03‏/02‏/2010

لماذا يخافون من يسوع ؟!!


بقلم زهير دعيم

ما إن أكتب مقالاً وأعرِّج فيه نحو الربّ يسوع مادحًا ومستشهدًا بآياته الغرّ ، أو مستندًا فيه على عنايته
ومحبته وصدره الحنون ، حتى تهبّ العواصف والزوابع ويُثار الغبار من كلّ صوب ويأخذون بالهجوم والنقد والتجريح ومحاولة الانتقاص . ويبقى السؤال : ماذا فعل هذا الشّابّ الجليليّ حتى يلقى مثل هذا الهجوم ؟ماذا اقترفت يداه ؟....هاتان اليدان المثقوبتان بمسامير المحبّة ، النازفتان دماً من أجل كلّ البشر .ألمْ يصُل ويجُل في الجليل واليهودية ولبنان باحثًا عن الشياطين ليخرسها ، ومريض يُداويه ، وأعمىً يفتح بصره وبصيرته ، وأصمّ ليسمعه ترنيمات الحياة ؟.

ألمْ يجُع – وهو مالك كلّ حيوان القفار والجبال- لكي يُطعمنا ؟

ألمْ يعطش – وهو الينبوع الحيّ- لكي يسقينا ويروينا ؟

ألمْ يتواضع – وهو السيّد- لكي يرفعنا معه ؟

ألمْ يتألم ويُهَن ويُصلب ويمُت – وهو الله الظاهر في الجسد- لكي يُعطينا حياة ؟.

لماذا هذه الهجمة الشرسة عليه وما من مُبرِّر ؟

لماذا هذا الحقد يملأ النفوس عليه ، وهو البلسم الشّافي والكافي وقارع القلوب : " تعالوا اليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم " .وكلّنا مُتعبون ، وكلّنا ثقيلو الأحمال وبحاجة الى من يأخذ عنّا ويُعيننا ويُريحنا .

أقف حائرا أمام أولئك الذين لا يروق لهم سماع الكلمة الأحلى " يسوع " والإله الأروع " يسوع " والعريس الأجمل " يسوع " .

هاتوا مُبرّراتكم إن كنتم صادقين!!!

هاتوا حججكم !!!

" مَن منكم يُبكّتني على خطيّة " قال قبل ألفين ونيّف من السنين وما زال يقول .

قرأت سيرته حرفًا حرفًا ، ماشيته دروب الجليل واليهودية وصور وصيدا ، وركبت معه السفينة والقارب في بحيرة طبريا ، ونزلت معه من أورشليم الى أريحا ..... ماشيته أعوامًا ، فلم أجد منه إلا الحبّ والوفاء والطهارة والقداسة .

حقًّا ماشيته وما زلت فكنتُ أبدًا الرّابح.

ماشيته في العاصفة وفي النوء فكان يحملني على منكبيْه .

ماشيته في الضّيق وداخل النفق، فكان النور الذي يضيء السراديب والنفوس .

ماشيته في المحن والتجارب فكان البلسم والتعزية .

ماشيته وسأماشيه وأسير معه ، ففي سيري معه أنسى نفسي ، وأذوب فيه ، ويملأ الفرح كياني ، وتنتشي ذاتي طمأنينة ....حتى الموت يخافه !!! يفرّ من أمامه ، فقد جرّب هذا الموت يسوعَ مرّة وانهزم ، بل تقوقع ولام نفسه !!!

لماذا إذاً هذه الهجمة الشرسة ؟ لست أسأل فقط وأتساءل ، ولكنني حزين على أولئك الذين يفتح لهم السيّد ذراعيه ويقول : " تعالوا ....أنا هو الطريق والحقّ والحياة ....ولكنهم يأبون ويسيرون في طرق جانبية ، وعريّة لا تصل إلى السماء.

لماذا هذه الهجمة ؟ ولماذا هذا الخوف ؟....والحقيقة ظاهرة للعيان ، انّه الحيّ وصاحب القبر الفارغ وصانع العجائب ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاُ ؟

لماذا هذه الهجمة ؟!!....وبالإمكان النجاة ، فهو مركب النجاة وفلك نوح .

فتعالوا إليه اذًا واكسروا جدار الخوف ، واخرجوا من ذواتكم الفارغة المتعبّدة في محراب الخطيّة ، الراقصة في ملهى الشيطان وانضمّوا الى موكبه المنتصر .

لا تخافوا.... لا تخشوا شيئًا ، فلن تخسروا ، تجرّئوا مثلما تجرّأ إخوة لكم فتغيّر الباطن ، واستكانت النّفس وعرفت يقينًا من هو هذا الجليلي ، الذي مرّ قبل ألفين من السنين ، وسيعود قريبا على السُّحب .

ذوقوه جميعًا....جرّبوه ...اقتربوا منه والقوا همّكم وخطاياكم عليه ، حتى ولو كانت كالجبال ، ألقوها على كتفيه ، فهو يقوى على حملها ، ويقدر على أن يجعل سوادنا بياضًا وقذارتنا طهارة .

قد تقولون أين هو ؟ دلّوني عليه ؟ فأقول أنّه بجانبكم وبقربكم ... اطلبوه .... اسألوه.... وستسمعون الجواب :

"ها أنا معكم كلّ الأيام والى انقضاء الدّهر"

" لا تخافوا أنا قد غلبت العالم"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق