلك، فهو لن يؤذي الذي أخطأ في حقك، فهو سيمضي إلى حال سبيله؛ أما أنت فستظل ممسوكاً ومُقيَّداً بما تملَّك على أفكارك وقلبك وتصرفاتك وكلامك. إنه ينخر داخلك كمثل سرطان سام، وإذا بك تكتشف أنك مربوط بالعداوة، وقد فارقك السلام القلبي الداخلي.

ولكن حالما أنت تعزم على المغفرة في لحظة إشراق نعمة المسيح الغافر داخل قلبك، فإنك تحسُّ بالحال بآثار المغفرة.

أقول: ”في لحظة إشراق نعمة المسيح الغافر داخل قلبك“، لأنك إن حاولت أن تغفر مدفوعاً بمشاعر بشرية شخصية بحتة، فلن يكون وراء ذلك من طائل. لابد أولاً أن يتنقَّى قلبك من كل ما أتى به عدم المغفرة إلى داخل قلبك.

لذلك، فنعمة المسيح هي وحدها القادرة أن تُدخِل في قلبك روح المغفرة، لأن المسيح حينما أخلى نفسه ووضع ذاته، استطاع أن يهبنا عطية الخلاص ويُطهِّر قلوبنا. فبنعمة المسيح هذه سننال الحرية والنصرة على مشاعر عدم المغفرة.

يقول الرب لنا: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» مت 11: 28.

أفليست الراحة هي التي نشتاق إليها، حينما تتثقَّل قلوبنا بعذاب روح عدم المغفرة؟

أما بحسب الآية التي وردت في رسالة القديس يوحنا الأولى (1: 9): «إن اعترفنا بخطايانا، فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهِّرنا من كل إثم»، فلماذا لا نتجرَّأ وندعو المسيح ليدخل إلى ما داخل قلوبنا؟ لذلك ها هي أمامنا الدعوة أن نُلقي بكل أحمالنا عليه، ليُريحنا.

فلنضع على عاتق ربنا يسوع المسيح أمر تطهير قلوبنا، لكي نستريح. فلْتَدَعْ المسيح أن يُطهِّر قلبك ويُعطيك روح المغفرة النابع من غفران المسيح لكل خطايانا.

قال الأنبَّا يؤانس القصير:

لقد رذلنا الحِمْل الخفيف، وهو أن ندين أنفسنا؛ واخترنا الحِمْل الثقيل الذي هو تبرير أنفسنا وإدانة الآخرين.

مرة صلَّى أحد الأتقياء قائلاً: ”يا ربُّ يسوع، سامحني لأنني حملتُ في قلبي تذمُّراً تجاه الشخص الذي أخطأ في حقِّي. هَلُمَّ امتلك حياتي. طهِّرني من روح عدم المغفرة، واملأني من روح المغفرة“.

وصلَّى آخر: ”أشكرك، يا ربُّ، لأني حصلتُ على السلام في قلبي، إذ أحسستُ بالمحبة تجاه الذين أخطأوا في حقِّي. لقد نلتُ اليوم أثمن ما أمتلكه: القلب الغافر“.

ذلك لأن الحِمْل الثقيل قد انزاح من على قلبه، وصارت الحرية له.

إن اختيار المغفرة هو من عمل إرادتك. فإن اخترتَ المغفرة، فقد انفتح قلبك وصرتَ أهلاً للتطهير الإلهي.

أما اختيار عدم المغفرة، فهو أيضاً من عمل إرادتك، لكن باب قلبك يكون قد انغلق، والله لن يدخل ليعمل عمله في تطهيرك.

فاخْتَرْ المغفرة، لتختار الحياة وتنعم بالسلام والراحة ومغفرة خطاياك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق