18‏/08‏/2009

الإناء المختار


للأب أفرايم الأورشليمي

ضع ذاتك في يد الخزاف الأعظم

عندما ينتابك الشعور بالضعف او النقص او عندما تتعثر خطواتك في الطريق وعندما تشعر بالنقص او بقلة الأمكانيات والمواهب وعدم الصلاحية للعمل الخلاق في حقل الله او الحياة ،
لا تحزن أو تكتئب او يصيبك الأحباط بل ضع ذاتك في يد الخزاف الأعظم الذي يستطيع ان يعيد تشكيلك ويعمل منك اناء للمجد والكرامة فهو الذي يعطي حكمة للجهلاء ومعونة للضعفاء ونجاحاً للفاشلين هو الذي يرمم الثغرة ويجعل العاقر أم اولاد فرحة وهو الذي قاد الخطاة الي التوبه والذي لا يرفض طالبيه ولايخزي منتظريه بل لعديم القوة يعطي قدرة ويعمل في الضعفاء ..

قصة الأواني وعمل الله

لاحظ أب أن ابنه يعاني من حالة إحباط شديدة وفي حديث طويل معه قال الأبن"يا أبي إني أعاني من الشعور بالنقص ، فأنا لست مثل زملائي، مواهبي قليلة جدًا وربما بلا مواهب، ضعيف البنية، لماذا خلقني الله أقل من كل زملائي؟ روى الأب لابنه هذه القصة الرمزية:

أراد الرب أن يختار إناءً يستخدمه. وجد عدة أوان على الرف التقى الرب (بإناء ذهبي). في اعتزاز قال له الإناء: "أنا إناء ذهبي، مرصع باللآلئ، غالي الثمن، لي بريق. أظن أنا أفضل كل الأواني، لتضعني في مكان لائق بي" قال له الرب: "إنني لا أعمل في القلب المتكبر؛ ولا أريد إناءً غالي الثمن أضعه في مكان مرموق"
.أمسك الرب (بالإناء الفضي)، وهو إناء طويل ورفيع. قال: "أظن إني أنا الإناء المناسب، يضعني الأغنياء على المائدة أثناء الطعام لكي يشربوا بي الخمر"قال له الرب: "إني لا أطلب إناءً لا يقدر أن يقتنيه إلا الأغنياء.
انتقل إلى(الإناء النحاسي) فوجده ضخم للغاية، فمه متسع جدًا، وكانت مادته النحاسية لامعة جدًا. قال الإناء: "أنا هنا، فإني إناء قوى يحتمل الكثير..."قال له الرب:"لست أطلب إناءً فارغًا، فمه متسع وضخم، يعتز بقوته".



انتقل إلى(الإناء الزجاجي)الذي قال له: "أنا زجاجي شفاف، تضعني على المائدة فيرى الكل ما بداخلي وإن كنت سريع الكسر، ولكن ليس من بين كل الأواني من يعمل حسنًا مثلي!"
قال له الرب: "لا تصلح لي، فإني لا أطلب من يظن أنه أفضل من
غيره، ولا من يظهر أسراره الخفية، علاقته بي".

التقى(بالإناء الخشبي)، الذي قال له: "إني من خشب ثمين مزين بالحفر، يمكن أن تضع في الفواكه" قال له الرب: "لست أطلب من يفتخر بزينته الخارجية".
أخيرًا التقى(بإناء خزفي) الذي قال له، :"]يا سيدي إني مشتاق أن تستخدمني. أنا من التراب لا قيمة له، يحتقرني الكثيرون، لا يصلح لشيء إلا لكي امتلئ ماء كي يشرب مني الفقراء والمعدمون. أنا سهل الكسر. أنت وحدك يمكنك أن تخرج مني شيئًا نافعًا إن ملأتني بقوتك وخيراتك".

فقال له الرب:أنا أعلم أنك أقل الأواني قيمة ، فلست من الذهب أو الفضة أو حتى الخشب لكنك متواضع،لكني أنا الرب قد أقتنيتك، وسأضع كنز في داخلك.
ولكن لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفيةٍ ليكون فضل القوة لله لا منا
فاني لست اشعر بشيء في ذاتي. لكنني لست بذلك مبررا. ولكن الذي يحكم فيّ هو الرب.

الله لديه خطة لحياتك ..

يريد أن يستخدمك مهما كانت أمكانيتك ضعيفة او كبيرة لكن عليك ان لا تتكبر أو تفتخر ..بل تواضع تحت يد الله القويه ليرفعك في حينه ،الله يقدر ان يصنع منك أنة للمجد فلا تيأس ولا تحزن بل كن أداة طيعة في يد الخزاف الاعظم ،
ان الله هو صانع القديسين الذي اختار الاباء الرسل صيادي السمك ليجعلهم صيادي الناس.
بل نظر الي اتضاع أمته العذراء مريم لتكون انية الكرامة المناسبة للتجسد الألهي .
ان الله قادر ان يصنع من الخطاة بولس الجديد واغسطينوس والسامرية .
وهو الذي يعطي النجاح لعبيدة للبناء والعمل الناجح.
لا تقل اذاً ولد انا ؟ لا تحتقر أحد ولا تقلل من قيمتك لانك قد أشتريت بدم كريم لحمل بلا دنس، دم المسيح الغالي .
ليكن لك في المسيح يسوع رجاء فهو اله الضعفاء ،
والذي لا يرفض طالبيه ابداً..
هو هو امس واليوم والي الأبد.

ثق في الله..

ثق في محبته الأبدية وفي حسن رعايتة الأزليه .
ثق في انه مبدع يستطيع ان يصنع من الطين اناء للكرامة والمجد،
قدم ذاتك بين يدية وأطلب ان يشكلك حسبما يريد،
وان يستخدمك كيفما ومتي يريد،
وأن تعرضت للتشكيل في بوتقة التجارب فلا تحزن أو يضعف قلبك
فالتجارب والضيقات تثقل معدنك وتذيدك خبرة وصلابة ومعرفة،
ثق ان الله يقدر أن يقودك في موكب نصرته،
ثق في عظيم صنيعه واتكل عليه وهو يجري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق