مَنْ يكتم خطاياه لا ينجح، ومَن يُقر بها ويتركها يُرحم ( أم 28: 13 )
دعوة الله للناس هي دعوة للخلاص، فهل الله يدعو أُناسًا أحرارًا؟ كلا، إنها دعوة لمَن قيَّدتهم الخطية بحبالها.ودعوة الله للناس هي دعوة للراحة، فهل الله يدعو أُناسًا ناعمي البال مُستريحين لا يهددهم خوف؟ كلا، إنها دعوة لمَن تعبت ضمائرهم، ومستقبلهم يُخيفهم.
ودعوة الله للناس هي دعوة للشفاء، فهل الله يدعو أُناسًا أصحّاء؟ كلا، إنها دعوة لمَن أعيَتهم وأمرضتهم خطاياهم وشهواتهم.
وبعض ممن انفتحت عيونهم على قيودهم وأحسّوا بشقاوتهم وما يُخيفهم، وثقلت على أنفسهم وطأة المرض الروحي، يخشون أن يعترفوا بذنوبهم وينشروها أمام الله. يصادقون على أن الخطية خاطئة، وليس وراء الشر إلا التعب والضرر، ولكنهم يتكبرون فلا يضعون أنفسهم بين الخطاة المحتاجين إلى خلاص، ولن ينالوا خلاصًا ما داموا يكتمون خطاياهم.
إن الخطايا تُغسل بدم المسيح إذا كان الاعتراف بها كاملاً أمام الله الذي أخطأت النفس إليه أولاً قبل أن تخطئ إلى القريب. إنك لا تستفيد شيئًا من مجرد الموافقة على أن الخاطئ يستحق العقاب، بل الفائدة كل الفائدة في أن تعترف بخطاياك فتتطهر فعلاً من أقذار الميول والشهوات والأفكار الرديئة.
في إحدى قرى الريف شاهدتُ امرأة تأتي إلى حافة النهر وفي يدها صُرة من الملابس القذرة، ولكنها لم تفتح الصُرة، وبدلاً من أن تُخرج كل قطعة من الملابس وتغسلها وتعصرها وتنظفها، خوفًا من أن يرى الناس قذارة الملابس، أمسكَت بالصُرة مربوطة كما هي وأنزلتها في الماء وأخرجتها، وكان ذلك على دفعات، ثم عادت بها إلى منزلها. هل تظن أن مثل هذه المرأة غسلت ثيابها فعلاً؟ إنها أتت إلى الماء بثياب قذرة وعادت إلى بيتها بنفس الثياب ونفس القذارة. هكذا الذين يكتمون خطاياهم ولا يعترفون بها. أما الذي يأتي إلى مخلص الخطاة ويقول له كل شيء بلغة صريحة، ولا يخاف من أن يفضح نفسه في حضرة الله، فهذا هو الذي يخرج من قدامه مُبررًا ومُطهرًا.
هذا هو طريق الله للحصول على البركة، طريق الحكم على الذات وعلى الأفعال في نور حضرة الفاحص للقلوب والكلى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق