للأب أفرايم الأورشليمي
عيش في حدود يومك
نحن مدعوين للعيش كما يحق لأنجيل المسيح في حياة فاضلة ملئها الأيمان السعادة والسلام والمحبة والبذل ولقد جاء الرب يسوع متجسداً لتكون لنا حياة افضل فنحيا سعداء علي الارض وليعطينا الحياة أبدية وملكوت السموات فلماذا نهتم ونضطرب من أجل أمور كثيرة والحاجة الي واحد هو الله القادر ان يقود سفينة حياتنا ومن معنا الي بر النجاة .
ومن روح الأنجيل ان نحيا اليوم ولا نهتم بالغد كما قال الرب (فلا تهتموا للغد لان الغد يهتم بما لنفسه يكفي اليوم شره (مت 6 : 34) فان نحن عشنا يومنا كما يحق لانجيل المسيح فسيكون يومنا سعيداً وغدنا القريب أفضل والبعيد أكثر نظامأً وتقد ماً فان ما يزرعة الانسان اياه يحصد ايضاً وما مستقبلنا الا نتاج ما نزرعه اليوم ونتعهدة بالرعاة غدا .
البعض منا يندم علي ما فاته من فرص كثيرة ويحيي يبكي علي الماضي ..والبعض الأخر يظل ينظر الي المستقبل ويظل يحلم بمستقبل افضل دون ان يعمل شئ لهذا المستقبل . لكن وللأسف امس قد عبر وولي ولن يعود والغد ليس في اليد وان كنا نأمل يكون افضل فلابد ان نضعه في يد الله ونعمل اليوم ما بقدر طاقتنا ليكون الغد افضل.
اليوم بين يديك
اذاً اليوم في يدي واقدر ان اعمل فيه الكثير مادام اليوم يدعي اليوم وهو المتاح بين ايدينا ...
اليوم فقط سأكون سعيدا .... " معظم الناس يكونون سعداء بقدر ما يوطدوا عزمهم ان يكونوا سعداء " .. فالسعادة تأتي من الداخل، وهى ليست نابعة من أشياء خارجية ان شعوري برضاء الله علي يجعلني سعيد وقناعتي بشخصيتي بما فيها من نقاط قوة يجعلني انطلق للعمل والعطاء ومحاولاتي الناجحه لتلافي اخطاء الماضي تجعلني انسان الله .
اليوم .. سأحاول تهيئة نفسي وفق ما هو كائن ومتاح بين يدي .. وليس وفق ما ليس في مقدوري وأكيّف نفسي على ذلك فلدي من النعم الكثير ولدي من العمل الكثير فهل استغني عن عيني اويداي بالأف الدولارات ان عملت بالقليل الذي لدي ستنمو امكانياتي وتذداد خبراتي .
اليوم ... سأهتم بجسمي .... سأدربه .... سأرعاه ... أغذيه ... لا أسيء استعماله ... لا أهمله , حتى يستطيع أن يكون كآلة متكاملة تعمل في خدمتي فجسدي وزنة من الله علي ان احافظ علية واضبطه وادربة لكي لا انقاد وراء اهوائه بل يكون متزناً اتحكم فية واتعهدة لا اقسوا عليه فلا يضعف في حاجتي اليه وقت العمل ولا ادللة فيقودي الي الهلاك والضياع .
اليوم... سأحاول تقوية عقلي .... سأتعلم شيئا مفيداً ... لن أكون راكد الذهن ...... سأقرأ شيئا يتطلب جهداُ ، وتفكيراً ، وتركيزاً فالعقل السليم الهادي قوة للأبداع والتقدم والرقي والمعرفة ثروة لاتقدر بمال ولان الله يدعونا للتفكير والبناء بحكمة . "حسب نعمة الله المعطاة لي كبناء حكيم قد وضعت اساسا و اخر يبني عليه و لكن فلينظر كل واحد كيف يبني عليه" (1كو 3 : 10) نحن مدعوين لكي يكون لنا فكر المسيح "
و اما نحن فلنا فكر المسيح" (1كو 2 : 16) وعلينا ان نحب الرب من كل الفكر ونجول نصنع خيراً كما كان سيدنا يجول يصنع خيراً.
اليوم اذاً سأدرب روحي بثلاث طرق.... سأفعل لشخص ما خيراً دون حتي ان يطلب مني ودون انتظار للرد . واعمل علي الألتصاق بالله مصدر كل عزاء واطلب منه العون وهو لي رجاء ولن يدعنا نذل مادمنا ندعوة للعمل معنا ونسترشد بروحه القدوس .
ساقرأ في الأنجيل لاغذي روحي واصلي في حب لله لينر لي دربي ويقودني لاعمل الخير مع من يرسلهم الله في طريقي وكأنهم هدية الله لي في يومي هذا .
اليوم فقط ...
سأكون مقبولاً ... سأبدو على أحسن حال، وأفضل مظهر سانقي قلبي من الكراهية بل واصلي من اجل الذين يكرهونني أو يتعرضون لي بالمضايقات ، ساحترم الآخرين واقبلهم كما هم لا كما احب ان يكونوا . سأتكلم بصوت منخفض ، أكون محايداً إزاء المديح .... لا أنتقد احد واكون صبوراً علي اخطاء الآخرين ساكون بطئ في التكلم وبطئ في الغضب مسرعا في الأستماع .سابتسم للحياة وليومي هذا وارنم مع النبي داود "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب نبتهج و نفرح فيه.
يا رب خلصنا يا رب طرقنا سهل . مبارك الاتي باسم الرب" مز118- 24،26 .
لن استدعي مشكلات حياتي كلها كجبل امامي . بل انجز عمل اليوم اليوم وان استطعت اقوم باداء ما هو مطلوب مني غداً لاشعر بالراحه والثقة في النفس .
اليوم فقط .... سيكون لي برنامج ... سأسجل لكل ساعة ما أتوقع عمله فيها ... لكنني لن أطبقه بحذافيره ... بل سأحتفظ به ... لأنه سيعالج عندي التسرع اوالتردد. والاهمال او التأجيل
اليوم.... سأعطي نفسي نصف ساعة مع الهدوء والاسترخاء ... خلالها سأفكر في الله ، كي أُدخل في حياتي تأملاً ولو بسيطاً.
- اليوم... لن أخاف خصوصاً من أن أكون سعيداً ... كي أستمتع بما هو جميل.... وبأن أحب ... أن أفكر في أولئك الذين احبهم ويحبونني.
اليوم سابدء يومي بالصلاة واستلهم من الرب القوة والمعونة والأرشاد وسارفع قلبي بصلاة قصيرة كل ساعة لاقدس يومي بالصلاة واحاسب نفس اخر اليوم علي ما قصرت فية وعلي خطاياي واتوب عنها واطلب من الرب المغفرة وان يهبني غداً افضل .
الآنجيل دعوة للكمال الأنساني
كل المؤمنين الذي ساروا في طريق الرب واتبعوا وصايا الآنجيل نجحوا في حياتهم وعاشوا سعداء بوعود الله الأمينة وكل الذي اختبروا الحياة مع الله ذاقوا ونظروا ما أطيب الرب " طيب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه" (مرا 3 : 25) شار اخنوخ مع الله ولم يوجد لان الله نقلهٌ وسار ابراهيم ابو الاباء مع الرب فباركة الله وجعلة اباً لأمم كثير وسار الانبا انطونيوس وراء دعوة الرب في اية واحدة فاصبح مطوباً واباُ لكل الرهبان والهنا اختار الاباء الرسل من عامة الشعب لكن لانهم اطاعوا الرب ملأهم من كل حكمة وفهم ومعرفة وصاروا قادة الأيمان واغنوا الكثيرين بالأيمان وصنعوا المعجزات . وتتلخص الوصايا الانجيلة في " تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك و من كل قدرتك هذه هي الوصية الاولى. و ثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك ليس وصية اخرى اعظم من هاتين" مر30:12-31.
ولما كان الآنجيل هو كلمة الله الحية التي تقدس حياتنا فعلينا ان ندرسها ونفهمها ونعيشها وهي قادرة علي اسعادنا وبناء حياتنا علي اسس سليمة تمنحنا النصرة والفرح والكمال وتحلق بنا في سماء المجد.
ربي والهي
انت سعادتي اليك ارفع صلاتي فاليك يأتي كل بشر،
وبك الحب يذيد والرجاء والصلاح والخير ينتشر،
انت خلقتني انسانا كمحب البشر الصالح ،
ومنحتني سلطاناً علي الطبيعة وعلي كل ذي جسد.
فهبني القدرة لادبرحياتي بحكمتك ومعرفتك ،
وهبني الامل والرجاء في يومي هذا ،
وامنحني القدرة لاعمل ما يرضيي صلاحك .
وانمو في معرفتك ومحبتك ،
انت مصدر سعادتي وانت كنزي الابدي ،
بك أطير فرحاً واحلق في النور،
فاستنير وبنورك اكون ابناً للنور ،
ويحل ملكوت السموات داخلي ،
نعم يحل الحب والفرح والسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق