10‏/07‏/2009

الأمل والرجاء


للأب افرايم الأورشليمي

المسيحى الحق نوراً لمجتمعة ..

فهو يسلك في النور ويضئ للآخرين ولا يستسلم لليأس ، ولا يفكر أبداً في الفشل وهما كانت الظروف ومهما تعقدت الأمور أمامه ،

فهو شعلة من الرجاء ، ومن الله يستمد القوة والعون ، مهما كانت الإمكانيات ضعيفة أو بسيطة فهو يكافح في الحياة إلى آخر

لحظة .. ويثق أنه بعد الحياة له الحياة الأبدية وبالإيمان يثق أن الله أعد له ما تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر

.. فأرفع عينيك عزيزى طالباً العون والله يفتح أمامك أبواب الرجاء وليضئ نورك أمام الناس وتكون أعمالك الصالحة سراج وسط

ظلمة العالم .. وبفكرك تهدى الكثيرين .. لقد كان القديس بولس الرسول وسط ضيقات كثيرة وفي قيود السجن ولكنه كان فرحاً في

الرجاء يعمل مع الله ويبشر ويكرز لملكوت سيدة .. نحن نستمد قوتنا من الله لا من الظروف ونأخذ تعزيتنا من الروح القدس

المعزى والمرشد والمعلم .. هكذا عاش آبائنا فلقد وقف العالم ضد القديس اثناسيوس الرسولى وواجه الاضطهادات والنفى والآلام

بقوة حتى قالوا للقديس اثناسيوس العالم ضدك .. قال لهم وأنا ضد العالم .. واستطاع أن يغلب العالم بالله وبالإيمان الساكن فيه ..

وحفظ لنا نوراً الإيمان ومنارته.

الإنجيل يدعونا للرجاء ..

الإنجيل يدعونا للرجاء فنحن بالرجاء نخلص وفرحين في الرجاء .. أن خطاه العالم لهم رجاء في الله أن يتوبوا ويتحولوا إلى

قديسين فها هو القديس أغسطينوس الشاب المستهتر يرجع إلى الله ويتوب ويصير قديساً وأسقفاً ويكتب أعظم الكتب في الحياة

الروحية وها هى مريم المجدلية والسامريه شاهدين على عمل الله مع الخطاة ومبشرين بمحبة الله.

إن أغلب حكماء وعباقرة الأرض استطاعوا أن ينتصروا على صعاب الحياة سواء من مال أو ظروف صعبة في التعليم أو الظروف

الاجتماعية القاسية فهلين كلير العمياء الخرساء الصماء تصير فيلسوفه ودكتورة في الآداب والفلسفة ، وبيل جيتس الشاب

المكافح يصير ملياردير .. ورؤساء كثيرين كانوا رجال كفاح من الطبقة العاملة .. وها هو طه حسين ينتصر على العاهة الجسدية

وفقد البصر ليصير له نور البصيرة وينير ويفتح طريق العلم أمام الفقراء وينادى بأن يكون التعليم متوفراً لكل أحد كالهواء والماء

هؤلاء وغيرهم ساقهم الأمل والرجاء إلى تحدى الظروف وبدلاً من أن يلعنوا الظروف والظلمة أشعلوا الشمعة وبجهادهم صاروا

نوراً وقدوة.

الطبيعة تعلمنا ..

تأمل الكرمة اليابسة في الشتاء فأنها تبدو وكأنها قد ماتت ، فهى مجردة من الورق والثمر والأغصان وجدواء من الحياة لكنا عندما يقبل الربيع فأنها تقوم من هذا الفقر لتتحول إلى خضرة يانعة والأغصان المحملة بالأثمار الطيبة حتى الموت تعقبة قيامة أن حبة الحنطة لابد أن تغرس في الأرض وتدفن بالتربة لتنمو وتأتى بالسنبلة والخبز والشبع.

أن الطبيعة تعلمنا أن الدموع تجف وأن المصائب ستنتهى وتتحول إلى نعمة وفرح .. فثق حبيبى أن بعد الشتاء هناك ربيع.

إن الأشجار التى تنمو داخل البيوت المحمية أو بعيداً عن الرياح تكون جذورها ضعيفة أما التى تنمو في العراء وتواجه الرياح تضرب بجذورها إلى أسفل لتواجه أعفى الرياح والأعاصير بقوة وصلابة.

ليكن لنا ثقة بالله .. ورجاء في المستقبل ولنجاهد بالصبر ناظرين إلى رئيس إيماننا ومملكة الرب يسوع المسيح.

دعوة للرجاء ..

أدعوك أن تكون شمعة تضئ للآخرين دروب الأمل والرجاء ولا تعتذر بضعفك فالشمعة كفيلة بإضاءة غرفة أو أكثر.

أدعوك أن تكون ملحاً حتى وإن ذاب في الطعام فإنه يحفظه من الفساد ويعطيه طعماً ومذاقاً طيباً وحياة صالحة.

في وسط الفتور والجفاء الروحى تكون خميرة تنمى حياة من هو لك وتمنحهم قداسة ودفئاً ونقاء .. إن العالم بصعوباته محتاج لمن يكون له قدوة ويحتاج لأناس يذللون الصعاب ويشقون طريقهم وسط الصخور فنحن دائماً "فرحين في الرجاء .. صابرين في الضيق .. مواظبين على الصلاة"(رو 12 : 12).

كن قدرة ومثال نحن لنا كثيراً من الطاقات المعطلة والإمكانيات غير المستغلة ولنا معونة الروح القدس وقوة الله التى بها نقول "أستطيع كل شئ في المسيح الذى يقوينى ، سر إلى الأمام واله الرجاء يملأ قلبك بالرجاء والسلام والفرح".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق