06‏/02‏/2010

من له أذن فليسمع


يقول القديس يوحنا ذهبى الفم : " من له أذن ، فليسمع ما يقوله الروح " ( رؤيا 3 : 22 )" إنها رسالة موجهة لنا شخصيا . وتتضمن دعوة لكى نفحص أنفسنا ، وهل نحن مطيعون لصوت الله من عدمه ؟ً " . بينما يقول خادم معاصر : " إن هذا النداء يدل على محبة الله الشديدة للناس ، ورغبته فى أن تجد كلماته ترحيباً فى قلوبهم ، وتنشئ فيهم تجاوباً تاماً مع محبته . وتؤكد على حرية الإنسان فى مدى طاعة وصايا الله ، أو مخالفاتها " .

وفى تعليق جميل يقول المتنيح القمص عبد المسيح النخيلى ، فى شرح هذه الآية : " فى كل رسائل الرب الموجهة إلى الكنائس السبع ( فى آسيا الصغرى ) ، كان يختمها بعبارة " من له أذن " ، ثم يتساءل قدسه بقوله : " وهل يوجد إنسان بدون أذن ؟! لكن الكثيرين لهم آذان ، ولا تسمع ، أو لا تشاء أن تسمع " . ثم يعدد أنواع الآذان لدى الناس الآن :

1 – الأذن الصماء.

وهى التى لا تسمع شيئاً بالمرة ( أطرش ) ، فيكون الإنسان أصم ، حتى لو قُرعت بجانبه الطبول ، أو تم رفع الصوت ، ومثلهم الذين يسمعون كلمة الله تنخس قلوبهم وتنذرهم بالمصير المشئوم ، وتستحثهم للرجوع عن أخطائهم وشرورهم وعاداتهم القبيحة والضارة ، ولكنهم – للأسف – مازالوا يمارسونها بحماقة وعناد شديد ، وكأنما هذه الكلمات ( النافعة لهم ) لا تخصهم ، أو ليست موجهة لهم لنفعهم . ويمتلئ العالم بهذه النوعيات الكثيرة من البشر ، التى لا تبالى بمصيرها الأبدى .

2 – الأذن الثقيلة :

+ التى تحتاج إلى صوت مرتفع ( عالى جداً ) ، لكى تسمع ... ولا ينتبه صاحبها إلى همسات المحبة الإلهية ، التى يُريد الله أن يوقظه بها ، بل يحتاج إلى مطارق التأديب ، لكى يعرف قصد الله ( كالأرض المملؤة أحجاراً – أو التربة الصلبة – التى تحتاج إلى بلدوزر لتفتيتها لتصلح للزراعة ) هكذا القلوب القاسية ، التى لا تصلح لها الكلمات الرقيقة والنصح الهادئ ، بل تحتاج للتجارب الصعبة ، لكى تستفيق وتتوب .

3 – الأذن الغلفاء :

وقال عنها الله لإرمياء النبى : " ها إن أذنهم غلفاء ، فلا يقدرون أن يصغوا " ( إر 6 : 10 ) ، وبها " غلفة " تسد مسلك الأذن ، فلا تسمع ( وتطيع ) . وقد تكون تلك هى الأطماع المادية الدنيوية ، أو شهوة مُعينة ، أو إصرار على سلوك طريق فاسد ، مع الأشرار . تلك الحالة تتطلب إجراء جراحة روحية ( مؤلمة ) لقطع صلتهم بها .

4 – الأذن النائمة :

فالإنسان النائم لا يسمع من يكلمه أو يناديه ، وكما يقول إشعياء النبى " يوقظ كل صباح ، يوقظ لى أذناً ، لأسمع كالمتعلمين " ( إش 50 : 4 ) . وإذا استيقظت الأذن ( صحا الضمير ) استيقظ القلب وندم وتاب .

5 – الأذن السليمة :

وقد امتدحها الرب ( مت 11 : 15 ) ، ولكن هناك أذناً عادية ( سليمة ) ، ولكن أحياناً لا تسمع بسبب بعدها عن مصدر الصوت ( بعيدة عن الكنيسة ، ووسائط النعمة ) ، وهنا تكون مسئولية الخدام ( رو 10 : 14 ) ، للبحث عن تلك الأذن الضالة ، ليبلغوها بصوت الله . الله يعطينا آذاناً سليمة تسمع وتشتاق لصوت الله .

أعطنا يارب أذان حساسة تسمع صوتك.

وتتلمس أرشادك ووصاياك ،في نداءات روحك القدوس.

وفي كلاماتك في الانجيل والمرشدين وحتي كلام الناس العاديين .

أعطني الاذان الواعية والقلب النقي والسلوك المسيحي المرضي.

ربي ساعدني ان أرضيك. وقدني في موكب نصرتك.

الهي سيرني حيث تريد وصيرني كما تحب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق