15‏/02‏/2010

أين أنت ؟ وبماذا مشغول؟



فنادى الرب الاله ادم و قال له اين انت (تك 3 : 9)


هذا السؤال سأله الله لابونا أدم قديما ولكن أبونا أدم لم يشاء ان يلتقي مع الله وأجاب( فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبات). والان لو يوجه الرب السؤال لكل واحد من أين أنت؟ فماذا تكون أجابتنا ..هل نجيب ونقول قلبي معك يارب وان كنت أعمل علي الكمبيوتر اوفي المطبخ او في عملي او نقرأ في الانجيل . أو نقول مع القديس يوسف الصديق( انا طالب اخوتي اخبرني اين يرعون) (تك 37 : 16).او مع عروس النشيد نقول (اخبرني يا من تحبه نفسي اين ترعى اين تربض عند الظهيرة )(نش 1 : 7). أو هل نهرب من الله ونهرب من صوته ولكن (اين اذهب من روحك و من وجهك اين اهرب) (مز 139 : 7) الرب يقرع كل قلب ويطلب : " أين أنت الآن ؟! " ... فبماذا تجيب ؟! ، وهل تقدم اعذاراً مرفوضة ؟! ( رو 2 : 1 ) .

+ قد يكون الإنسان منشغلاً بدراسته وعلمه ، أو عمله ، أو غارقاً فى مشاكل مع أهله ، أو مشغولاً بتوافه الأمور . أو قد يكون جالسأً فى البرية يتعبد بحب ، ويسبح الله ، أو يعمل على خلاص النفوس الهاربة والشاردة عن بيت الله ، وطوباه إن كان بهذه الحكمة والنعمة . وقد يكون الإنسان غارقاً فى الملاهى أو المقاهى أو الحانات يحتسى الخمر ، أو يتناول المخدرات والمسكرات ، بزعم محاولة أن ينسى همومه . وهى من اختراعات عدو الخير ، بينما العلاج السليم ميسور ومجانى فالله يقول لنا تعالوا الي ياجميع المتعبين وثقيلي الأحمال وانا اريحكم ففي الكنيسة بيت الله نلتقي بالطبيب الحقيقى وننال بالتوبه والاعتراف المغفرة وبالتناول ننال الطهارة والقوة والثبات) . فاعرف اذن عزيزي طريق الراحة للنفس والروح والجسد . وأنت الأن ، ماذا تفعل ؟ : هل تصلى ؟ هل تقرأ كلمة الله ؟ أوهل تتأمل فى أقوال الأباء القديسين ؟ أم مشغول بالعالم وأخباره ، ومنهمك فى مشاهدة وسماع الفضائيات ووسائل الأعلام التافهة ، التى يسرق بها الشيطان وقتك وفكرك ؟ وتحرق دمك وأعصابك ؟ .

+ وسؤال ثان : " أين هابيل أخوك ؟ " ( تك 4 : 9 ) ، أين أخوك البعيد عن الحياة المقدسة ؟ وعن الكنيسة ؟ هل تحاول أن تستعيده للرب، أم لا تبالى وتدعه يهلك ؟ أم يكون دورك مجرد النقد والذم والإدانة فقط ؟!

وسؤال ثالث : " أين سارة إمرأتك ؟ " ( تك 18 : 9 ) ، أين شريكة حياتك ؟ وهل تذهبا معاً إلى بيت الله ؟ وتحيا معاً حياة روحية مقدسة ؟ أم تقضيا الوقت فى العراك واختلاق المشاكل ؟ أو فى الحوار المادى وعثرة الأبناء ، وغضب السماء ؟! أجب بضمير ولنعالج أخطائنا وخطايانا قبل ان تضيع الفرصة للأصلاح وعمل الصالح. " أين الرجلان ؟ " ( تك 19 : 5 ) ، أين صديقك ، وزميلك المسيحى ؟ ولا تنسى أن التعامل معهما بسلبية هو خطية ( يع 4 : 17 ) .

+ وسؤال آخر : " أين تذهب ؟ " ( زك 2 : 52 ) ، ( يو 14 : 5 ) هذا المساء (فى سهراتك ) .

أمامك الأن بيت الله المفتوح ، للصلاة ، والدرس ، والتعليم النافع ، والجو الروحى الجميل والسليم .

وأمامك أيضاً ، أماكن العالم المظلمة ، مع الصحبة الفاسدة " الشيطانية " التى تجلب العار والمرار والدمار ، وضياع المستقبل الأرضى والأبدى .

فأجب بكل صراحة : أين تذهب ؟ ، ولكن لا تنسى رقابة الله عليك ، فى كل مكان وزمان وتساءل أيوب " أين آمالى ؟! " ( أيوب 17 : 15 ) ، وانت ما هى آمالك ؟ هل هى مادية بحتة ودنيوية ؟ ، هل هى روحية وسماوية ؟ أم غير ذلك ؟

+ وسؤال أخير ، لكل شباب اليوم من الجنسين " ماذا يشغلكم ؟ "

ماذا يشغلكم عن الهدف الأساسى ؟ وهو خلاص النفس ، وربح الملكوت الأبدى السعيد ؟ وبماذا تشغلون فكركم الأن ؟ فابحث ( يا أخى / ياأختى ) ، واسأل الرب ، وقل له " أين تمكث ؟ " ( يو 1 : 31 ) حتى اسرع اليك ... ( فهل تُقبل وتسأل ؟ ) ، لضمان المستقبل الأفضل ؟! ليتك تفعل ، قبل فوات الآوان .

وقد سأل الله ، آدم الخجلان والهارب " أين أنت ؟ " . وهو يسأله لك الأن .

فبماذا تجيب على سؤال الفادى الحبيب ؟ وأين موقعك الآن من العبادة ؟ ومن الصوم والتوبة ؟ ومن النمو فى الفضائل الجميلة ؟ ومن عمل الخير ، وفعل البر ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق