لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي ( 2كو 12: 10 )
غريب أن يجتمع متناقضان، وأغرب منه أن يجتمع الضعف والقوة في وقت واحد، إذ ما الضعف إلا زوال القوة، وما القوة في الحقيقة إلا زوال الضعف. هذا صحيح منطقياً لو أن مصدر الاثنين واحد. أما وهما من مصدرين مختلفين فلا عجب أن يجري ماء عذب ومالح في مجرى واحد ما دام الماء العذب يأتي من ناحية، والماء المالح يأتي من ناحية أخرى. إذاً فليس من الخلط ـ كما يظهر للبعض ـ أن يقول الرسول "لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" لأن المؤمن يمكن أن يكون موضوع مظهرين للقوة والضعف في آن واحد، هذا مصدره شخصه، وذاك مصدره إلهه.
فحينما يشعر المؤمن أنه ضعيف في نفسه، وعاجز بشخصه، وناقص بمواهبه، في ذلك الوقت عينه يشعر أن قوة الله تزداد فيه، فيتشدد عجزه، ويكمل نقصه. وحينما يقترب الرسول إلى الرب ضارعاً لكي تفارقه الشوكة التي في جسده، يُجيبه الله القوي "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل" ( 2كو 12: 8 ،9).
على أن عكس هذه النظرية صحيح. فإنه في الوقت الذي يشعر فيه المؤمن أنه قوي في ذاته، فهو في الحقيقة ضعيف وعاجز وناقص. في الوقت الذي يقول فيه إنني غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، يُجيبه روح الله قائلاً: "لست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان" ( رؤ 3: 17 ). فهو أمر طبيعي لأننا في الوقت الذي نشعر فيه بقوتنا، لا نجد في أنفسنا حاجة إلى طلب القوة من الله، وقد نطلب معونة الله أحياناً، ولكن على سبيل العادة أو بقصد المساعدة التكميلية. ولكن الله في الحالة الأولى لا يساعدنا ما لم نطلب منه المساعدة، وهو في الحالة الثانية أجلُّ من أن يعمل معنا بصفته مساعداً كمالياً. فهو يريدنا كأبناء له أن نشعر بمحبته الأبوية عندما نرتمي في أحضانه شاعرين بضعفنا وعدم نفعنا بالمرة، فيهمس في آذاننا بكلمات تشجيع تولّد فينا إرادة قوية وعزيمة صادقة، ويمر بأنامله اللطيفة بحنو على جباهنا، فيضع فينا أفكاراً صائبة صالحة وحكمة سديدة، ويداعب أناملنا فتسري في أذرعنا قوة عظيمة، وعند ذلك يهون أمامنا كل صعب، وتُذلل كل عقبة، فنكون
فحينما يشعر المؤمن أنه ضعيف في نفسه، وعاجز بشخصه، وناقص بمواهبه، في ذلك الوقت عينه يشعر أن قوة الله تزداد فيه، فيتشدد عجزه، ويكمل نقصه. وحينما يقترب الرسول إلى الرب ضارعاً لكي تفارقه الشوكة التي في جسده، يُجيبه الله القوي "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل" ( 2كو 12: 8 ،9).
على أن عكس هذه النظرية صحيح. فإنه في الوقت الذي يشعر فيه المؤمن أنه قوي في ذاته، فهو في الحقيقة ضعيف وعاجز وناقص. في الوقت الذي يقول فيه إنني غني وقد استغنيت ولا حاجة لي إلى شيء، يُجيبه روح الله قائلاً: "لست تعلم أنك أنت الشقي والبئس وفقير وأعمى وعريان" ( رؤ 3: 17 ). فهو أمر طبيعي لأننا في الوقت الذي نشعر فيه بقوتنا، لا نجد في أنفسنا حاجة إلى طلب القوة من الله، وقد نطلب معونة الله أحياناً، ولكن على سبيل العادة أو بقصد المساعدة التكميلية. ولكن الله في الحالة الأولى لا يساعدنا ما لم نطلب منه المساعدة، وهو في الحالة الثانية أجلُّ من أن يعمل معنا بصفته مساعداً كمالياً. فهو يريدنا كأبناء له أن نشعر بمحبته الأبوية عندما نرتمي في أحضانه شاعرين بضعفنا وعدم نفعنا بالمرة، فيهمس في آذاننا بكلمات تشجيع تولّد فينا إرادة قوية وعزيمة صادقة، ويمر بأنامله اللطيفة بحنو على جباهنا، فيضع فينا أفكاراً صائبة صالحة وحكمة سديدة، ويداعب أناملنا فتسري في أذرعنا قوة عظيمة، وعند ذلك يهون أمامنا كل صعب، وتُذلل كل عقبة، فنكون
في الظاهر قد عملنا وأتممنا، والسر في قوته التي تعمل بنا وفينا
يقول الرسول بولس
فَقَالَ لِي:«تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ
قُوَّةُ الْمَسِيحِ
لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. 2 كو 12 9-10
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق