29‏/04‏/2009

أهمية تهديف الحياة


لنيافة الأنبا موسي
الحياة بدون هدف ضياع كامل.. هذه حقيقة يتفق عليها معظم البشر، وحين قال أصحاب مبدأ اللذة - فى القديم: "نأكل ونشرب لأننا غداً نموت" (1كو 32:15)، وجدوا معارضة شديدة عبر الأجيال، فالإنسان ليس جسداً وحساً فحسب، بل هو أيضاً روح تصلى، وذهن يفكر، وعلاقات اجتماعية تحمل فى طياتها سعادة الحب والعطاء والمسئولية.

1- لماذا نهدف حياتنا ؟
لأن الهدف...

أ- يعطى الحياة معنى:
أى أن الإنسان الذى يضع أمامه هدفاً ما، يكون قد اختار الهدف من منطلق روحى أو فكرى معين، مما يؤكد أن الحياة لها معنى خاص، وليست كما قال بعض الوجوديين الملحدين: "وجود زائد عن الحاجة، ولا فائدة له"..
إن الحياة فى عرف أصحاب الأهداف النبيلة، أياماً نقضيها فى إسعاد أنفسنا بالله، وإسعاد الآخرين به، وإلا فكيف سيحتمل الإنسان الألم والشرور والكوارث، ما لم يحيا الأبدية وهو بعد على هذه الأرض، ويترجى الحياة فيها بعد الموت، فى خلود سعيد مع الله.. بل إنه يجد فى آلام الزمان الحاضر "ثقل مجد أبدى" (2كو 17:4)، وفوائد كثيرة، إذ تدفعه الآلام للفطام عن هذه الحياة الدنيا، كما تدفعه إلى التوبة والنقاوة والتسليم، تماماً كالنار التى تصفى الذهب!! كما أن الآلام التى يسمح بها الله، تحفظ الإنسان من الكبرياء (مثل شوكة بولس)، وتزكى رجال الله الأتقياء (مثل تقدمة إبراهيم لإسحق).

ب- يعطى الإنسان الطريق:
فما دام الهدف واضحاً ومحدداً، فهناك طريق لابد أن نسير فيه للوصول إليه، وهكذا يعرف الإنسان أين يضع خطواته، وفى أى اتجاه يتحرك، حتى يصل إلى هدفه النبيل هذا.

ج- يعطى النفس حماساً:
فرؤية الهدف تدفعنا إلى بذل الجهد لكى نصل إليه، بحماس يساعدنا على تخطى العقبات، والتعامل معها، وبدون رؤية الهدف نفقد حماسنا، ونجلس فى حيرة وقلق، وربما فى خوف وضياع.

2- أهمية وضوح الهدف :
تنبع أهمية وضوح الهدف من النقاط التالية:

أ- أقصر طريق:
بمعنى أن الهدف الواضح يساعدنى فى رسم خط مستقيم بين نقطتى البداية والوصول، والخط المستقيم هو أقصر طريق بين نقطتين، لهذا فوضوح الهدف يساعدنى فى التحرك المباشر نحوه، بينما عدم وضوحه يجعلنى أسير فى تخبط يميناً ويساراً، وربما أنحرف عن الطريق السليم، وانتهى بعيداً عن الهدف نهائياً.

ب- أقل طاقة:
لأنه من الواضح أن أقصر الخطوط إلى الهدف معناه أننى سأبذل أقل طاقة مطلوبة، بينما التوهان عن الهدف سيجعل الإنسان يبذل طاقة أكبر، دون أن يصل إلى الهدف السليم.

ج- أكبر عائد:
فالمعروف أن يبذل طاقة بسيطة أو محدودة فى الوصول إلى الهدف، تعطى فائضاً من طاقة نبذلها فى ميادين أخرى، قد تنجح فيها أيضاً ما دامت أهدافنا واضحة وسليمة.

لذلك فوضوح الهدف يجعلنى أسير فى أقصر طريق، وأبذل أقل طاقة، وأحصل على أكبر عائد... بنعمة الله.

3- أنواع الأهداف :

أ- الهدف الاستراتيجى:
أى النهائى والجوهرى، وهو الوصول إلى ملكوت الله والحياة الأبدية... وهذا الهدف مطبوع فى الإنسان عموماً، ففيه الضمير "صوت الله فى الإنسان"، وفيه الجوع المطلق أو العطش إلى اللانهائى، وهذا مستحيل التحقيق بدون الله، هناك رقم اسمه اللانهاية، وهذا الرقم حقيقة واقعة، والإنسان - بتكوينه - مخلوق لا نهائى، بمعنى أنه دائماً يتجاوز ذاته، وواقعه، وحياته الأرضية، ويطمح نحو الخلود... المهم أن يعرف الطريق إلى الخلود، من خلال الخلاص، والمخلص!! ومن خلال المسيح اللانهائى، الخبز الحىّ، النازل من السماء، واهباً لنا حياة أبدية!!

ب- الأهداف المرحلية:
وهى أهداف روحية، أو ثقافية، أو مادية، أو اجتماعية.. كلها يجب أن تخدم الهدف الاستراتيجى والنهائى، ملكوت الله، بل أن المؤمن يحصل على ملكوت داخلى فى قلبه، يحفزه نحو الملكوت النهائى فى أورشليم السمائية.

إنها أهداف الحياة اليومية، الدراسة، والعمل، والزواج، (أو البتولية)، والخدمة (أو التأمل)، والجهاد ضد الخطيئة، ونشر المحبة والخير، والشهادة اليومية لرب المجد، بأساليب متنوعة، حسب طاقة واستعداد ووزنات ومواهب وظروف كل إنسان

فكر معي وتأمل



أعظم كلمة : الله . أعمق كلمة : النفس
أطول كلـمة : الأبدية . أقوى كلمـة : الحق
أوسع كلمة : الصدق . أرق كلمـــة : الحب
أعز كلمـــة : الأمل . أسرع كلمة : الوقت
أقرب كلمـة : الواقع . أفضل كلمة : المساواة
أعف كلمـة : العاطفة . أحسن كلمة : الوفاء
أقسى كلمـة : القسوة . أدوم كلمـــة : الذكرى
أغلى كلمــة : الأم . أبهج كلمــة : النجاح
أقبح كلمـــة : الخطأ . أجمل كلمــة : التوبة
أصعب كلمة : الكمال . اصدق صديق : الكتاب المقدس
أحلى كلمـــة : السلام . آخر كلمـــــة : الموت .أفضل الانتقام : الغفران
أعظم كنــــز : الفضيلة . أقوى عذاب : الضمير . أنقى الحــب : الحب في الله
أحسن حــب : حب الزوجة . أدوم حـــــب : حب الأم . أفضل المعرفة : معرفة الرجل نفسه
أفضل المرء : وقوف المرء عند علمه. أجمل مافي الطفل : البراءة
أجمل مافي الرجل : الرجولة. أجمل ما في المرأة : الأمومة
أجمل مافي الليل : الهدوء . أكرم النسب : حسن الأدب
أقوى لغات العالم : الصمت . أبلغ لغــات العالم : الدموع
الإفراط في اللين : ضعف . الإفراط في الضحك : خفة
الإفراط في الراحة : خمول . الإفراط في المال : تبذير

القيامة والحياة الارثوذكسية

ا

نيافة الأنبا موسى


مع تداخل البشر فى إطار العولمة، وما يمكن أن نسميه "العولمة الدينية"، أو "العولمة العقائدية" ومع وجود الحور بين العائلات الكنسية والصراعات الفكرية يجب ان نتعمق في فهمنا لأيماننا وعقائدنا وان ننمو في أمرين.
1- معرفة العقيدة الأرثوذكسية، وكيف أنها مطابقة للكتاب المقدس، والتقليد الكنسى، وأقوال الآباء.
2- معايشة الحياة الأرثوذكسية، داخل الكنيسة وفى حياته الخاصة والأسرية، من خلال الممارسات البناءة مثل: حضور القداسات، والمواظبة على صلوات الأجبية، والصلوات السهمية والحرة، وكذلك من خلال التسبيح والألحان، والإندماج فى المناسبات الكنسية على مدار السنة، سواء فى الأصوام أو الأعياد... الخ.
وكمثال لذلك... نتحدث عن القيامة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ نراها واضحة فى عديد من الأمثلة:
1- الصوم الكبير
وفيه يصوم المؤمن الأربعين المقدسة، وأسبوع الإستعداد (فرق السبوت)، ثم اسبوع الآلام...
وفى هذا الصوم، الذى يسميه الآباء "ربيع السنة الكنسية"، أو "ربيع الحياة الروحية"، يتمتع المؤمن بالكثير من العطايا مثل:
 الصوم الإنقطاعى، وما يعطيه من ضبط للجسد، واشباع للروح، من خلال الصلوات والنهضات والتناول...
 أناجيل التوبة، التى تؤكد لنا قبول الرب لكل التائبين:
- مهما كانت خطيتهم بشعة كالإبن الضال.
- أو متكررة كالسامرية. - أو لمدة طويلة كالمفلوج.
- أو حتى للمولودين بها، كالمولود أعمى؛ إذ نخلص من كل هذا بالمعمودية، والتوبة المستمرة.
وهكذا ننتصر بالمسيح على عدو الخير، مع دخوله الإنتصارى إلى أورشليم فى أحد السعف، فنستطيع أن نجتاز معه وادى الألم فى أسبوع الآلام.
2- أسبوع الآلام
حيث الدسم الروحى بقراءات متعددة من المزامير والأناجيل، تشرح لنا آلام الرب، وتسير معه يوماً بيوم، وساعة بساعة، وحيث نسجد عند أقدام صليبه، هاتفين بكل قوة: "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين، يا عمانوئيل إلهنا وملكنا" مؤكدين إيماننا بألوهيته، وبفدائه العجيب، وحبه اللانهائى، ومستعدين أن نجتاز معه موت الصليب (بالمعمودية والتوبة والمطانيات والإماتة)، واثقين أن بعد الموت تكون القيامة، وبعد الصليب يكون القبر الفارغ!
3- ليلة أبو كالبسيس
وتسمى شعبياً "أبو غالمسيس"... حيث نسهر بجوار قبر السيد المسيح فى طقس رائع، ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أ- تسابيح الخلاص... من العهدين، إعلاناً بأن الرب أتم الخلاص، وقال: "قد أكمل" ، ونزل إلى الجحيم، وحرر المسبيين، ودخل بهم إلى الفردوس.
ب- سفر الرؤيا... حيث السماء التى انفتحت، والفردوس الذى عاد، وحيث رجاء الخلود الأبدى، بعد انتهاء هذا الزمن الفانى.
ج- قداس سبت النور... حيث نفرح بالمسيح الذى قطعاً سيقوم فجر الأحد، وذلك بعد أن أنجز المهمة الخلاصية المجيدة، التى جعلته يعد اللص اليمين التائب: "اليوم تكون معى فى الفردوس" ... وذلك استعداداً لقداس العيد.
4- قداس عيد القيامة
بأفراحه الممتازة، وألحانه المبهجة، بدءاً من لحن "السبعة طرائق" فى بخور باكر، وحتى بهجة التناول من الجسد والدم الأقدسين، مروراً بطقس "تمثيلية القيامة" وزفة أيقونتها... حيث نادى من فى الخارج: "اخرستوس آنستى"، فجاوبهم من فى الداخل: "آليثوس آنيستى"... وإذ تنفتح الأبواب الدهرية، يدخل ملك المجد إلى عرشه المجيد، وتصدح جوقات الشمامسة لحن القيامة الجميل:
"ياكل الصفوف السمائيين... رتلوا لإلهنا بنغمات التسبيح... قد قام الرب مثل النائم... وكالثمل من الخمرة... ووهبنا النعيم الدائم... وعتقنا من العبودية المرة...".
مع ألحان أخرى جميلة مثل:
"طون سينا نارخون لوغون"... ومعناه: "نسبح نحن المؤمنين ونمجد الكلمة المساوى للآب والروح فى الأزلية وعدم الإبتداء، المولود من العذراء لخلاصنا، لأنه سر وارتضى بالجسد أن يعلو على الصليب، يحتمل الموت وينهض الموتى، بقيامته المجيدة".
و"توليثوس"... ومعناه: "أن الحجر لما ختم من اليهود وجسدك الطاهر حفظ من الجند، قمت فى اليوم الثالث أيها المخلص، مانحاً هذا قوات السموات هتفوا إليك يا واهب الحياة المجد لقيامتك أيها المسيح، المجد لملك المجد لتدبيرك، يا محب البشر وحدك".
وبينما الكل يهتف باللحن الشعبى الرائع: "اخرستوس آنستى"... المسيح قام من الأموات.. بالموت داس الموت.. والذين فى القبور.. أنعم لهم بالحياة الأبدية".
ترتفع أبصارنا نحو السماء، وتمتد آفاق أفكارنا نحو الأبدية العتيدة، والخلود المجيد.
5- الخمسين المقدسة
 إذ تبدأ بشم النسيم، حيث تتفتح الزهور، ونأكل البيض، تذكاراً للبيضة التى ذهبت بها المجدلية إلى بيلاطس، لتشرح له حقيقة القيامة، وكيف أن داخل البيضة، مع بعض التدفئة، كتكوت صغير حىَ، سيخرج منها وهى مغلقة، ودون أن يفتح له أحد. فكم بالحرى خالق الكون، كيف لا يخرج وأبواب القبر مغلقة، ودون أن يفتح له أحد، وهو رب الحياة، ومانح الحياة!!
 وتستمر أيام الفرح حيث لا صوم، فالعريس فى وسطنا،
ولا سنكسار إذ كيف نتحدث عن قديسين فى حضرة قدوس القديسين، ولا مطانيات فلماذا الإنسحاق وقد أعطانا الرب قوة قيامته... وهكذا تجعلنا الكنيسة نحيا فى بركات القيامة العديدة، كما تتضح من خلال قراءات الخمسين المقدسة، فالرب هو: الحياة، والنور، والحرية، والخلاص، والمجد. وتختار لنا الكنيسة فصولاً مناسبة من الأناجيل والرسائل والمزامير، تتفق مع جلال المناسبة المجيدة، والقيامة المفرحة.
 وبعد أربعين يوماً تنادينا الكنيسة بأن نصلى مع الآباء الرسل، بعد صعود السيد المسيح، طالبين منه أن ننال بركات الصعود مثل:
- ارتفاع أفكارنا وقلوبنا إلى حيث المسيح جالس...
- التشفع بمسيحنا القائم... حاملاً جراحاته، فهو شفيعنا الكفارى الوحيد، القادر أن يغفر لنا خطايانا.
- طلب الإمتلاء بالروح القدس يوم العنصرة، تمهيداً للإرسالية والخدمة.
- انتظار المجئ الثانى، فيسوع الصاعد سيأتى ثانية فى اليوم الأخير، فى مجد عظيم، ليأخذنا إلى ملكوته العتيد.
 وحين تختم الخمسين المقدسة بعيد العنصرة ننال مع الآباء الرسل ملء الروح، فنخرج معهم إلى الخدمة والكرازة، فى صومهم المبارك.
السنة الليتورجية
إن كنيستنا القبطية قد رسمت لنا "السنة الليتورجية" بأسلوب رائع، حتى نحيا معها أحداث الخلاص، وقوة القيامة، وإرسالية الخدمة، ساعين فى طريق القداسة.
ونستطيع أن نجمل "السنة الليتورجية" كما يلى:
 تبدأ السنة بالنيروز... إذ تدعونا الكنيسة للحياة الشاهدة، بل حتى إلى الشهادة من أجل المسيح.
 ولكى نصل إلى هذا المستوى المبارك، نجتاز مع الكنيسة صوم الميلاد، ليولد المسيح فى قلوبنا فى عيد الميلاد المجيد.
 ثم نتعرف على الثالوث القدوس فى عيد الغطاس، الثيؤفانيا، الظهور الإلهى.
 وإذ نخطئ كبشر ضعفاء، نتوب مع يونان فى صومه القصير، ثم نتوب مع تائبى الصوم الكبير: الإبن الضال، والسامرية، والمفلوج، والمولود أعمى.
 وهكذا ننتصر مع الرب وبه يوم أحد السعف.
 فنجتاز معه الآلام فى اسبوع الآلام لنموت معه...
 ونقوم فى عيد القيامة معه...
 ونصعد بقلوبنا وأفكارنا إلى السماء فى عيد صعوده...
 ونصلى مع الآباء الرسل فى العلية طلباً للملء الروحى...
فنمتلئ من روح الله يوم العنصرة.
 فنخرج للخدمة مع التلاميذ فى صوم الرسل.
 وإذ نجد أنفسنا فى الموازين إلى فوق، نحاول أن نقتدى بالعذراء القديسة لننال قبساً من قداستها فى صومها المشبع.
 وهكذا ننمو بنعمة الرب إلى الحياة الشاهدة مع شهداء النيروز.
إنها دعوة إلى شباب المستقبل، أن يشبعوا بكنيستهم القبطية، وكنوزها الهامة، من طقس وعقيدة وتاريخ وقديسين وأقوال آباء... بحر واسع، ومحيط شاسع، من الأغذية الروحية ووسائط النعمة حيث المذبح والذبيحة و الكهنوت وشفاعة القديسين...
ولذا يحس الشباب الأرثوذكسى أنهم جزء من منظومة جبارة هى:
- المؤمنون... على الأرض يجاهدون...
- القديسون... فى الفردوس يتشفعون...

- الرب يسوع... رأس الجسد... الذى يقوده ويحييه، ويحس بكل آلامه واحتياجاته.

ما أجمل أن نعيش الحياة الأرثوذكسية ببساطة وتفاعل وعمق، فنستفيد بما أعده الرب لنا، من خلال كنيسته المقدسة، حيث الدسم والإرتواء.

28‏/04‏/2009

دعوة للشكر

.
تأمل للأب أفرا يم الأورشليمي

صباح الخير سيدتي .. صباح الخير نور عيني .. أنا بكى بشوف .. أنا بكى بقراء.. أنا بكى
بكتب.. أنت كل شئ في ظلمة حياتي .. أنا من غيرك أزاي حشوف .. دا أنا حاكون كالأعمى ..
ليس هذا كلام غزل عزيزي القارئ ...
دا اللي حصل أنى نمت بدري وصحيت بعد نصف الليل والدنيا ظلمة وأضاءت اللمبة الكهرباء جنبي .. أبجوره 40 وات وحبيت أشكرها وأصبح عليها هو مش واجب !!!
فيه أشياء كثيرة نحن لا نحس بقيمتها ولا نشكر الله عليها إلا عندما نفقدها.. منها أشياء بسيطة خالص.. زى اللمبة هل جربت يوماً أن ينقطع عنك التيار الكهربائي ليلاً.. أراك في هذا الموقف تتلمس الحوائط لتبحث عن كبريت أو شمعة .. هل شكرت الله يوماً على الهواء أو على نعمة الماء .. هل شكرت الله يوماً على نعمة النظر .. هل شكرت الله يوماً لأن لك يدان تأكل وتشرب وتكتب يهما.
يوماً ما كنت أسير من مكان إلى أخر متذمرا لأني لا أملك سيارة أتنقل بها وفجأة ظهر أمامي رجل مقعد بلا قدمين يسير على عربة على عجل من المطاط ويقود العربة بكلتا يدية .. وقتها شكرت الله أنى لى قدمين سليمتين .. هل تقبل أن تبيع يديك أو قدميك بآلاف الجنيهات. هل شكرت الله لأنك تحيى بين أربعة جدران تحميك.. وهل رأفت بالمشردين .. أنى أشكر الله على لمبة صغيرة فهل نشكره على إشراق شمس الصباح وهل شكرت الله علي محبته لك وعلي غفرانه خطاياك وعلي حفظه أياك او علي وجبة تناولتها وعلي اصدقاء اوفياء حولك او اهل يقدموا لك المحبة والتضحية لتنجح وتبني مستقبل مشرق او علي نعمة الصحة وراحة البال ، أنها عزيزي دعوى للشكر.. لا بل دعوى للتأمل في هبات الله .. التي هي بلا عدد.

مع العصافير نسبح الله


للأب أفرايم الأورشليمي

فارقنى النوم والتمست مطلع الصباح .. وعند أول أضاءات ونسمات الفجر سبحت العصافير مغردة .. نعمة الخالق وجنة الحياة .. تذكرت المرنم الذى يدعو الطبيعة لتسبيح الخالق ويذكر فيها العصافير والطيور والنور أسمعة يقول :

"باركى الرب يا سائر نجوم السماء ، سبحية وزيده علواً إلى الآباد .. باركى الرب أيها النور والظلمة سبحاه وزيداه علواً إلى الآباد .. باركى الرب أيتها الأرض كلها سبحية وزيده علواً إلى الآباد .. باركى الرب يا جميع طيور السماء سبحية وزيده علواً إلى الآباد .

باركوا الرب يا بنى البشر واسجدوا للرب سبحوه وزيدوه علواً إلى الآباد"

قلت أنى أطرب وأفرح بهذه التسبحه الجميلة التى فيها تبارك الطيور الله وتسبحه وفيها هى تطير في السماء .. أرى أنها تقول أسبحك ، أمجدك ، أباركك ، أزيدك علواً إلى الأبد .. أنت الذى خلقتنى .. أنت يا الله ترزقنى طعامى .. منحتنى أجنحة بها أطير وأشجار تأوينى .. حتى متى لا يريد البشر أن يتعلموا منى أنا العصفور الحكيم.

أنا لا أحط رحالى وأنصب خيامى عند مخازن الغلال ولا أكوم منها من مخازن وأنت تقوينى والإنسان يجمع بكل الطرق ليكنز للغد وهو لا يدرى أمر يومه .. أنا المعلم الأول في الأتكال عليك يا الله !!

أنا العصفور الصغير .. أنا حر من قيود الشهوة والأنانية عندما أجد بعض الغلال أركض منادياً أخوتى ليشبعوا معى وينعموا بالخيرات وأفرح عندما أجد الكل سعيد ويزيد التغريد .. وعندما يموت رفقى لا أبحث عن بديل ولا أسعى أبداً وراء شهوة أو يغرينى مديح.

أنا العصفور الحنون .. أحن من أى أم على أطفالها أجوع ليشبع صغارى وأخرج الطعام من حوصلتى وفمى لأطعم الجياع وأدربهم على الطيران.

أنا العصفور الوديع.. لا أتكبر على من هم أصغر منى ولا أرتفع على غيرى بل أعرف أن حياتى في مهب الريح وأنها كبخار ماء يظهر قليلاً ثم يضمحل أعرف أنى قد أقع في أى لحظة في فخ الصياد .. ولهذا أسلم حياتى لرب العباد وعندما أقع في يد الصياد أقول .. أنى لست منسياً أمام الله أنا في يد الله .. وهنا أرى الصياد رحوماً بى يربت على ريشى ويضمنى إلى قفصه الصغير ويحملنى ليبيعنى إلى بيوت العز .. هناك أرى المعجبين بفنى .. العاشقين جمالى .. فأسبح الله الرحوم وحتى تنتهى حياتى بأى حال فأنا أشكر وأسبح الله وأزيده علواً.

فهل سبحت الله معى يا عزيزي

.

26‏/04‏/2009

السعى للتفوق

.
للأب أفرايم الأورشليمي



الإقتداء بالمسيح .


أن الرغبة في عمل الأشياء بتفوق هو إقتداء بالمعلم الصالح الذى جاء عنه"إنه عمل كل شئ حسنا"(مر7 : 37) ..


أننا إذ نتأمل في صفات معلمنا نرى روح التفوق ، رحمته ما أعظمها وعمله ما أحسنة ، ومحبته ما أعمقها ؟ "يهطل كالمطر تعليم ويقطر كالندى كلامى ، أعطوا عظمة لألهنا ، هو الصخر الكامل ضيعة ، أن جميع سبله عدل ، اله أمانه لأجود فيه صديق وعادل هو" (تث 32 : 2-4).


الله يدعونا للتفوق ..


في مثل الوزنات الذى قدمه السيد المسيح مت 25 : 14-30) نلاحظ ، أن السيد أثنى على العبد الصالح لأنه عمل باهتمام وجد وتفوق ، ووبخ العبد الكسلان واعتبر كسلة نوع من الشر ، لقد دعى العبد الذى سعى بجد عبداً أميناً بعكس العبد الذى كسل ونام ولم يتاجر في الوزنات دعى شريراً ، ولذلك نصح القديس بولس "غير متكاسلين في الاجتهاد ، صارمين في الروح عابدين الرب" (رو 12 : 11) ، ولعل الكتاب من يعمل برخاوة ويشجعنا الله على التفوق.


حوافز على التفوق ..


التعمق في قراءة الإنجيل والعمل بوصاياه يدفعنا للتفوق "كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ ،

للتقويم والتأديب الذى في البر لكى يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2تجد 3 : 16،17).



من خلال معرفتنا لضعفنا وتمسكنا بقوة الله "تكفيك نعمتى لأن قوتى في الضعف تكمل ، فبكل سرور أفتخر بالحرى


بضعفاتى لكى تحل على قوة المسيح. (2كو 12 : 9).


من خلال رغبة الله وأنفسنا أن نجعل ثمار حياتنا مثالية "والذى في الأرض الجيدة هم الذين يسمعون الكلمة


فيحفظونها في قلب جيد ويتمرن بالصبر" (لو 8 : 15).


حتى الضيقات والصعوبات تقوينا وتعلمنا وبها نشعر بمتعه التفوق والنجاح "وكل نعمة الذى دعانا إلى مجده الأبدى


في المسيح يسوع ، بعد ما تألمتم يسيراً هو يكملكم ويثبتكم ويقويكم ويمكنكم" (بطر 5 : 7).



لذلك عندما نشعر بالضعف تمسك بقوة الله "تكفيك نعمتى لأن قوتى في الضعف تكمل ، فبكل سرور أفتخر بالحرى


بضعفاتى لكى تحل على قوة المسيح"(2كو 12 :9).


لقد كان يوسف مع الله فكان رجلاً ناجحاً ، السير مع الله يحفظنا من الزلل ويقودنا من نجاح إلى نجاح ، فإن رئيس إيماننا وحكمته قادر أن يحول حتى الخيبة والفشل إلى نجاح وهو لا يزال على استعداد ليكملنا في كل عمل صالح ، لنعمل ما يرضيه ويوافق صلاحه .

أيها الآلة القدوس الكامل في طرقة ، يا من أعطيتنا السلطان والقدرة ، لنكون ناجحين نامين في كل عمل صالح ، لنكون صورتك وعلى مثالك ، ساعدنا للنمو في النعمة والحكمة ، أملاء حياتنا بمعرفتك وحكمتك.


لننجح .. نتفوق .. نفوز ..

.


كيف تكون انساناً رائعاً؟

.



عندما تبدأ يومك.. " بإبتسامة صادقة ، فأنت إنسان رائع.

عندما تكون صانع السلام لكل من تلتقي بهم ، فأنت إنسان رائع. عندما ترفع قلبك في تواضع قلب وتصلي وتشكر الله علي عطاياة وتطلب منه ما تتمناه ،فانت انسان رائع.


عندما تتعامل ..مع الآخرين بكل إحترام فأنت إنسان رائع.
عندما تتعامل.. مع أفكار الآخرين وتستمع إليها جيدا ولا تهمشها أو تحتقرها.. فأنت إنسان رائع

عندما.. تسمع وتشاهد أكثر مما تتكلم فأنت إنسان رائع
عندما ... تعلم بأن الكلمة التي تنطق بها إما أن تكون لك أو عليك فتفكر قبل أن تنطق بكلمات قد تكون ضدك،
عندما تعلم بأن الفرصة قد لا تتكرر مرة أخرى وتحسن ، إستغلالها عندما تأتي.. فأنت إنسان رائع .
عندما تحفظ الآخرين في غيابهم ولا تقول فيهم ما يعيب فأنت إنسان رائع .
عندما تعطي رأيك بكل صدق عندما يطلب منك فأنت إنسان رائع.
عندما.. تعتني بمظهرك دون تكلف ولا تعيب أو تستهزئ بمظهر الآخرين فأنت إنسان رائع

عندما.. تحافظ على نظافتك الشخصية ونظافة المكان الذي تتواجد فيه... فأنت إنسان رائع
عندما لا تتسرع في إصدار الأحكام على الآخرين عبر ما تسمع عنهم من غيرك.. فأنت إنسان رائع

عندما ..تحترم دورك وتحترم الأنظمة.. فأنت إنسان رائع
عندما تسرع في السؤال عن الآخرين عندما تفتقدهم فأنت إنسان رائع
عندما ...لا تتردد في تقديم المساعدة للآخرين في حال فرحهم وفي حال حزنهم وتقف إلى جانبهم
فأنت إنسان رائع

عندما تعامل والديك كما تتعامل مع مدرائك في العمل أو أساتذتك في المدرسة من سرعة استجابة في تنفيذ ما يطلب منك أو خفض للصوت أو الكلمات التي نسمعها ( حاضر من عيوني
،على راسي ) وتقف عندما يحدثك أحدهما وهو قائم وتفسح لهما المكان .. فأنت إنسان رائع .

عندما ... تحب في روحانيه وطهارة وتخدم الأخرين بتواضع قلب وتبتعد عن الكراهية لانها تفسد حياتك وتدمر علاقاتك .. فأنت إنسان رائع
عندما ..لا تتحدث بكل ما تسمع ، تحافظ على خصوصياتك ولا تسمح لنفسك بمعرفة اسرار الآخرين ، وعندما تستر ما لا يرغب الآخرون كشفه لأحد. فأنت إنسان رائع عندما .
عندما تمتلك هذه الصفات ستستحق لقب رائع والكل سيقدرك ويسعى إليك ويحترم رأيك ويفكر كثيراً بما تقول ويكون مستمعاً جيداً لك ...وترتفع أسهمك لدى كل من يعرفك أو يسمع عنك.

.

25‏/04‏/2009

القبول الألهي

.



للأب أفرايم الأورشليمي


نحن نعيش في مجتمع لا يعترف إلا بالإنجازات والانتصارات ويرفض الفشل..


حتى الإباء ينقلون لأبنائهم هذا المفهوم، فإن هم حصلوا على درجات ممتازة في الامتحان، أو


كان أسلوبهم مهذب، عندئذ يكونوا مقبولين ومحبوبين. أننا نضع شروط للمحبة.


الله كأبً سماوي..


يحبنا بغير شروط، يحبنا لأنه هو المحبة، الله يطلب منا أن نكون مستقبلين لمحبته، هذا يعنى


أننا لا يجب أن نكون قديسين حتى نأتي إليه ، إذ ونحن خطاه مات المسيح عنا لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل لتكون له الحياة الأبدية.


كل ما يريده الله منا هو أن نأتي أذن إليه بصدق وإخلاص وهو سيغفر لنا ويجعلنا أبناءً له.. هنا سنعبر عن تقبلنا لهذا الحب ونتجاوب


معه ونعرف كيف نبادل الله محبه بمحبه وننفذ الوصية عن حب.


ماذا سيكون موقفك عندما يقول الله لك إنه يحبك مهما حدث منك ؟هل يمكنك ان تتقبل حبه بدون أن تحاول عمل شئ لكسب قبوله ورضاه ؟ أم اننا نتقبل حبه ونعمل معه كابناء صالحين؟


نعم الله يحبك محبه أبديه، أحبك من أجل ذلك يديم لك الرحمة.. أنت به تحيا وتتحرك وتوجد.. تصور أنه يحصى عدد شعر رأسك وواحدة


منه لا تسقط إلا بأذنه، أنه يعرفك جيداً ويعتني بدقائق حياتك.. عينه عليك طوال الأيام قال عنه القديس اغسطينوس يارب تعتنى بي وكأنه


لا يوجد على الأرض سواي.. أنا أردت أن تفرح قلب الله بادله حباً بحب.


ماضينا وجراحنا..


أن كان ماضيك مؤلماً ومشاعرك جريحة وضغوط الحياة ومشاكلها العصرية صعبه وقاسية عليك فثق أن الله كأب حنون يريد أن يشفى


جراحك ويعالج آثار ماضيك، ويعطيك القوة لمواجهة مشكلات الحياة ويمنحك الغلبة والانتصار حتى تتمتع بالشركة الحلوة الحقيقية معه


لقد جاء إلينا السيد المسيح "رجل أوجاع مختبــر الحــزن" (أش 53: 3) حمل أحزاننا وتحمل أوجاعنا جاء ليبشر المساكين، ليعصب


منكسري القلوب، لينادى بالعتق للمسبيين وللمأسورين بالإطلاق، ليعزى كل النائحين، ليعطيهم جمالاً عوض الرماد ودهن فرح عوض


النوح ورداء تسبيح عوضاً عن الروح اليائسة فيدعون أشجار البر غرس الرب للتمجيد (أش 61: 1-3).


فلنتقدم..إلى الله بثقة


طالبين شفاءً لجراحنا وإطلاقا لسبينا، وعزاء لحزننا، فهو القادر أن يعطى تسبيحاً وفرحاً عوض الروح اليائسة


"لأنه ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفنا بل مجرب في كل شئ مثلنا، بلا خطية، فلتقدم إذاً إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة


ونجد نعمة وعوناً في حينه" (عب 4: 15، 16).

.


24‏/04‏/2009

ترنيمة المسيح قام

.



حمل الفيديوا

من هنـــ+ــــا


.


دعوة من محب

.

من وحي الصلب والقيامة

للاب افرايم الأورشليمي



ان السيد المسيح القدوس الذي بلا خطية مات من أجل خلاص الخطاة وفدائهم وقام ليقيمنا معة . كان الدافع للموت والفداء


هو الحب نعم احبنا وبذل ذاتة للموت فداءاً .لانه أب محب (هكذا احب الله العالم حتي بذل ابنة الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية يو16:3 وهو يخاطبك ويناجيك قائلاً....



محبة أبدية أحببتك فحفظتك من شرور كثيرة كانت تحيط بك وسكبت عليك من نعمتى ومن خيرات رزقتك وهبتك الحكمة. قدتك فى أمور عسيرة . دبرت أمورك جعلتك فـرحــا سعيدا. قويتك فى الضعف ، ومن مأزق كثيرة أخرجتك ، علمتك ، أرشدتك ، نصــحتك. هـــذا كله لا شىء أمامى فلا تشكرنى عليه لأن محبتى تلزمنى أن أعمل هكذا من أجلـــك

أمـــا أنــت : فقد أهنتنىي وكذبت علي وفكرت بالسوء و كنت وضيعا فى نظرك لم تحترمني كأب محب ولم تهابني كسيد لم تستفيد مني كمعلم ولم تسير في رعايتي كراعي صالح...


فجدفوا على بسببك. وتركت طرقى ،وقاومتنى كلفتنى أن أحتمل مالم أنتظره منك .أخزيتنى في مواقف لم اكن اتوقع ان تبعد عني وتعمل عكس ما طلبت منك بل وتنحاز لعدوي الشيطان . أحرجتنى فى مواقف عدة، هذا كله لا احسبه عليك لأنك فعلته بجهل فى عدم ايمان
.

مــــــن أجـــلك : نزلت من السماء أخذ صوره عبدا صائرا فى شبه الناس اذ وجدت فى الهيئة كانسان افتقرت وانا الغنى جعت ولم أجد ما أسد به رمقى وانا جابل الخيرات ،وعطشت ولم أجد ما أسد به رمقى وأنا جابل الخيرات وعطشت ولم أجد من يسقينى وأنا خالق الأنهار ولم يكن لى أين أسند رأسى بينما جعلت للثعالب أوجرة ولطيور السماء وبكيت عليك كثيرا جاهدت من أجلك مرارا فكان الجزاء أن اقبض على وحوكمت ظلما وحسدا مع أنى لم أفعل شرا ولم يكن فى فمى غش وبســـــــــببك : لطمونى وبالجلدات مزقوا جسدى وحتى شعرى لم يستحوا عن جذبه بالعنف ومزقوا ثيابى واستهزأوا بى ضفروا اكليلا من الشوك توجوا به رأسى كانوا يسجدون لى بسخرية بصقوا على وجهى ثم أخذوا قصبة وضربونى علىرأسى فانغرس الشوك فى لحمى وعلى خشبة العار طرحونى وثقبوا يدى ورجلى بالمسامير ثبتوها ورفعونى لكى يرانى الجميع فكنت كشاة تساق الى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها لم أفتح فمى وكأنى قطعت من أرض الأحياء وكالماء انسكبت و انفصلت كل

عظامى صار قلبى كالشمع ذاب وسط أعمائى يبست مثل شفقة قوتى ولصق لسانى بحنكى وسقونى الخل والمر ولعنونى فباركتهم وطلبت لهم غفرانا ورحمة فتشت عن محبى فلم أجد الكل تركونى



هذا كله احتملته من أجلك فهل تقدر محبتى

اقـــترب مــنى : لاتخف لأنى أحب راحتك و أرجو سلامتك وأشتاق لعشرتك لأنها طيبة

وحلوة لقلبى فانك منذ تركتنى وأنا أترقب عودتك لأن لذتى مع الأنسان

تعــــــــــال ... فانى مخلصك سلمنى قلبك أرده جديدا و أعطنى حياتك أنقلك من الظلمة الى النور ومن الموت الى الحياة أجعلك ابنا لله ووارثا معى فى مجدى وملكوتى فيتحول نوحك الى فرح وبأسك الى رجاء وهمك الى تعزية وخوفك الى اطمئنان وأضع ترنيمة جديدة فى فمك .

أعـــــــــولك ...وفى أيام الجوع أشبعك فلا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير فى النهار ولا من وبأ يسلك فى الدجى ولا من هلاك يفسد فى الظهيرة يسقط عن جانبك ألف وربوات عن يمينك واليك يقرب لأنى معك فأنجيك وأحيط بك أضمك الى قلبى و أضع شمالى تحت رأسك ويمينى تعانقك أحميك من عدو الخير ،وأرد سهامه الى قلبه وأسحقه تحت قدميك ،ثم أختم حياتك بأيام صالحة مباركة وسعيدة والى مجدى اخذك بجوارى تجد الغنى والراحة والسلام

هـــــــــــل تـــلبـــى دعــــوتــــآ

تعال الأن ولا ترفض دعوتى وأنموا في محبتي لأنى فى انتظارك ومازلت أدعو قائلا : "تعالوا الى
يا جميع المتعبين والثقيلى الأحمال و أنا أريحكم " ( مت 11 :28 ).


الروح والعروس يقولان تعال ومن يسمع فليقل أمين تعال ايها الرب يسوع لتملك علي قلبي وحياتي وتحل بالأيمان في قلبي الها محبا وأباً رحوماً وراع صالح


.

الحياة الابدية

.
للأب افرايم الأورشليمي
نحن في زمن القيامة وزمن انفتاح السماء علي الارض فبموت الرب يسوع عن خطايانا وقيامتة من اجل تبريرنا ودخولة كرئيس كهنة اعظم الي قدس اقداس السماء دخل كسابق من اجلنا وفتح لنا باب الفردوس لندخلة باجساد نورانية روحانية ممجدة لنكون معة كل حين نحيا كملائكة الله في فرح ومحبة وسلام في الروح وننمو في الحب والمعرفة والفرح الذي لا ينطق به ... ماذا تظن يا عزيزي ؟
هل تنتهي حياتك بالموت ؟
وأين ذهب الذين رحلوا عنا ؟
"لقد جعل الله الأبدية في قلوبنا" (جا 11 : 3).
وجاء السيد المسيح ليخبرنا عن الأبدية وهذا هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته أن معرفتنا بك يا الله تمد من حياتنا ليكون الموت عبور إلى معرفة تمتد إلى الأبد لننمو في الحب والمعرفة والقامة والحكمة والنعمة لنصير مشابهين لأبنك الحبيب.
لقد خلقتنا يا الله على صورتك فأنطبع فينا حبنا للخلود وسكن الملكوت داخلنا وأصبحنا تواقين للقداسة والبر، قد ينسى البعض أصلة..
أو يتناسى من يكون ويمضى يعمل للطعام الفاني ويسير أسير الشهوات أو حب المظاهر والذات وقد يعمى المال أعين البعض، ولكن لابد أن تفيق عزيزي الإنسان.
أنت صورة الله !! أنت تاج الخليقة !!
أنت محبوب الله !! أنت يا من ستحيا للأبد !!
انت ابن الله بالتبني ووارث ملكوت السموات الطبيعة تعلمنا.. أن من يزرع نخلة يجنى بلحاً، ومن يزرع حنطة يحصد حنطة، ومن يزرع شوكاً يحصد شوكاً، ومن يزرع شراً يحصد شراً، ومن يزرع خيراً يحصد خيرات، ومن يزرع بالشح بالشح يحصد، من فعل الصالحات يقوم لقيامة الحياة الأبدية السعيدة، ومن يزرع سيئات يقوم للخزي والازدراء الأبدي، أننا نحمد الله لأنه جعل لنا في العمر بقية، وجعل لنا في التوبة باباً مفتوحاً وأعطانا من التوبة باباً للرجاء نطل به على الأبدية السعيدة وأن سمعتم صوته لا تقسوا قلوبكم، اليوم يوم مقبول والساعة ساعة خلاص والتوبة هي تغيير القلب والفكر وتجديد الذهن ليكون لنا القلب الطاهر المحب لله ويكون لنا فكر المسيح ونعرف ما هي إرادة الله الصالحة الكاملة المرضية نعمل ما يرضى الله.
ونحفظ أنفسها بلا دنس في هذا العالم فتبتدي الأبدية في حياتنا الأن بالأيمان بالرب القائم منتصرا ليهبنا ان نذوق ونحيا وملكوتة داخلنا ، ولا تنتهي بنا الحياة، بل نقول مع بولس الرسول "لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح".
.

23‏/04‏/2009

ظهورات السيد المسيح بعد القيامة

.
ظهورات السيد المسيح بعد القيامة

هناك (11) ظهور المسيح للسيد بعد قيامتة المجيدة وحتي صعودة للسماء:

+
الظهور الأول (مت 28) للمريمتين (مريم المجدلية ومريم الأخرى
.
+
الظهور الثانى (يو 20) لمريم وهى تبكى عند القبر عندما ظنته أنه البستانى فظهر لها المسيح مخصوص لكى يقول لها لا تبكى وللآسف نحن نبكى حتى الآن على الموتى، المسيح يحب أن نعيش القيامة بالإيمان قبل أن نعيشها بالعيان، كما قال لأرملة نايين لا تبكى، لأنه كان يعرف أنه سيقيمه.
+
الظهور الثالث (لو 24) لتلميذى عمواس.
+
الظهور الرابع (يو 20) للتلاميذ العشرة فى العلية.


هؤلاء الأربع ظهورات فى نفس يوم القيامة.

+
الظهور الخامس (يو 20) للتلاميذ ومعهم توما الأحد الجديد، أول يوم أحد بعد القيامة.

+
الظهور السادس للتلاميذ جميعاً فى الجليل. السيد المسيح أصر على أن يُقابل التلاميذ فى الجليل، لأن الجليل هو المكان الذى تقابل فيه مع التلاميذ لأول مرة، وكان يريد أن يبدأ مع التلاميذ بداية جديدة وأراد أن يقول لهم هلم ننسى ما مضى الإنكار والخيانة والهروب وهلم نتقابل وكأننا نتقابل لأول مرة شيئ رائع.

+
الظهور السابع (يو 21) كان فى بحر طبرية صيد 153 سمكه. وفى بحر طبرية كان هناك سبع تلاميذ.

+
الظهور الثامن (يو 21) لبطرس وحده فى العتاب "يا سمعان ابن يونا أتحبنى أكثر من هؤلاء؟!"

+
الظهور التاسع (1 كو 15) ليعقوب وحده أول رسول شهيد.

+
الظهور العاشر (1 كو 15) لخمسمائة أخ.

+
الظهور الحادى عشر (مت 28) على جبل الصعود. مصدر البحث: موقع كنيسة الأنبا تكلا.

هناك ثلاث معجزات صنعها الرب بعد قيامته، وأكد بها ناسوته:

بقاؤه على الأرض بجسد القيامة أربعين يوم.

الإحتفاظ بالجراحات فى جسد القيامة.

الأكل مع التلاميذ لأن جسد القيامة لا يأكل.

صفات جسد القيامة:

من واقع حديث معلمنا بولس الرسول (1 كو 15) يظهر جسد القيامة أنه:

-
أولاً: نورانى – روحانى – لا يفسد.

-
ثانياً: خالد لا يقوى عليه الموت مرة أخرى يحيا إلى الأبد.

لكن لماذا أحتفظ المسيح بآثار الجراحات فى جسد القيامة؟ لقد اراد ان يُستعلن كذبيحة حب للبشرية أمام الآب السماوى.

.

22‏/04‏/2009

المحبة لا تموت

.

المحبة لا تموت
مع مريم المجدليه الي القبر الفارغ


كل هذه كانت تساؤلات تؤرق ليلتها… لقد مات حبيبها .. ودفن ، وها قد مضت عليه في ظلمة القبر ليلتان كاملتان.. كيف يمكن أن يحدث هذا ؟! .. إنها لا تعرف.. ولكنها لا تقدر أن تكف عن التفكير.. التفكير في ذلك الماضي الذي كثيراً ما حاولت أن تتناساه ولكنها لم تستطع أبدا.

نهضت من فراشها.. لم يكن الفجر قد ولد بعد.. إنها تريد أن تذهب إلى القبر.. كانت تعرف أنها لن تراه.. فلقد أصبح هو في عالم آخر ولكنها تود البقاء قربه ولو للحظات..

كانت تتمنى لو تراه.. ترى تلك النظرات المحبة التي أعادتها إلى الحياة قديماً .. ولكن هيهات، فهو في القبر وعلى القبر حجر كبير بل سد منيع حال بينها وبين المحبة.. لم تستطع أن تمنع عينيها من البكاء وهي تبحث وسط حاجياتها عن أرقى وأجمل ما عندها من أطياب وعطر حملتها معها.. وصارت في طريقها.. وفي يديها الناردين الخالص ، كانت لا تزال تبكي…

وهل يمكن أن تختفي البسمة والفرحة وتحتجب عن الأنظار والقلوب بسبب حجر كبير يسد ويحجب الحب الذي هو مصدر كل بسمة وفرحة؟ .. وهل تموت المحبة حتى ولو دخلت القبر؟

في الطريق كانت تفكر في ماضيها وحاضرها.. وجدت إلى جانبها بعض النساء كن جميعاً على نفس الطريق ولنفس الغاية، وكن يشاركنها نفس المحبة.. لم تتكلم معهن ولم يتكلمن معها، استغرقت كل منهن في أفكارها رغم أن الطريق واحد..

كان السؤال الذي يشغلها والذي تبحث له عن إجابة هو " كيف لواهب الحياة أن يموت …؟" أجل .. لقد استطاع أن يعيد إليها حياتها المفقودة…

استطاع أن يهبها حياة جديدة .. كيف إذن أن يموت هو ؟ وكيف للمحبة أن تموت؟ هل هكذا تصبح الأرض بلا محبة بعد أن طواها القبر؟ كيف يكون للحياة معنى إذن .. أين الرجاء وأين الأمل في غد مشرق وقد دفنت المحبة داخل القبر.. ستعود الأرض خربة من جديد..

نظرت إلى طيب الناردين الذي في يدها… بعضهم أعطاه هذا الطيب في حياته أما هي فلم تفكر في هذا.. لماذا؟ .. لماذا لم تقدم له عطاياها ومحبتها في حياته.. لماذا لم تقدمها له قبل فوات الأوان مثلما فعلت مريم أخت مرثا وأليعازر.

الأفكار مشوشة وغير مرتبة.. والدموع في عينيها تحجب عنها الرؤية وتتردد في أذنيها أفكار وأفكار استغرقتها فلم تسمع ما تقوله النساء السائرات معها.

عادت بأفكارها إلى الوراء حيث كانت تعيش في قرية مجدل.. كانت تعيش في ثراء كبير، وكانت متكبرة ومتسلطة بسبب مالها وجمالها.. كانت بينهم كأميرة جميلة كالتي تتحدث عنها الأساطير وكانت تفخر بجمالها الذي لم يكن له نظير بين أقرانها.. كانت تعيش في بذخ وترف ورفاهية ولكن المال لم يدم كثيراً فقد أصابها مرض كبير.. قضى على عقلها، سيطرت عليها أرواح شريرة ذهبت بعقلها … وسرعان ما أصبحت مريم المجدلية والتي هي أميرة الأحلام {مجنونة}…

لم تعرف لماذا اختل عقلها.. غاب عنها أنها سمحت للشيطان أن يدخل قلبها وعندما دخل وجده مزيناً ومهيئاً فذهب وأحضر سبعة شياطين يسكنون معه.
تكلم الناس عنها.. تكلموا كثيراً .. قالوا عنها أنها امرأة زانية وهي لم تكن كذلك، بل كانت مجرد امرأة وهبت قلبها للشيطان الذي سلب منها إرادتها وحريتها وكبلها بقيود من كل نوع.

لقد كانت ترفض تلك القيود .. ومن ثم ذهبت إلى الهيكل في أورشليم لكي ساعدها الكهنة، ولكنهم رفضوها ونبذوها.. وثمة آخرون حاولوا استغلالها واستغلال ضعفها ولكنها هربت منهم، لم تستطع أن تحتمل قيود جديدة .. وخطايا جديدة.. وعادت إلى بلدتها مجدل أسيرة لقيودها كارهة لحياتها، واعتبرت جسدها هو قبرها. وعرفت أنها تحتاج إلى الخلاص.. الخلاص من تلك القيود البغيضة التي كبلها الشيطان بها، والتي كانت تعيها جيداً دون أن تجد منها مهرباً أو مخرجاً .. وما نفعتها أموالها ولا جمالها ، فهي لم تعد تسمع إلا كلمة المجنونة يصفونها وينادونها بها حتى وهي في تمام عقلها أصبح اسمها مريم المجنونة.. وهكذا لم تستطع الإفلات من قدرها.

إلى أن جاء - ذلك الحبيب – جاء إلى مجدل.. كانت قد سمعت عنه من الكثيرين، ولكنها إلى
ذلك الوقت لم تكن قد قابلته.. وعندما رأته تغلبت على مقيدها إذ ركزت نظرها على مخلصها ووجدت نفسها تجري إليه رغم قيودها.. كانت تطلب الحرية.. وعندما رآها كانت محبته تكفي، فسقطت كل القيود.. حطم قيودها كما حطم قيود كثيرين قبلها وبعدها.. كانت تعرف أنه يحب الجميع ولكنها لم تر سواها في قلبه، شعرت أنه جاء الي مجدل خصيصاً من أجلها .
والآن بعد أن دخلت المحبة حياتها لم يعد أسمها مريم المجنونة التي سكنها سبعة شياطين بل عادت إلى طبيعتها، مريم المجدلية الجميلة.. ولكن متى!! عندما دخلت المحبة قلبها كسر الكبرياء والغرور. ووداعاً أيتها القيود ومرحباً بالمحبة.

كان هو المحبة ، وهو الحياة .. وكان هو الساكن على عرش قلبها.. إذ هو ملك الملوك. ولكن الشر رفض هذه المكانة فوضع الحياة داخل القبر .. ووضع على المحبة حجر مختوم حتى يمنع وصول المحبة إلى الناس، كان يريد لكل الناس الجحيم، فحجب عنهم المحبة ومنع عنهم سبب الحياة.. ولكن كيف ؟ كيف تبقى الحياة داخل قبر ؟ وهل المحبة التي لا يمكن أن يحدها مكان ولا زمان أن يحتويها قبر؟ هل يمكن للمحبة أن يغلق عليها حجر؟!!.

لا .. لا يمكن .. أنها تعرف سيدها ، نظرت مريم إلى الأطياب التي في يدها، لم تمضي الفرصة يا مريم … سأعطيه من الطيب.. وسينتشر هذا الطيب في أرجاء الأرض ولقرون عديدة.. ومثلما استنشق الناس عبير مريم أخت لعازر سوف يستمتعون أيضا بهذا العطر.
كانت مريم تقول لنفسها .. كلا.. لا يمكن للمحبة أن يحتويها قبر ولا أن يحجبها حجر.. لقد دخلت المحبة القبر لكي تميت الموت.. ولكنها أبداً لن تموت وسوف تقدم مريم ذلك العطر إلى المحبة الحية مثل مريم أخت لعازر تماماً.
صارت مريم تبكي.. إنها أحلام.. مجرد أحلام.. فها هي المحبة لها ثلاثة أيام في القبر. والقبر يسده حجر كبير.. أن المحبة توارت خلف الظلام..
وفي غمرة أحزانها كانت المجدلية قد وصلت إلى القبر .. مسحت دموعها ونظرت
.. لم تكن الدنيا ظلاماً كما توقعت، لم تقتل الظلمة النور.. بل .. كان النور ساطعاً وخارجاً من القبر .. كان الحجر الذي يسد باب القبر ملقى على الأرض كما لو كان مقتولاً .

نعم أنه لم يحتمل نور المحبة داخله فوقع، وخرجت المحبة .. بعد أن قتلت الموت وانتصرت عليه.

.


عطايا القيامة

لنيافة الانبا موسي

إن قيامة السيد المسيح القوية، سكبت فى البشرية قوة القيامة، ومنحتها عطايا عجيبة، ما كان ممكناً أن نحصل عليها لولا أنه مات وقام، وأقامنا معه.


ومن عطايا القيامة أنها:


1- سحقت الموت:


فمع أن الخطية نتج عنها حكم الموت، وهكذا "وضع للناس أن يموتوا مرة، وبعد ذلك الدينونة" (عب 27:9)، والموت هنا هو الموت الجسدى، وهو غير الموت الروحى أى الإنفصال عن الله، والموت الأدبى، إذ تهين الخطية الإنسان، فيسقط فريسة للشيطان، وحتى جسده يموت بالأمراض والكوارث والشيخوخة، كما يختلف أيضاً عن الموت الأبدى، العقاب النهائى للخطية، "تأتى ساعة حين يسمع جميع من فى القبور صوته، فيمضى الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين فعلوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو 29:3). هنا الموت الرباعى انهزم، وسحق تماماً بقيامة المسيح إذ "أقامنا معه وأجلسنا معه فى السمويات" (أف 6:2).. فهو الذى قال: "من آمن بى، ولو مات فسيحيا" (يو 25:11).. "إنى أنا حىَ، فأنتم ستحيون" (يو 19:14( وهكذا انتهى الموت إلى الأبد، وصار هتاف المؤمنين: "أين شوكتك ياموت؟ أين غلبتك ياهاوية" (هو 14:13).


2- هزمت الشيطان


إذ قال الرب قبل صلبه: "رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء" (لو18:10)، كما قال أيضاً: "رئيس هذا العالم يأتى، وليس له فىَ شئ" (يو30:14). "الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجاً" (يو31:12(.


وهكذا لم يعد للشيطان الساقط سلطاناً على البشر، ما لم يعطوه هم هذه الفرصة. بل أن الرب طلب منا أن نقاوم إبليس... "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع 7:4)، ووعدنا قائلاً: "إله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً" (رو 20:16).


لهذا فما أعجب الذين يسلمون أنفسهم بإرادتهم للشيطان، وهم يعرفون أنه "الحية القديمة"، "إبليس"، "المقاوم"، "عدو الخير"، "الكذاب وأبو الكذاب"!!!


وما أعجب الذين يخافون منه، فيظنون أنه قادر أن يؤذيهم بسحره وأعماله الشيطانية، وينسون قدرة الرب الساحقة وسلطانه المطلق على الكون، بكل ما فيه، وبكل من فيه!!


بل ما أعجب الذين يلجأون إلي السحر والشيطان لحل مشكلاتهم فى الزواج، وفى العلاقات، والمعاملات اليومية، لأنهم بهذا يعلنون عدم إيمانهم بالله، ويعطون الشيطان مكان المعبود والملجأ، وهو الذى يهلك تابعيه، ثم يقف ويقهقه فرحاناً بهلاكهم!! ناهيك عن أولئك المساكين الذين يعبدون الشيطان، فى ضلالة جديدة، زحفت على العالم.


3- أبطلت الخطيئة


فالقيامة المجيدة كانت وسيلة خلاص الإنسان، لأن الرب يسوع "مات لأجل خطايانا وقام لأجل تبريرنا" (رو 25:4). لأنه بفدائه العجيب:


مات عوضاً عنا، فرفع العقوبة عن كاهلنا...وجدَّد طبيعتنا بروحه القدوس، فصرنا أبناء الله... "أما شوكة الموت فهى الخطية، وقوة الخطية هى الناموس" (1كو 56:15)... بمعنى أننا حينما نسقط فى الخطية، نصير تحت حكم الناموس الذى يقول: "أن أجرة الخطية هى موت" (رو 23:6). ولكن "شكراً لله الذى يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح" (1كو 57:15)، الذى جعل الرسول بولس يهتف قائلاً: "أن الخطية لن تسودكم، لأنكم لستم تحت الناموس، بل تحت النعمة" (رو 14:6)، وهكذا أبطلت قيامة المسيح، سلطان الخطيئة علينا.


4- أثبتت ألوهية المسيح:


لأنه حينما قام الرب. قوته الذاتية... وقام بجسد نورانى... . وقام ولم يمت ولن يموت إلى الأبد...


أثبتت هذه الأمور جميعاً أنه الإله الذى "ظهر فى الجسد" (1(تى 16:3).


كما أثبت الرب قوة لاهوته فى مواضع أخرى كثيرة، حينما أرانا:


سلطانه المطلق:


. على الموت... حينما أقام الموتى حتى وهو ميت على الصليب .


. على المرض... حينما شفى أعتى الأمراض المستعصيةمت 18:9-26


. على الخلق... حينما خلق عيناً من الطين وحوَل الماء إلى خمر يو 1:9-34 ، يو 1:2-11


. على الأفكار... حينما عرف أفكار اليهود والتلاميذ دون أن يخطروه (لو 24:22).


. على المستقبل... حينما أنبأ بخراب أورشليم وصلب بطرس)مت 37:23-39)


. على الغفران... حينما غفر للمفلوج والزانية (لو 36:7، يو 2:8-11)


. على الشيطان... حينما أخرجه بكلمة وحتى بدون كلمة!! (لو 18:17 - مر 29:7)


. على الطبيعة.. حينما انتهر الرياح والموج ومشى على الماء وجعل بطرس يمشى عليه أيضاً (مت 26:8 - مت 28:14-32(.


. على النبات... حينما لعن التينة فيبست من الأصول (مت 9:21 - مر 20:11)


. على الحيوان... حينما سمح للشياطين بدخول الخنازير (لو 18:17)


. على الجماد... حينما بارك الخبزات وأشبع الألوف (مت 19:14(.


قداسته المطلقة :


فهو الذى "لم يعرف خطية" (2كو 21:5، 1بط 22:2)، وقد تحدى اليهود قائلاً: "من منكم يبكتنى على خطية؟!" (يو 46:8)، فانسدت الأفواه، وانعقدت الألسنة.


ومعروف أنه ليس هناك إنسان واحد بلا خطيئة... وقديماً قال باسكال: "إن وجدنا إنساناً بلا خطية، فهذا هو الله آخذاً شكل إنسان"... وبالفعل كان الرب يسوع بلا خطية، مما يؤكد ألوهيته المجيدة.


حياته الخالدة


فالرب يسوع مولود منذ الأزل، "مولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق" (قانون الإيمان). وبعد أن تجسد لخلاصنا، ومات وقام، ها هو حى إلى الأبد ولم يحدث فى التاريخ أن عاش إنسان بعد موته، حتى إذا ما أقيم من الأموات، فذلك لفترة بسيطة لمجد الله، ثم يموت ثانية. أما السيد المسيح فهو "الحياة"... أصل الوجود، وواجب الوجود، إذ "فيه كانت الحياة" (يو 4:1)، وهو الذى قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو 6:14)... "أنا هو القيامة والحياة" (يو 25:11).


5_فتحت لنا الفردوس: لأن السيد المسيح حينما مات على الصليب، نزلت نفسه الإنسانية المتحدة بلاهوته إلى الجحيم، ليطلق أسر المسبيين ، الذين كانوا فى انتظار فدائه المجيد. لهذا يقول الرسول: أن المسيح له المجد


"نزل أولاً إلى أقسام الأرض السفلى، ثم صعد إلى العلاء، وسبى سبياً، وأعطى الناس عطايا" (أف 8:4،9.)


كما يقول معلمنا بطرس: "ذهب فكرز للأرواح التى فى السجن" (1بط 9:3)


لهذا ترنم الكنيسة يوم القيامة قائلة:


"يأكل الصفوف السمائيين، رتلوا لإلهنا بنغمات التسبيح، وابتهجوا معنا اليوم فرحين،


بقيامة السيد المسيح ، قد قام الرب مثل النائم، وكالثمل من الخمرة،


ووهبنا النعيم الدائم، وعتقنا من العبودية المرة، وسبى الجحيم سبياً، وحطم أبوابه النحاس...".


ولهذا أيضاً قال الرب للص اليمين: "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو 42:23)... وتقضى الكنيسة ليلة سبت الفرح، بعد أن انفتح الفردوس، وهى تسبح للمخلص، وتفرح بالخلاص، وتتلو أناشيد الخلاص فى العهدين: القديم والجديد، ثم تقرأ سفر الرؤيا لترى شيئاً مما رآه الحبيب .!!


6-أعطتنا الجسد النورانى:


لأن الرب "سيغير شكل جسد تواضعنا، ليكون على صورة جسد مجده" (فى 20:3). فهذا الجسد الكثيف الذى نلبسه الآن، هو من التراب، ولكنه سيلبس صورة سمائية حينما يتغير، ويتمجد، ويصير روحانياً، نورانياً.


وها أمامنا اللوحة المجيدة التى رسمها لنا معلمنا بولس الرسول حينما قال: "لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس ملائكة، وبوق الله، سوف ينزل من السماء، والأموات فى المسيح سيقومون أولاً، ثم نحن الأحياء الباقين، سنخطف جميعاً معهم فى السحب، لملاقاة الرب فى الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس 16:3،17).


وهو نفس السر الذى كشفه لنا الرسول بولس حينما قال أيضاً: "هوذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا، ولكن كلنا نتغير. فى لحظة، فى طرفة عين، عند البوق الأخير، فإنه سيبوق، فيقام الأموات عديمى فساد، ونحن نتغير. لأن هذا (الجسد) الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد، وهذا المائت يلبس عدم موت. ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد، ولبس هذا المائت عدم موت، فحينئذ تصير الكلمة المكتوبة: ابتلع الموت إلى غلبة" (1كو51:15-54).


وهكذا "نكون مثله، لأننا سنراه كما هو" (1يو 2:3). "ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها، من مجد إلى مجد، كما من الرب الروح" (2كو 18:3).

وواضح أن التشابه هنا هو فى جسد القيامة، وما سيعطيه الرب إياه من قداسة وخلود، وليس فى شئ آخر، فسوف يظل الله هو الله، والبشر هم البشر، ولكن مجددين ومقدسين بالروح القدس