09‏/07‏/2009

الإدانة والنقد



بقلم الأب أفرايم ألأورشليمي


هل تلتمس الأعذار للغير أم تنتقدهم وتدينهم ؟

لقد سار معلمنا الصالح يجول ويصنع الخير مع كل أحد ويخاطب الآخرين بالمحبة ، مقدراً لهم غير ناقد لأخطائهم أو ضعفاتهم مع أنه هو الديان العادل وله سلطان الحكم هكذا فعل مع المرآة التى أمسكت في ذات الفعل ، دافع عنها ضد المشتكين عليها وضد الذين يريدون رجمها الذين ردهم من رجمها بأدب وحكمة واحترام "من منكم بلا خطية فليرميها بحجر أولاً" وأخذ يكتب على الأرض مبيناً لهم خطاياهم ثم قال للمرآة أين هم المشتكون عليك أما أدانك أحد ؟ أذهبى بسلام ولا تخطئ أيضاً .. أنا لا أدينك !

أن الإدانة والنقد يا عزيزى شرارة خطيرة في وسعها أن تضرم النار في وقود كبرياء الآخرين لا أن تصلح من حالهم وبدلاً من الإصلاح يأتى الاختلاف والكراهية والشقاق.

بدلاً من أن تلوم الآخرين حاول أن تفهمهم وتنتحل لهم الاعزار وثق إن من هم في نار التجربة ليس كمن هم في مياه الراحة أن وجهات نظر الناس مختلف باختلاف تربيتهم وتقاليدهم وظروفهم فما تراه اليوم خطأ قد تراه بعد عشر سنوات صحيحاً عندما تفهم الظروف المحيطة أو تتسع مدارك أو تأخذ عين الله.

يعلمنا السيد لا تدينوا كى لا تدانو ...

"لماذا تنظر القذى الذى في عين أخيك أما الخشبه التى في عينك فلا تقطن لها أم كيف تقول لأخيك دعنى أخرى القذى من عينك وها الخشبه في عينك أنت يا مرائى أخرخ أولاً الخشبه من عينك" (مت 7 : 1-5).

سأل أحدهم شيخاً يا أبى ما السبب في أنى أنتقد وأدين الآخرين ؟ قال له الراهب الشيخ لأنك ما عرفت ذاتك بعد ، لأن من عرف ذاته لا ينظر إلى عيوب أخوته.

عزيزى ....

أن الله لا يحاسب نفساً إلا بعد موتها فلماذا تنتصب حق الله وتقوم أن بمحاسبتهم.

لقد قال بييامين فرانكلين بعد أن صهرته التجارب وأدرك عقم النقد والإدانة "سوف لا أتكلم بسوء عن أحد بل سأتكلم عن الخير الذى أعرفه في كل إنسان ، فهل يمكننا أن نتبع خطواته ؟

يا ربى ومخلصى ...

أنت وحدك الخالق والديان ومع ذلك تصبر علينا وتغفر خطايانا وتمحو آثامنا وزلاتنا ، فمن مراحمك الكثير أنك تعطى وتطيل أعمارنا حتى تمنح عبيدك فرصة للتوبة وها هو اللص اليمين شاهداً على ذلك فباب رحمتك لن يغلق أمام طالبيه لتثبت للجميع أن دمك الذكى الذى سفك على عود الصليب لم يسفك عبثا ًبل لمغرفة خطايانا.

علمنا يا سيدى أن لا ننصب أنفسنا لإدانة الآخرين أو الحكم عليهم ، علمنا أ، ننظر إلى أنفسنا ونصلح من ذواتنا ونصلى من أجل أخواتنا الذين يتلقون سهام أبليس عدونا في الميدان أن إدانتى للآخرين هى سلباً لحق من حقوقك أيها الديان وإظهار لعدم محبتى لأخوتى وتبعدنى عن نعمتك ومراحمك إن إدانتى للآخرين تفقدنى سلامى ومحبتى لأخوتى ، من أجل ذلك أرجوك يا الهى وأضرع إليك أن تساعدنى أن أتخلص من هذه الخطية القاتلة لنفسى وأضع أمام عينى النقاط التالية :

أن أنظر للجميع بعين الحب التى ترى فيهم كل فضيلة وبر وأما لنفسى فأنظر إلى خطاياها وأطلب المغفرة من ضعفاتها دون يأس بل بعين الرجاء التى تلتمس محبتك وعنايتك.

أن يكون هدفى هو العمل على الاتحاد بك في نقاء قلب فأجاهد أن يكون قلبى نابض بالحب لأسمك القدوس والشكر على أحساناتك الجزيله مما يطرد أفكار العدو وما يبعثة أدانة وكراهية أو أى فكر لا يرضى صلاحك.

أن القى اللوم على نفسى سواء أخطئت أم لا فأنت تعرف خطئى وضعفى ، أقدم أخى علي ناظراً إليه بعين الحب والشفقة والرحمة.

أتقدم إليك يا سيدى طالباً أن تمنحنى العين البسيطة والقلب المحب و الرحوم.

العالم يحتاج لحبك ليستطيع أن يتقبل خلاصك وإعلان محبتك له.

العالم يحتاج للنظر لصليبك ليرى كم احتملت من أجل الخطاة.

العالم في حاجة للتطلع للسماء ليرى كم نحن إلى زوال.

العالم في حاجة لمحبتك الغافرة التى تضم الجميع وتصفح عن خطايانا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق