فلما سمع يسوع تعجَّب، وقال للذين يتبعون: الحق أقول لكم: لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا! ( مت 8: 10 )
نقرأ عن ذلك الرجل "جاء إليه قائد مئة يطلب إليه ويقول: يا سيد غلامي مطروح في البيت مفلوجاً متعذباً جداً"، وقد نسأله هنا: "وماذا تريد؟"، لكن العجب أنه لم يُضِف كلمة واحدة. لقد سما إيمانه حتى أنه أدرك أن عرض شكواه واحتياجه أمام الرب يكفي. ففي إيمانه كان يقول لنفسه: "إن شكواي تكفي لأن تحرك قلب الرب المُحب ... وإذ يتحرك قلبه المُحب فهو سيحرك يمينه القديرة ... وبذا سيتم لي المراد .. فلا حاجة لي إلا لأن أعرض أمري قدامه".
أوَلا نتعلم من إيمانه أيضاً ألا نفرض طرقنا في الحل على الرب، بل نكتفي بأن نُعلِمه بأمرنا ونتركه هو يمسك زمام الأمور ليتممها كما يتراءى له؟ .. وما أروع سيدنا الكريم .. ذاك الذي يستعذب أن يتجاوب مع الإيمان بأسمى الطرق .. لذا يُجيب إيمان الرجل على الفور "أنا آتي وأشفيه".
على أن إيمان قائد المئة هنا يرتقي متسامياً؛ فقد أعلن أنه لا يستحق دخول المسيح تحت سقف بيته. وهنا نتساءل: إن كنت ترى أنك غير مستحق، فمن أين لك الجراءة لتطلب؟ ليس لهذا السؤال إلا إجابة واحدة: أنه قد أدرك عُمق نعمة السيد التي تحرك قلبه بالمحبة لإجابة مَنْ يسألونه، بغض النظر عن أي استحقاق فيهم.
كما أدرك أن قدرة الرب تجعله لا يحتاج لأن يقطع المسافات فيضع يده على الغلام ليُشفى، فقال قوله الذي خلّده الوحي "قُل كلمة فقط فيبرأ غلامي". أكان يوقن تماماً أن كلمة من الرب تكفي لشفاء غلامه؟ بكل تأكيد، فما كان الرجل في موقف يسمح له بأن يفعل إلا ما يتناسب مع إيمانه.
وهكذا، إذ ظهر سمو إيمان ذلك المغبوط، يُبدي الرب إعجابه به. وهل يتعشم مؤمن في أمر أسمى من أن ينال رضا السيد؟! .. نعمّا لك يا رجل! ما عرفنا اسمك لكننا لن ننسى أن السيد قد مدح إيمانك.
ليكن لنا ايمان بالله ..
لنصلي له بايمان وكل شئ مستطاع للمؤمن ...
لنقل له لتكن مشيئتك يارب في حياتنا ..
نفوسنا مريضة وانت تقدر ان تشفيها ،
عيوننا واذاننا وقلوبنا في حاجة ان تعرفك،
قل كلمة لتشفي نفسي وتردها اليك ايها الرب ألهي .
أؤمن ياسيد أعن ضعف ايماني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق