03‏/07‏/2009

وللضيقات فوائد



للأب أفرايم الأورشليمي


قد يسأل البعض منا أنفسهم عندما يواجهون التجارب أو الشدائد ، ما هى الفوائد من الضيقات ؟

الإنسان الخالى من الهموم : والذى يحيى في الإحساس بالغنى يحيا في خطر الاتكال على خيراته ، وتتكاثر عليه الشهوات الأرضية ويكون عرضة للقلق والأباطيل الدنيوية والاهتمام بها كالغنى الذى أخصبت كورته ، فأتكل على غناه دون المعونة الإلهية وهلك .. فهل فاده غناه ..!!

الضيقة تسهل لنا الاتصال بالله والضيقة تجعلنا نصلى وأن تحملنا الشدائد بشكر تقدست نفوسنا وتهذبت اخلاقتنا ورجعنا إلى الله.

قصة قاطع الأحجار :

كان في زمن الأنبا دانيال قديس برية شيهيت في القرن الخامس رجل يقطع الأحجار من الجبل ويفعل الخير بثمن الأحجار مع الفقراء والمحتاجين ، فطلب الأنبا دانيال من الله أن يزيد هذا الرجل غنى ليزداد في عمل الخير .. والح في الصلاة ، ولبى الله طلب القديس ووجد قاطع الأحجار في الجبل كنزاً ذهبياً .. فأخذه ومضى للمدينة وأخذ يسرف في شهواته ، وتقرب للحاكم وأخذ يظلم ويحابى ولما سمع ذلك الأنبا دانيال أخذ يصلى بحرارة لتوبة قاطع الأحجار وإذا بالحاكم يقوم عليه نتيجة لوشاية البعض به ، وهرب الرجل من المدينة بملابسة التى تستره فقط .. وعاد إلى صناعته قطع الأحجار وقدم توبة لله وأمام الأنبا دانيال تعهد أن يحيا فيما لله.


محبة الله :

قد تكون التجارب والضيقات علامة على محبة الله ليفصلنا عن محبة العالم بشهواته ويقربنا إليه ، ويجعلنا نتطلع إليه بالرجاء والاتكال والحب.

الصبر :

الصبر على الشدائد قوة للنفس وثقل للشخصية لقد كان يوسف الصديق شاباً مدللاً فأدخله الله في الشدائد أو سمح له بها ، فبيع يوسف عبداً ، وأقتيد للسجن ظلماً متغرباً عن أهله ، وصبر على ذلك فكان له العزاء والارتقاء وكان سبباً لنجاه أهله وشعب مصر من مجاعة عظيمة.

أن صبرنا على الضيقات هانت ، وأن تذمرنا خسرنا حياة الشكر وتيجان الصبر ، ولم نتعلم وفقدنا الإحساس بتعزيات السماء ، الله يجرح ويعصب ، "من هرب من الضيقة فقد هرب من الله" كما قال الأنبا بولا السائح.


عناية الله :

تشمل الجميع ألم يقل لنا "أليس عصفوران يباعان بفلس وواحد منها لا يسقط على الأرض بدون أبيكم ، وإنما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاه"
(مت 10 : 29).

فإن ما يحدث لنا مهما يكن من أمور صغيرة ، هى بأذن من الله . نحن كالأغصان في كرم الله كلما تقلمت إذدادت نمواً ، وكلما شذبت الأغصان حملت ثمراً أكثر ، أن مدرسة الضيقات تدربنا للبلوغ إلى أعلى درجات الفضيلة.

يارب يا من تألم مجرباً ، لكى يعين المجربين ، أيها القدوس البار ، يا من جال يصنع خيراً ، يشفى المرضى يشبع الجموع ، تعلم الصلاح ، وتهدى الضالين.

ماذا فعلوا بك أيها القدوس ، قالوا عنك أنك مجدف وكاسراً للسبت وبرئيس الشياطين تخرج الشياطين طردوك من مدنهم وقراهم لطموك وحكموا عليك بالصلب دخلت سيدى في التجارب ومشيت في طريق الصعاب حكموا عليك بالموت قبلت ذلك نيابه عنى يا لعظم حبك أيها الفادى في ضعفك أقوى من كل الأعداء وعلى صليبك كنت ملكاً متوجاً على القلوب وستبقى إلى الأبد وماذا بعد التجارب والموت ؟ أنها القيامة المجيدة والانتصار والمجد نعم سيدى نحن نفرح بالضيقات عالمين أن الضيق ينشئ صبراً والصبر رجاء والرجاء لا يخزي بل به نصل الي القيامة فلنعانق الصليب والمصلوب لأننا نريد أن نشترك كجنود صالحين في حمل الصليب الذى يقوينا إلى الظفر ويشددنا في ضعفنا ويسندنا في أيام غربتنا ويقودنا في موكب النصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق