18‏/12‏/2009

قوتنا في الرب


للأب القمص أفرايم الأورشليمي

لأني حينما أنا ضعيف فحينئذٍ أنا قوي ( 2كو 12: 10 )

الرب قوتنا ونصرتنا :

الرب الهنا قوي وجبار، قادر علي كل شئ ، يستطيع ان يقودنا في موكب نصرتة( ملك المجد الرب القدير الجبار ) [مز 24 : 8].نستطيع ان نعتمد علية لنتصرتنا وحمايتنا وهو العادل الذي لا يخزي منتظريه وهو [يعطي المعيي قدرة و لعديم القوة يكثر شدة](اش 40 : 29). يريدنا ان نثق في حكمته وحفظة ونأتي اليه لاسيما وقت الضيق[ادعني في يوم الضيق انقذك فتمجدني ](مز 50 : 15). فلماذا نجد الكثيرين ينهزموا من الشيطان او الخطية ، ان البعض يريد ان يحيا بعيدا عن الله لتحقيق شهواته واهوائه.والاخر يفضل حياة الكسل والتواني ، والبعض يرتمي في احضان ابليس ورغباته،والبعض يعتمد علي ذاتة وقوته دون ان يلجا الي الرب القدير الذي يعطي النصرة في الحرب. لكن قائد نصرتنا موجود ونستطيع ان نعتمد عليه ونقول مع بولس الرسول (استطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني).

ليكن فضل القوة لله.

لقد خلقنا الله لتمجيده، وهو يتمجد كلما ظهرت قوته في ضعفنا، فكل مَنْ يشعر في نفسه أنه قوي ويستطيع أن يخدم بنجاح في عمل الرب، فهذا ربما لا يستخدمة الله او يتعثر في الطريق كثيراً . أما مَنْ يرى نفسه ضعيفًا ولا يصلح لشيء، بل يقول ”أنا أغلف الشفتين“ كموسى، أو ”إني ولد“ كإرميا، أو ”أنا أصغر جميع القديسين“ كبولس، فهؤلاء يستخدمهم الله في أعمال تجعلهم في مقدمة المؤمنين الذي مجدَّوا الله في حياتهم. إن الله لا يريد أن يستخدم إلا الأواني الضعيفة الخزفية، التي سوَّتها نيران الآلام، لكي يكون فضل القوة لله لا منَّا. أَ لم يَختر الله فقراء العالم والمُزدرى وغير الموجود ليُبطل الموجود؟!
سمعت قصة مؤداها أن صبيًا صغيرًا كان يسير مع أبيه في أرض جبلية وعرة المسالك، فكان الطفل كلما سار خطوتين تعثر، فقال له أبوه: هات يدك يا بُني، فقال له: لا حاجة إلى ذلك يا أبتي. ولكنك تعثُر. فقال الصبي: بل أنا أمسك يدك. وأمسك بيده، ولكنه كان يعثر فتنفلت يده الصغيرة من يد أبيه ويسقط. قال له أبوه: الآن أعطني يدك. فوضع الولد يده في خجل في يد أبيه، وكان كلما مرا على ممر وعر، رفعه أبوه، حتى قطعا تلك الطريق الصعبة بسلام.
هكذا هو الحال معنا إن كنا نُكابر ونظن أننا لسنا في حاجة أن يمسك الله بيميننا ويأخذ بيدنا، وأننا نستطيع أن نسير في هذه البرية الوعرة، فسوف يظهر عجزنا وفشلنا، وعوضًا عن أن نمجد الله، فإننا نجلب الإهانة على اسمه، وويل لنا حينئذٍ. أما إذا سندنا القدير بذراعه القوية، فإننا نستطيع أن نعمل، ويتمجد الله في أعمالنا.

أطلبوا الرب .

ان الله اعطانا الكثير من الاسلحة التي تسند المجاهد في حربه الروحية[ اخيرا يا اخوتي تقووا في الرب و في شدة قوته.
البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس. فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات. من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير و بعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا. فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق و لابسين درع البر. و حاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام. حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة.و خذوا خوذة الخلاص و سيف الروح الذي هو كلمة الله] (أف 10:6-17).ان التواضع والصوم والصلاة من الاسلحة الروحيه القادرة علي قيادتنا الي الانتصار.
إن شعورنا بضعفنا يقرِّبنا إلى الله بالصلاة لطلب القوة، والتناول من الاسرار الالهيه يجعلنا نثبت في الكرمة الحقيقة وناتي بثمر كثير . والصلاة أعظم العوامل لتنشيط حالتنا الروحية. فبالصلاة نستمد قوة المسيح ونمتلئ بها. وفي ضعفنا نشعر بحاجتنا إلى أن نتسلح بسلاح الله الكامل، فنطالع كلمة الله وهي الغذاء الروحي المقوي، فنخرج للحرب الروحية مزوَّدين، ونحارب تحت راية الرب منتصرين. وفي ضعفنا نشعر بحاجتنا إلى الاتحاد بجماعة المؤمنين، والاتحاد لا شك قوة، فنستفيد من اختباراتهم ونصائحهم وإرشاداتهم وصلواتهم فنزداد قوة.

الرب حصني وقوتي

وسط غابة الحياة وحروبها نلتجئ اليك يا الهنا القدوس.
لتمنحنا الحكمة والقوة والسلام،
للنعم بالانتصار والغلبة والقوة.
ليكن فضل القوة لله لا منا.
قودنا يارب مؤمنين وكنيسة في موكب نصرتك،
فان الخطية طرحت كثيرين جرحي وكل قتلاها اقوياء.
وليس لنا في ضيقاتنا سواك ملجا ايها الرب الاله.
فحارب عنا من أجل اسمك القدوس.
حارب يارب اعدائنا الخفيين والظاهرين ،
وعزي صغيري القلوب وقوهم ليقل الضعيف بطل انا!
واقم الساقطين وأجبر منكسري القلوب.
قم يارب أطلب الضال، واسترد المطرد، واعصب الجريح.
وأجبر المكسور وارسل المنسحقين الي الحرية .
يارب ليس لنا ملجأ في الضيق سواك .
لان أعين الكل تترجاك .
وما خاب ابداً من أحتمي في حماك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق