15‏/12‏/2009

سمع وطاعة صوت الله


للاب القمص أفرايم الاورشليمي

"تكلم يارب، لأن عبدك سامع" (1صم3: 9)

+ نحن نحتاج لسماع صوت الله والعمل به من اجل فائدتنا الروحية وسعادتنا علي الارض ولنرث الحياة الابدية .نحتاج لمعرفة ارادة الله في حياتنا ونحتاج للأذن الروحية والانسان الروحي اليقظ الذي له الاذن الروحية المختومة بنعمة الروح القدس الذي يسمع صوت الله .نحتاج للقلب الحساس والانسان الداخلي الذي يسمع ويعمل بحب ارادة الله، لنكون ابناء ابينا السماوي القدوس. "احفظ و اسمع جميع هذه الكلمات التي انا اوصيك بها لكي يكون لك و لاولادك من بعدك خير الى الابد اذا عملت الصالح و الحق في عيني الرب الهك" (تث 12 : 28).

+والفعل "يسمع" له معنيان: الأول بمعنى "يُصغي" (Listen) اي يسمع صوتاً أو كلاماً. أو يستمع إلى موسيقى أو لحناً .... إلخ. والثاني بمعني "يُطيع" (Obey). والأذن الروحية، هي التي تشتاق إلى سماع كلمة الله، والوعظ، والإرشاد، وتستفيد به في حياتها، فتجني خيراً. ويقول الرب: "من له أذنان للسمع (للطاعة) فليسمع" (مت11: 15). وغالبية البشرللأسف ، لهم آذان سليمة، ولكنهم لا يرغبون في سماع صوت الله. أو طاعة وصاياه، بينما يصغون بإهتمام شديد، للأحاديث التافهة، وللنكات البذيئة، وكلام الأشرار المعثر والمفسد للذهن والقلب. ويستمعون بلذة إلى صوت عدو الخير، الذي يغريهم على فعل الشر!! مما يدعو إلى الدهشة حقاً!!

+ وقد طوب الرب الذين يسمعون كلامه ويحفظونه في قلوبهم مثل: أم النور ومريم أخت لعازر. وكل مصاف القديسين والشهداء والمعترفين..... وتمتليء مزامير داود النبي، بالإرشادات، والدعوة إلى ضرورة سماع صوت الله، لكي يستمع إلينا، وتحقيق مرادنا. وهو ما حدث له. "الرب قد سمع صوت تضرعي" (مز6: 9)..."وسمع صوت بكائي" (مز6: 8)نحن نفرح كاناس ودعاء بصوت الرب والعمل به ، "يسمع للودعاء فيفرحون" (مز34: 2).فالرب يسمع لصوت تضرعنا، "يسمع تضرعهم، ويخلصهم" (مز145: 19).واليه نأتي ونصلي "يا سامع الصلاة، إليك يأتي كل بشر" (مز65: 2). ويجب طاعة الله، فيما يرسله لنا من كلمات النعمة، فننال الطوبى من الله في دنياه وسماه."طوبى لآذانكم لأنها تسمع" (مت13: 16).ويطالبنا الانجيل ان لا نقسي قلوبنا "اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم" (عب4: 7).

+ وقال الرب يسوع: "إن سمع أحد كلامي، ولم يؤمن به..... فالكلام الذي تكلمت به (سمعه الإنسان) هو يدينه (شاهد عليه)، في اليوم الأخير" (يو12: 17- 19). ولك الآن صوت الرب: "ليكن كل انسان مسرعاً إلى الإستماع، مبطئاً في التكلم... واقبلوا – بوداعة – الكلمة المغروسة، القادرة أن تخلص نفوسكم، وكونوا عاملين بالكلمة، لا سامعين فقط، خادعين نفوسكم" (يع1: 19-22).

+ اننا نستمع لصوت الرب من خلال:

1- كلمته في الانجيل المقدس ووصاياة .ونستمع الي كلمة الله وارادته المقدسة .فكلما ارتبطنا بالانجيل وقرائته صار لنا الاذان الروحية التي تستضئ بالوصية المقدسة .

2- خلال عمل الروح القدس داخلنا والذي يقود الانسان المؤمن الذي يطلب من قلبة عمل الروح داخله.فهو يعلمنا كل شي وهو روح الحكمة والقداسة والارشاد . ليكن لنا اذن شركة بالروح القدس العامل فينا ولانحزن روح الله القدوس بعدم طاعتنا بل نضرم مواهبة وثماره فينا.

3- نستمع لصوت الله من خلال اقوال وتعاليم الاباء القديسين وكتاباتهم ،ولقد ترك لنا القديسين ارث ثري في كل مجالات الحياة لنتعلم منه ونستفيد ولقد كان ياتي اليهم الناس من اماكن بعيدة من أجل سماع كلمة منفعة لتعليمهم وارشادهم .

4- ونحن نستفيد ونتعلم من ابائنا ومرشدنا الروحيين عندما نكون محتاجين للنصيحة الروحية ومن الاناس الحكماء الذين يهمهم أمرنا وحتي من الحياة ومن من نقابلهم ونتعلم منهم فالانسان المتواضع هو انسان يتعلم من كل الناس والاحداث في حياتة ولكن له روح التمييز والحكمة التي بها يميز بين صوت الله وصوت الشيطان وما هو ضد الله وتعاليمة ووصاياه.

أسمعني صوتك...

ربي أحتاج لصوتك الحنون يأخذني بعيداً عن ضوضاء العالم.

احتاج لكلمتك تغذيني وتقويني وتقدس حياتي.

احتاج لروحك القدوس مرشداً ومعلما وقائداً،

اريد ان أميز صوتك بين الاف الاصوت .

مع بولس الرسول أقول :ماذا تريد يارف ان أفعل ؟.

تكلم يارب فان عبدك سامع وساعدني دوما ان أعمل ما يرضيك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق