01‏/12‏/2009

العمق


"كل مجد ابنة الملك من داخل(مز45: 13)

+ النمو في الروحيات يحتاج إلى ممارسات بعمق، وليست بالكثرة، أي بالحب القلبي والعمق الروحي، فالأرض ليس لها عمق مثل التربة الخصبة، لا تصلح لنمو النبات وثباته (مت13: 5-6).

+ فالعمق عنصر أساسي للثبات في الحياة الروحية، ولازم أيضاً للإثمار ولذلك قال الرب يسوع للصيادين ولبطرس "إبعد إلى العمق وألقوا شباككم" (لو5: 4). وفي العمق ظهر السمك الوفير جداً.

+ وعندما يقول الرب لكل مؤمن: "يا إبني أعطني قلبك" (أم23: 26). فهو يقصد، أعطني أعماقك الداخلية، أعطني حبك وعاطفتك، وبذلك سوف "تلاحظ عيناك طرقي".

+ وبعبارة أخرى، تنفيذ الوصية بحب، وليس بالغصب- أو بالحرفية- الفريسية، او بالإسلوب العالمي.

+ ولذلك يقول المرنم: "من عمق قلبي طلبتك" (مز119). كما قال "ومن الأعماق صرخت إليك" (مز130: 1). أي من عمق القلب الحزين ومن عمق الإحتياج، ومن عمق الهوة التي سقطت فيها... إلخ، إنها صرخة من الأعماق تخترق السماء وتصل قدام الله، وسوف تنال رضاه لأنها من الأعماق.

+ والمسيحية تدعو إلى التعمق في العبادة، وفي الخدمة، وفي البحث والفحص والدرس، وليس بالسطحية والضحالة، السائدة لدى بعض المسيحين اليوم!! فأبحث (يا عزيزي/ يا عزيزتي) عن العمق في كل شيء.

+ ومارس ابراهيم – أبو الأباء – حياة العمق مع الله، حينما ترك أرضه وأهله وسار وراء إلهه (تك12: 1)، (عب11: 8). وتعمق في طاعة الله، عندما دعاه لذبح ابنه، فلم يتردد، ولم يؤجل، أو يشك، أو يتكاسل في تنفيذ هذ الأمر الصعب جداً.

+ ودور سمعان الخراز الفعال في معجزة جبل المقطم، مع أنه كان بلا مركز اجتماعي أو روحي رفيع، لكن استخدمه الله في المعجزة لعمق حياته وروحياته في العبادة والمحبة.

+ ومثله القديس أنبا رويس، الذي تعيش البطريركية المعاصرة في رحابه، مع أنه كان بلا درجة كهنوتية.

+ ومثل يوحنا المعمدان، الذي لم يخدم سوى عدة أشهر فقط، ولكن حياته وخدمته العميقة، جعلت السيد المسيح يشهد عنه بأنه "أعظم مواليد النساء" (مت11: 9-11).

+ والسيد المسيح نفسه، لم يخدم في العالم سوى ثلاث سنوات وعدة أشهر فقط، ومع ذلك يؤمن به الآن أكثر من 2 مليارمسيحي في العالم، ويزداد عددهم باستمرار.

+ وفي يوم رفاع صوم الميلاد، احتفلت الكنيسة بتذكار شهادة القديس مارمينا العجايبي، الذي تعمق في البرية، وفي احتمال الألم، فنال الإكليل بحب وصبر. شفاعته تكون معنا آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق