18‏/05‏/2009

اشواك الحياة


نحن نثق في محبة الله ونحمل الصليب الذي يأتي علينا بفرح وننشد تراتيل الظفر
لان الضيقات التي تمر علينا ونحتملها بفرح بينة علي اننا نستحق ملكوت السموات

وقف العود الجميل من الغاب والذى كان مزروعا فى بستان جميل تنساب تحته المياه
ويداعب النسيم اوراقه فتمتزج موسيقاه بشدو الطيور فقد كان يتمتع بحياة بهيجة سعيدة
على انه فى ذات يوم احس بالم حاد عميق اذ ابصر سكينا حادة تقطعه من الاصول
وأخذ من مكانه وطرح على الارض كان يصرخ ويبكى ...ولم ينفع بكاؤه او يشفع صراخه
بل عملت السكين فيه واخذت تقطع منه قطعا وتثقبه ثقوبا
وهو لا يعلم السر فيما يحدث له الى ان جاء يوم وضعه رجل فى فمه ونفخ فيه
واذ به يخرج منه اجمل الانغام واروعها
لقد جاز عود الغاب الالم.....فحولته الى مزمار
فكثيرا ما تكون ألام الانسان هى الطريق الى ان يصبح مزمارا خالدا فى كل الاجيال
فالالام هى طريق المجد الخالد
فلولا كثرة الثقوب الموجودة فى الناى ما اخرج هذه الالحان العذبة الجميلة
فبدون هذه الثقوب يصبح مجرد قطعة من البوص لا قيمه لها
والام الحياة تجملنا وتجعلنا اكثر نفعا وتخرج من قلوبنا اجمل الالحان واعذب الانغام
عزيزى
ان من سلم حياته للمسيح عليه ان يسلم نفسه اولا ....لروضة التهذيب
ثم مدرسة الالم الابتدائية....ثم الى معهد الالام العليا
لانه من المستحيل ان ندخل الى شركة مجده دون ان نجوز شركة الامه
فالحياة ما هى الا مدرسة عظيمة
استاذها الزمن ودروسها التجارب

ظلت راحيل تتمخض متوجعه اثناء ولادة ابنها الثانى فقد تعسرت ولادتها
زمن شدة الالم والحزن ماتت راحيل واثناء خروج نفسها دعت اسمه
( ابن اونى ) اى ( ابن حزنى ) تك18:35
بسبب شدة ما قاسته من الام واحزان
اما ابوه يعقوب فدعاه ( بنيامين ) اى ابن اليمين
وكأن ابن الالم والحزن ينعم بيمين الله
فنحن نبلغ خلال الالم الى يمين الله ونصير شركاء فى المجد الابدى
ربى
عالمنا لا يزال عرضة لخضات امواج التجارب وعواصف البلايا والثورات وزوابعها ومع ذلك فالسير فيه مستمر
يستطيع البحر ان يهدد وتعلوا امواجه وتهب عواصفه علينا نحن السائرين على هذا الطريق
فلا زلنا فى ارض الاموات وها انى اصرخ انت رجائى فى ارض الاموات وميراثى فى ارض الاحياء
انى لفى مأمن على الخشبة (خشبة الصليب ) وان كنت فى وسط المياه لعبة بين ايدى الامواج
انا ذاهب الى الوطن بحرا فوق تلك الخشبة لست اخشى خطرا
لان تلك الخشبه تحمل العالم كله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق