"اثبتوا فيَ، وأنا فيكم" (يو15: 4).
+ طالبنا الرب يسوع بالثبات فيه، كالغصن في الكرمة، فتتغذى النفس به، وتتعزى بعمل روح قدسه فيها. أما الغصن الذي لا يثبت في الشجرة، فهو يجف ويُقطع، ويتم طرحه في الفرن كوقود للنار (وهو مثال للأشرار البعيدين عن الله).
+ ونحن نثبت في المسيح، بمحبته "الله محبة، ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله، والله فيه" (1يو4: 16).
+ ولا يكفي أن تعرف الرب يسوع، بل يجب أن تثبت فيه دائماً:وقال القديس بولس: "من سيفصلني عن محبة المسيح؟ أشدة؟ أم ضيق؟ أم أضطهاد؟ أم جوع ؟ (رو8: 35).
+ أيضاً الثبات في المسيح يتطلب ضرورة الثبات في الإيمان السليم:
حتى إذا ما اشتدت الحروب والإضطهادات حولنا (من الشيطان وأعوانه)، يبقى المسيحين ثابتين في الإيمان، بمعونة الله الساكن فيهم، وبعمل كل وسائط النعمة تزداد تلك القوة في النفس، كالبيت المبني على الصخر (المسيح) فلا يسقط أبداً (مت7: 25).
+ ولنأخذ درساً من الأشجار، فالرياح والزوابع والأعاصير، لا تسقط أشجار البلوط ثابتة الجذور في الصخر، ولا يسقط منها سوى أوراقها الجافة (الميتة) فقط. كالشهداء الذين ثبتوا أمام الوحوش وغيرها من العذابات الشديدة، لأن المسيح كان يعمل فيهم ويسندهم في شدة تجاربهم، فاستطاعوا أن يتحملوا الآلام، ولم يشعروا بقسوتها وفظاعتها.
+ أما الذي لا يثبت في المسيح، فيسهل على الشيطان اقتلاعه، وجذبه بعيداً عن بيت إلهه، ويفترسه بسهولة، لأنه وحيد.
+ وعليك (يا أخي/ يا أختي) أن تثبت في النعمة، بوسائط الخلاص كلها، ومنها التناول من الأسرار المقدسة "من يأكل جسدي، ويشرب دمي، يثبت فيَ وأنا فيه" (يو6: 56).
+ كذلك تنفيذ وصايا الله بحب، يتحقق وعده المساندة القوية لنا، فهو يقول لكل انسان "إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي" (يو15: 10).
+ أيضاً السلوك الروحي هو طريقنا إلى الثبات في المسيح، كما قال لنا القديس يوحنا الحبيب "إن قال أحد إنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك (المسيح)، هكذا يسلك هو أيضاً" (1يو2: 6).
+ فهل نفعل؟ وهل نثبت فيه بشده؟ أم نتهاون ونصير غصن جاف لا يصلح لشيء إلا للحريق. الرب قادر ان يثبتنا فيه كما يثبت الغصن في الكرمة ويأتي بثمر كثير ويدوم ثمرة ؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق