لقداسة البابا شنودة الثالث
إن بركة عيد الميلاد تتركز في عبارة (عمانؤئيل). الله معنا. فإن كنت يا أخي تحسن أنك مع الله، والله معك، تكون قد تمتعت فعلاً ببركة عيد الميلاد...لا تظن أن عيد الميلاد هو اليوم الذي إنتهينا فيه من الصوم وبدأنا نفطر!! أو أن عيد الميلاد هو الطقسالفرايحى. عيد الميلاد من الناحية الروحية هو عشرة عمانؤئيل، الذي هو الله معنا...إن الله لا يريد منك شيئاً غير قلبك ليسكن فيه... كل عبادتك وصلواتك هي مجرد عبادة خارجية، إن لم يكن لله سكن داخل قلبك.
· الله يريد أن يقيم صداقة معك. يقول الكتاب: "وسار أخنوخ مع الله، ولم يوجد لأن الله أخذه" (تك5: 24). منظر جميل أن نتخيل أخنوخ وهو سائر مع الله. وشعور عميق كيف أن الله لم يكنه أن الله لم يمكنه الاستغناء عن أخنوخ، فأخذه إليه...إن بولس الرسول يشرح مجئ الرب الثاني على السحاب، واختطافنا إليه، فيختم هذا المشهد الجميل بقوله: "وهكذا نكون كل حين مع الرب. لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام" (1تس4: 17، 17).
هنا على الأرض نلمح ملاحظة قوية في حياة القديسين...وهي أن القديسين كانوا يشعرون دائماً بوجودهم في حضرة الله. كانوا يرونه معهم على الدوام، أمامهم وعن يمينهم...إنها عبارة متكررة على فم إيليا النبي إذ يقول: "حي هو رب الجنود الذي أنا واقف أمامه" (1مل18: 15). من فينا شعر باستمرار أنه واقف أمام عمانؤئيل الذي هو الله معنا؟...داود أيضاً كان يحس على الدوام بوجود الله معه إذ يقول: "رأيت الرب أمامي في كل حين، لأنه عن يميني فلا أتزعزع" (مز16: 8). ما هذا يا داود؟ هل الرب أمامك أم عن يمينك؟ هو معي في كل حين وفي كل موضع، وفي كل إتجاه أشعر بوجود الله...
· إن الشخص الذي يشعر بأن الله أمامه، لا يمكن أن يخطئ، سيخجل حتماً من الله. ويقول: "هوذا الله يراني وأنا أعمل، هوذا الله يسمعني وأنا أتكلم". الله له عينان كلهيب نار تخترقان الظلام. فلو أننا شعرنا أن الله كائن معنا، لكان من المستحيل علينا أن نخطئ. إن خطايانا دليل على أننا غير شاعرين بوجوده معنا.
هناك حادثة حدثت مع القديس مارأفرام السرياني تثبت هذا الأمر.في إحدي المرات هددته إمرأة ساقطة أن تشهر به إن لم يطاوعها ويفعل الشر معها. فتظاهر بالموافقة على شرط أن يحدث ذلك في سوق المدينة. فاندهشت المرأة وقالت له: [كيف نفعل هذا في السوق ؟! ألا تستحي من الناس وهم حولنا؟!] فأجابها القديس: [إن كنت تستحين من الناس، أفما تستحين من الله الذي عيناه تخترقان أستار الظلام؟!]. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وكان لكلام القديس تأثيره العميق في المرأة فتابت على يديه.
هل تظن يا أخي أن الملحدين فقط هم الذين ينكرون وجود الله؟! أؤكد لك أنك في كل خطية ترتكبها تكون قد نسيت وجود الله أو أنكرته عملياً. لو كنت مؤمناً فعلاً بوجوده أمامك، لخجلت وخشي.لا شك أن إحساسنا بعمانؤئيل الله معنا يعطينا الطهارة والنقاوة والقداسة، على الدوام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق