17‏/02‏/2010

في ذكري الاربعين لشهداء نجع حمادي


للاب أفرايم الاورشليمي
"و لما فتح الختم الخامس رايت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من اجل كلمة الله و من اجل الشهادة التي كانت عندهم". (رؤ 6 : 9)
+ في ذكري الاربعين لاحبائنا وابنائنا الذين استشهدوء ليلة عيد الميلاد المجيد في نجع حمادي في صعيد مصر
نتقدم باحر التعازي لاسر الشهداء طالبين من رب المجد ان يصبر ويعزي زويهم ويقوي كنيستنا المجاهدة والشهيدة والشاهدة لآلام الرب يسوع المسيح والتي قدمت وتقدم الدماء في عزة وكرامة لتبادل ربها المحبة بالحب والبذل بالتضحية ونثق ان دماء شهدائنا لن يذهب هباء بل هو شهادة علي حيوية الكنيسة وعطائها وبذلها الغالي من أجل ايمانها ومسيحيها .
+ ان دماء ابنائنا الغالية تشهد علي ظلم الانسان لاخية الانسان وتطالب بالانتقام والعدل والانصاف اولا من الله الذي ينصف المظلومين ويدافع عن الضعفاء وايضا تطلب من ذوي السلطان والقضاء وذوي القلوب المنصفة ومن اخوتنا في الوطن، الانصاف والعدل فليس من العدل ان تظل هذة الدماء تنزف وتنسب لفئة من الضعفاء الحاقدين او المجانين الذين يجب نبذهم وارجاعهم عن ظلمهم .ان المسئول الاول عن ذلك النزيف المستمر هو النظام الحاكم الذي يجب ان يحقق العدالة والانصاف لكل مواطنيه ان اراد ان يستمر ويتطور ويصل بمصر الي دورها الريادي ليس في العالم العربي فقط بل وللعالم ..نحن المصريين بناة أقدم واعظم الحضارات في العالم والذين علموا العالم اللغه والحضارة والادب والطب والهندسة .لابد ان نسأل انفسنا عن سر تخلفنا وشقائنا وتخبطنا ونعالج اخطائنا ونتوب عن خطايانا ونتعلم من الماضي والحاضر للنهض بمستقبل مصرنا ونستمر في دورنا الريادي والحضاري ..

+ان سياسة دفن الرؤوس في الرمال وتجاهل اسباب المشكلات الطائفية ومعالجتها لم تعد تقنع المواطن البسيط فما بالنا بالعالم المتحضر والذي بفضل وسائل الاعلام المتقدمة والتي تنقل الحدث لحظه وقوعه لم يعد يقتنع بالصمت والسكوت واصبح كل شي مفضوح ومكشوف امامة .. ليس من الحكمة ان يعادي البعض اقباط المهجر من اجل دفاعهم عن دماء اخوة لهم في الوطن ولكن يجب البحث الجاد في مطالبهم وتحقيقها لمصلحة الوطن بل ويجب ضمهم الي صفوف المدافعين عن مصر وقضاياها العادلة بدل من وصفهم بالخيانة ..فالخائن لمصر هو من يري الظلم ويسكت عليه سوء وقع علي المسلم او المسيحي فنحن نعتز بمصرنا ودورها الوطني والقومي والاقليمي والدولي.
+ لقد ساهم الاعلام الموجه من قلة في تصنيف المواطنين الي مسلم ومسيحي ،واذكاء روح التعصب والجهل والقبلية وتكفير الاخر وأقصائة .كما ساهم التعليم والبطاله والمنبر و الخطاب الديني في تكفير واستباحة دم الاخر ..لقد ساهمت وسائل الاعلام من صحافة وتلفزيون وصحف في ضعف الحث الوطني بدلا من توطيد ايماننا بوحدة الصف وتعاون الجميع من اجل خير بعضهم البعض .. لقد ساهم القضاء الذي لم يحكم بالعدل في معظم القضايا الطائفية وتركها لجلسات الصلح التي ما داوت جراح ولا انصفت مظلوم وساهمت في اظهار ضعف الدولة ولم تاخذ بالقانون وان تثبت اننا مواطنين متساووين امام القضاء . اننا نريد ان نري مصر دولة الحرية والحضارة والديمقراطية . وهذا دور النظام السياسي ودور كل واحد منا. كلنا مسئول عن جزء من الجهل والتجاهل وأقصاء الاخر المختلف في الدين او المعتقد او الراي . وعلي كل منا ان ينظر لمصلحة اخية وجارة قبل او بقدر نظره الي مصلحتة.
+ اننا اذ نريد ان نرتفع بمصر الي دولة المواطنة الكاملة لكل مواطنيها ..يجب ان ننظر الي الكفاءة الشخصية في كل المناصب الحكومية بدون نظر الي الدين او التوجه .نريد ان نري الوجه الصحيح للدين وهو التعاون والمساوة والمحبة وخدمة الاخرين ونريد ان نعلي قيم العدل والحق والتعامل الحسن . وان نري تمثيل عادل للأقباط في المجالس النيابية والقضاء والامن والتعليم العالي وكل اجهزة الدوله ومنهم ذوي الكفاءة والعلم والحكمة والقدرة علي العطاء والتضحية .
+ اننا نحيي كل الاصوات المطالبة بالمساواة والمواطنه الكامله لكل المصريين سوء اتت من اخوتنا المسلمين او العرب او المسييحين ونثم عاليا دور كل من ساهم ويساهم في تضمييد جراح مصر وجراح أهالي الشهداء فالجراح جراحنا معا ونحن منذ اربعة عشر قرنا نحيا معا، نقطف الورد معا ونجرح من الشوك معا.نشرب من نفس الماء ونأكل من نفس التربة وتظللنا سماء مصر بسماحتها وسيظل دور الازهر الشريف ودور الكنيسة القبطية دور قائدا ومشرفا لمصر بمسلميها ومسيحينها . لتكن هذة الدماء الذكية البرئية أخر دماء تنزف ظلماً وليبارك الله شعب مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق