22‏/06‏/2009


عمليـة جراحيـة لشـاب


قال لي صديقي.. لقد أجريت لي عملية جراحية خطيرة .. زرع قلب.


قلت له .. نشكر الله على سلامتك هل كان قلبك مصاباً ؟


قال لى .. كان مصاباً بالخداع ، مولعاً بالغش والتظاهر والرياء ، فظللت أتجمل أمام


الناس ، وأصلح من صورتى ومظهرى وأخفى حقيقة ذاتى ، كنت أرسم الجمال على وجهى وأحتفظ بالقبح في داخلى.


قلت .. كيف انتبهت إلى هذه الحقيقة ؟


قال .. عرفت ذلك من مهنتى ، فأنا مصور ، أضع الرتوش على الصور ، أجمل عملائى ، وأتغلب على عيوبهم.


قلت له .. حسناً تفعل ؟


قال .. لكن الصورة التى أصنعها كاذبة وخادعة فأنا أصنع من الشيخ الذى قطبت جبينه وامتلأت بالتجاعيد جمالاً


يبدو به كفتى الشاشة ، وأجمل المرآة التى كساء وجهها الحزن والشقاء لتبدو عروس.


قلت لصديقى .. أنك تصلح ما أفسده الدهر.


قال لى .. كلا أنى لا أصلح إلا الصورة فقط وأترك الأصل كما هو .. تماماً مثلما كنت أفعل أظهر التقوى والصلاح .. أصلى وأصوم وعقلى غارق في الأطماع والشهوات حتى أدركت ما أنا فيه من رياء.

وغير الله قلبى بسكين نعمته .. فلم أعد في حاجة إلى الرياء والخداع .. وأعطانى الله جمالاً أفضل .. أعطانى قلباً طاهراً .. فشكرت الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق