للأب القمص افرايم الاورشليمي
أنتظر الرب..
لقد انتظر زكريا واليصابات اياماً بل وسنين كثيرة ليرزقا بنسل صالح يكون سببا لسرورهما ولينزع عار العقم عن أمه ويكون سبب فرح لابيه الكاهن ..ورغم ان الأنجيل شهد لهما انهما( كانا بارين امام الله، سالكين في جميع وصايا الرب واحكامه بلا لوم) لو6:1 .لكن مع هذا اغلق الله رحم اليصابات . ولا يدري كم هذا مؤلم علي قلب المؤمن الا من عاني عدم الأنجاب او ان يكون في مشكله ويناجي الرب ويصبر علية . لكن علينا ان نصبر وننتظر الرب فلكل شئ تحت السماء وقت .( انتظر الرب ليتشدد و ليتشجع قلبك و انتظر الرب ) (مز 27 : 14). انتظروا الرب يا جميع خائفي الرب ولا تيأسو من رحمته ففي الوقت المناسب يستجيب لكم الرب ويعظم الصنيع معكم فتصيروا فرحين . رزق الله زكريا واليصابات ابناً بعد ان شاخا فهل يستحيل علي الرب شئ. ان كنا نذكر الله (معني زكريا) وان اقترنا بنصيب الرب (معني اسم اليصابات) فان الرب يتحنن علينا وهذا معني(يوحنا) فلتتشد قلوبكم يا منتظروا الرب فانه وان تأني يستجيب ويعطيكم ويمهد الرب الطريق امامكم لا تخافوا ثقوا في الرب وفي شدة قوته .
الاسرة المقدسة :-
كان زكريا كاهن لله العلي من الفرقة الثامنه من اربعة وعشرين فرقة من الكهنة في الهيكل وكانت اليصابات زوجته من نسل هارون رئيس الكهنة وكانا بارين أمام الله ..مواظبين علي حفظ وصاياه واحكامه بلا عيب هنا نري البر الحقيقي وهو الذي يشهد له الله ..
1-هناك اناس ابرار في عين انفسهم ومثل لهم الفريسي المختال الذي ذهب الي الهيكل يدين الاخرين ويعير الله باعماله "انسانان صعدا الى الهيكل ليصليا واحد فريسي و الاخر عشار اما الفريسي فوقف يصلي في نفسه هكذا اللهم انا اشكرك اني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة و لا مثل هذا العشار "(لو 18 : 10-11) فخرج العشار مدانا فلنحترس يا أحبائي من الادانه والرياء.
2-هناك اناس يبدون ابرار امام الاخرين ويعجب الناس باعمالهم وعطاياهم والتي يصنعونها لكي يري الناس ما يعملون ويمدحونهم ، هولأء قال الرب انهم استوفوا اجرهم .ومثل ذلك عندما جاء صموئيل النبي ليمسح احد ابناء يسي ملكا عوض شاول " وكان لما جاءوا انه راي اليآب فقال ان امام الرب مسيحه .فقال الرب لصموئيل لا تنظر الي منظره وطول قامته لاني قد رفضته . لانه ليس كما ينظر الانسان ، لان الانسان ينظر الي العينين، واما الرب فانه ينظر الي القلب" 1صم6:16-8.
3- البر الحقيقي ..هو الذي يشهد له الله والذي مدحة من الله لا من الناس .الانسان البار هو الانسان التائب الذي تبرر بدم المسيح ويسلك متواضعا امام الله . لقد تبرر زكريا واليصابات من خلال رجائهم في المسيا المنتظر الذي يقدم حياته مبذولة ثمناً لبرهم.لقد حسبا ابرار ليس لانهم لم يفعلا خطية بل لانهم امنوا بالله الذي يبرر الخطاه .بر زكريا واليصابات قائم علي عمل السيد المسيح الخلاصي من خلال ممارسة الكاهن وتقديمة الذبائح الحيوانيه كرمز لذبيحة المسيح ، وهذا ما اكده زكريا الكاهن في تسبحتة بعد ميلاد يوحنا المعمدان .. فلنحترس اذاً يا احبائي من مديح الناس ولا نخشي مذمتهم ما دمنا نسلك بخوف الله ونقدم توبه عن ضعفاتنا ونسلك كابناء النور .
لقد أمتلات اليصابات من الروح القدس عند سماع سلام القديسة مريم وامتلأ الطفل يوحنا وهو جنين في رحم امه وارتكض ساجداً للحمل الألهي ، وامتلأ زكريا من الروح وتنبأ عن رساله ابنه في تمهيد الطريق أمام الرب . فياليت اسرنا تصير أسر مقدسة وتتعلم من هذة الاسرة البارة فيمنحها الله نعمة الروح القدس ويهبها ابناء قديسين .
ابن المواعيد..
ظهر رئيس الملائكة جبرئيل يعلن لزكريا الكاهن بشري ميلاد السابق وهو يصلي . ونحن بالصلاة تعلن طلباتنا لدي الله ويستجيب لنا ، حقاً ان ملاك الرب حول خائفية ومن جميع ضيقاتهم يخلصهم . نحن نحتاج للصلاة ونقاوة القلب وبساطة الأيمان لنري بعين الأيمان ملائكة الله يرفعون صلواتنا وياتون بالاستجابة لها . اننا نحتاج للثقة في محبة الله وصدق مواعيدة . يجب ان نثق ان الذين معنا اكثر مما هم علينا .
كانت بشري الملاك بميلاد يوحنا تحمل بشري الفرح للشيخ العاقر الذي لم يصدق كلام الملاك لذلك بقي صامتأ حتي يوم ولادة يوحنا المعمدان ..ونحن نحتاج للصمت والسكوت والصلاة لتعلن لنا ارادة الله وتتم مشيئته معنا ، قام يوحنا بدور عظيم في تمهيد الطريق امام الرب، الله الكلمة المتجسد، جاء بذات الروح القدس والغيرة التي عملت في أيليا النبي . فايليا بكت اخاب النبي وايزابل علي عبادة الاوثان هكذا يوحنا بكت هيرودس وهيروديا علي خطاياهم . وعاش ايليا في البراري في حياة الصلاة وهكذا يوحنا المعمدان . ورد ايليا الشعب قديما عن عبادة البعل وهكذا عمل يوحنا المعمدان رد قلوب الاباء الي الابناء،والعصاة الي فكر الابرار، لكي يهيئ للرب شعباً مستعداً. والي موضوع اخر نلتقي فية لنوضح عظمة يوحنا المعمدان وفضائله ونحن نحتفل بيوم مولدة ان احبت نعمة الرب وعشنا.
لكن ياحبائي لنشترك اذاً اليوم وكل ايام حياتنا في اعداد الطريق وقلوبنا وقلوب الاخرين امام الرب ونشترك مع القديس يوحنا في العمل المقدس . وكل واحد سيأخذ اجرتة حسب تعبه.
هبني برك وخلاصك ..
ايها الرب القدوس الذي يبرر الخطاة،
اليك نأتي بضعفاتنا وخطايانا وجهلنا.
هبنا برك وقداستك وخلاصك الثمين ،
هبنا ان نمهد قلوبنا لسكناك ،
علمنا انك حتي وان تأخرت فانك تستجيب لانك عنا ليس ببعيد.
ننتظر خلاصك يارب واستجابة صلواتنا سريعاً ،
ليس لنا صبر زكريا الشيخ او الصابات البارة ،
ولكن عيوننا نحوك ايها الرب الهنا .
تنتظر نفوسنا نعمة روحك القدوس ،
نثق في انك تعطي أكثر مما نطلب او نفتكر .
وانك قادر علي كل شي.
هب لنا ثمرة الفضائل الروحية في حياتنا .
وهب للذين ليس لهم ابناء ثمرة البطن لتفرح قلوبهم ايضاً.
هبنا ان نصمت صمتاً مقدساُ ، ونتكلم كلاماً يبني الاخرين .
ايها الرب القدوس هبنا ان نشهد لك ونهيئ الطريق أمام الاخرين ايضاً
فرح قلوب عبيدك ايها الرب فردوس نفوسنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق