19‏/02‏/2010

الشبع والسعادة في الحياة


للأب أفرايم الأورشليمي

في بحثنا عن السعادة والشبع الروحي والعاطفي والمادي والاجتماعي والنفسي ،نجاهد ونتعب ونتغرب ونظل نلهث وكأننا نبحث عن سراب نطاردة ويهرب منا ،نظن اننا أمتلكناالسعادة فنرأها تبعد عنا. تبقي أحتياجتنا غيرمشبعة وتبقي أمالنا والآمنا لا تنتهي .ولكن هناك من يقدم لنا السعادة والشبع والرعاية والاهتمام ونحن لا نلتفت اليه ربما نطلب عطاياة دون ننظر الي المعطي ونطلب منه تلبية أحتاجاتنا دون ان ندعوة هو ليسكن قلوبنا وحياتنا ، نعم انه السامري الرحوم والراعي الصالح الذي ليس هناك اعظم من صداقتة ولا يوجد أعظم من محبتة التي يقدمها للخطاة والمحزونين والذين يعانوا من الهجر والترك والخطية وقسوة الشيطان .انه الغريب الجنس الذي نزل من عليا سمائة لينقذ الانسان الذي عراه الشيطان وجرحة بالخطية وتركة يعاني الوحدة في برية هذا العالم .ولهذا الانسان جاء من صار ابناً للأنسان ليجعلنا ابناء لله .و جاء الى الناصرة حيث كان قد تربى و دخل المجمع حسب عادته يوم السبت و قام ليقرا. فدفع اليه سفر اشعياء النبي و لما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه.روح الرب علي لانه مسحني لابشر المساكين ارسلني لاشفي المنكسري القلوب لانادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و ارسل المنسحقين في الحرية.واكرز بسنة الرب المقبولة.(لو16:4-19)نعم ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه .

هنا أعزائي القراء وانا أكتب اليكم من الأراضي المقدسة وفي فترة الصوم المقدس اقدم لكم بعض الخطوات العملية التي تقودنا الي حياة السعادة والشبع بالله ولنعلم ان الله كلي المحبة ولكن محبتة تنتقل الينا ونحس بها بحسب القياس الذي نحن مستعدين ان نتقبله ونتذوقه من محبة الله الينا ..لذلك ادعوكم أحبائي الي تعميق صلتنا وصلواتنا وشركتنا بالله الصلاة..الصلاة ليس مجرد كلمات نتلوها او صلوات نحضرها وقلوبنا بعيدا عن الله وليس الصلاة طلبات نرفعها الي الله .الصلاة هي حديث حب بين النفس والله،هي مناجاة لله كصديق ومعين وحبيب وأب صالح ،هل جربت /ي انت تتحدث/ي الي الله كصديق ومحب وأب وهل طلبنا منه ان يحل بالأيمان في قلوبنا وحياتنا وبيوتنا .عندما عرف القديس أغسطينوس محبة الله قال "يالعظم حبك يالهي!تهتم بي وتحبني وكأنه لا يوجد علي الارض سواي موضوع لمحبتك"نعم اعزائي ان اردتم محبة مشبعة وسعادة دائمة ليكن الله اباً وحبيبا وصديقا لكل نفس فينا

ان الصوم فرصه لتجديد الحياة وتغيير العادات السيئة بالأيجابية والتوبه والرجوع عن الخطأ والخطايا .والتوبة ليس مجهود فردي منا بل صلاة بدموع وطلب من السامري الرحوم ان يأتي الينا ويعالج جراحنا ويحملنا الي كنيسته .وهو سيتكفل باحتاجاتنا لقد مات من أجلنا ويحبنا كما نحن ويريد ان يحررنا من خطايانا وعبوديتنا للشر .أليس هذا سببا لنقدم اليه ونبادله المحبة ..حينما نسلم ذواتنا لقيادة روح الله القدوس ونتقوي بالروح القدس العامل في الانسان الباطن لندرك كم هي ثمينة نفوسنا وغالية عليه.نعم نجد في الله الفرح والشبع والحرية وعندما ندرب أنفسنا علي الشبع بكلمة الله المقدسة وبالحديث الدائم مع خالق نفوسنا وصديقها المشبع نجد برية العالم قد صارت فردوس ويبدء ملكوت الله الذي هو المحبة والفرح والسلام يحل في قلوبنا..فتمتد وتستمر سعادتنا ونجد راحتنا في الله ونكون قد ربحنا نفوسنا وارحناها في الله

علاقتنا بالله هي المجال الاول للشبع أما الجانب الاخر فهو علاقتنا بالأخرين ولكي نحصل علي السعادة لابد ان نتبادلها مع سوانا (السعادة كالقبلة لا تشعر بها ان لم تتبادلها مع سواك)نعم محبة الله ومحبة القريب بهما يتعلق كل الناموس والانبياء والايمان .قدم اذاً محبة للأخرين كلما سنحت لك الفرصة بل عليك بخلق الفرص لعمل الخير في اي وقت وهذة هي وصية الرب يسوع المسيح (هذة هي وصيتي ان تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم انا)يو12:15.لا تقدم أعذاراً واهية عن الناس ومعاملاتهم غير الطيبة لك .كن انت/ي حباً وعطاءا والله سيكأفنا علي محبتنا ويشبع في صحراء الحياة حياتنا وسنرث بالحب ملكوت الله وسيحل الملكوت داخلنا علي الأرضً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق