للأب افرايم الأورشليمي
الطموح والعمل بنشاط..
منح الله الإنسان طاقات وقدرات خلاقة ، نستطيع بها أن نشق طرقنا ونحقق النجاح والإبداع في حياتنا العملية فهل تريد أن تحقق النجاح وسط صعوبات الحياة ، وتبنى مستقبل مشرق ، هل تريد أن تكون إيجابياً وعطاء ليكن لك هدف طموح تسعى إليه.
العمل المتواصل :
العمل بهمة ونشاط واستقامة روحياً أو اجتماعياً أو دراسياً هو الذى يحقق النجاح أما الكسل أو التراخى في مسئولياتنا الروحية والاجتماعية والدراسية فإنه لن يحقق أهدافك الطموحة ، والاهتمام الشكلى أو المظهرى لأرضنا الناس في العمل دون الله لن يساعدك على التفوق.
العمل بما يرضى الله :
يجعلك مثمراً "رأس الحكمة مخافة الله" ومخافتك لك وأمانتك له تجعلك متفوقاً فقد كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً ، ومخافتنا لله وأمانتنا تجعله يشترك في العمل معنا ويملائنا بالحيوية والنشاط ، أما العمل من أجل الناس فقط فيحول العمل إلى شئ بارد مملوء بالنفاق والتملق.
عطاء رغم المعوقات :
أن المعوقات والصعوبات مدرسة للصلابة والتحدى والنجاح نتغلب على صعوبات الحياة بالإيمان والاتكال على الله والعمل الجاد "أستطيع كل شئ في المسيح الذى يقوينى" النملة الجادة والنحلة النشيطة يعملان بلا توقف وعندما يأتى الشتاء وموسم الجمع ينتهى نجد أننا غير ناقصين شئ لنعمل ما دام نهار شبابنا في أيدينا.
مجالات للعطاء :
العطاء في الدراسة والعمل : نحن نعطى بإخلاص في دراستنا ووظيفتنا أو عملنا وهواياتنا وسيرنا فإن ذلك يضمن أن نكون أشخاص ناجحين ، الأمانة في كل شئ والالتزام ، والاستجابة لإرشاد روح الله يجعلنا ننجح في "كل ما نصنعه"
(مز 1 : 3). هكذا يتميز المسيحى بأخلاقه وعطائه وأمانته ومن ثم نجاحه.
العطاء في الروحيات : نحن كأبناء لله نتميز بالإيجابية والفكر المقدس الطاهر "كل ما هو حق ، كل ما هو جليل ، كل ما هو عادل ، كل ما هو طاهر ، كل ما هو مسر ، كل ما حسن ، إن كان فضيلة وإن كان مدح ففى هذا افتكروا" (فى 4 : 8).
نسلك في النور سلوكاً حسناً وأى خدمة نعملها فإنها مقدمة لله "بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى الأصاغر فى فعلتم" (مت 25 : 4) ، فلا نكل في عمل العطاء عالمين أن الله لا ينسى تعب المحبة "فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته أن كنا لا نكل فإذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولاسيما أهل الإيمان" (غل 6 : 9).
نقدم ما يحتاجه الآخرين حتى دون أن يطلبوا ، محتملين الآخرين في محبة لا نرض أنفسنا بل قريبنا لأجل البنيان ونزوع السلام وننشره بين الناس وإذ نصلى باكر النهار نضع هذه الآيات أمامنا مرشداً طول اليوم وهى من مقدمة صلاة باكر في الأجبيه "اسلكوا كما يحق للدعوة التى دعيتم إليها ، بكل تواضع القلب وبطول الأناة ، محتملين بعضكم بعضاً في المحبة ، مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط الصلح الكامل ، لكى تكونوا جسداً واحداً وروح واحداً كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد"
(افسس 4 : 1-4).
العطاء في الحياة : العطاء هنا يشمل المحبة والبذل والتضحية ، فالأبناء يطيعون والديهم والآباء يبذلوا ويضحوا لراحة الأبناء "أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق ، أكرم أباك وأمك التى هى أول وصية بوعد ، لكى يكون لك خير وتكونوا طوال الأعمال على الأرض ، وانتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب" (افسس 6 : 1-4).
العطاء يشمل محبة الزوج لزوجته وإخلاصه لها وتحمله لمسئولية إسعادها والتسامح والترفع عن الصغائر في علاقته بها ، وطاعة الزوجة ومحبتها وعملها على إسعاد زوجتها وهذا يتطلب أن نكون رحومين مراعيين مشاعر الواحد للآخر "فإن كان عضواً واحداً (في الأسرة) يتألم فجميع الأعضاء تتألم معه ، وإن كان عضواً واحد يكرم فجميع الأعضاء تفرح معه" (1كو 12 : 26).
مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ سعيداً هو الإنسان المعطاء في حياته وعلاقاته وأخيراً في ملكوت الله.
ما أجمل أن نحتفظ بروح الشركة والمحبة والتضامن بيننا ونحياها في تعاملتنا ليحل الروح القدس داخلنا ويجعلنا صالحين للملكوت نامين في كل بر ، سعداء في حياتنا ، نحمل ثمار الروح في علاقتنا بالله والآخرين ونحيا حياة السلام الداخلى والفرح والمحبة.
الله يعلمنا أننا نحن الكثيرين جسداً واحد في المسيح وأعضاء بعضنا لبعض. (رو 13 : 25).
وبهذا التضامن ينال كل عضو فائدة المواهب والخدمات التى يقوم بها باقى الأعضاء ، فيشعر الواحد بما يشعر به الكل ويشعر الكل بما يشعر به الواحد ، فرحاً مع الفرحين وبكاءاً مع الباكين ونعمل جميعاً للخير العام والخاص "إن تألم عضو فجميع الأعضاء تتألم معه وإن كان عضواً واحداً يكرم فجميع الأعضاء تفرح معه"
(1كو 12 : 36).
إن كان لنا الروح الواحد والإيمان الواحد والقلب والواحد نكون حقاً تلاميذ للسيد المسيح ومتى وجدت المحبة وجد الله في ومع الجماعة وأنتهى الخصام وأنعدم الحسد وبطل الأذى وزالت الكبرياء.
هل تحسد رجل الإنسان عينه وهل تغير اليد من القلب ، وهل تجرح الأذن الفم ، وهل تتمنى البطن القتل للرأس! إن الأعضاء تسعى لغاية واحدة وهى استمرارية الحياة بنجاح ، فهل نسعى هكذا كأعضاء حية في الكنيسة.
أننا نصلى ليمنحنا الله أن نكون متحدين جميعاً بشركة واحدة مقدسة طاهرة وبإحساسات نقية مع كل عضو نفرح مع الفرحين ونحزن مع الحزانى ، نحتمل ضعف الضعفاء ونحمل أثقال بعض ، ونأخذ بأيدى بعضنا في طريق الحياة وبهذا تبنى الأسر ، ويسعد البشر ، ويسر الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق