للأب أفرايم الأورشليمي
المحبة .. هى قمة الفضائل المسيحية وتاج الأخلاق وأعظم الوصايا "تحب الرب ألهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه الوصية الأولى والعظمى والثانية مثلها تحب قريبك كنفسك" (مت 22 : 37-39).
كثيرين يدعون إنهم يحبون الله والناس وذلك مجرد ألفاظ تخرج من ألسنتهم وليس مشاعر في قلوبهم ومعاملاتهم – يقولون أنهم يحبون الله ، بينما يكسرون وصاياه كل يوم ، من أجل ذلك يذكرنا القديس يوحنا الحبيب "يا أولادى ، لا نحب بالكلام ولا باللسان ، بل بالعمل والحق" (1 يو 3 : 18).
المحبة العملية .. هى التى يريدها منا الله في تعاملنا معه ومع الآخرين .. نحب الله ونفتدى لمحبته الباذلة ، المحبة العملية هى التى تبذل وهى التى جعلت الله يرعانا ويغفر لنا خطايانا ويبذل ذاته فداء عنا "ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا" (رو 5 : 8).
المحبة العملية .. هى التى فيها نفتدى فيها بالمسيح ونعطى من وقتنا وجهدنا ومالنا وكل شئ نقدمه هو تقدمه حب لله ولأخوتنا وكمال المحبة هو بذل الذات الأمر الذى نراه في أبائنا الشهداء الذين قدموا حياتهم وفي طريقهم أيضاً سار الرهبان القديسين ، المتبتلين والخدام في كل حقل من أجل الله وامتداد ملكوته وإعلان محبته في كل جيل.
عندما .. تدخل محبه الله في القلب تطرد منه محبه العالم وشهواته ، وكلما تزداد محبه الله في القلب تتناقص محبه أمور العالم الزائلة بشهواته ويبقى الله عيلاء القلب نوراً وحباً وعطاءاً ، المحبة تجعلنا نبذل كل شئ ونعتبره رخيصاً في سبيل ومن أجل من نحب كشعور الأم مع رضيعها ، هى تعطيه كل ما تستطيع "وتسهر لينام وهى تجد سعادتها في ذلك العطاء".
من أجل ذلك ضرب لنا السيد مثل لمحبته على محبه الأم لطفلها "هل تنسى المرآة رضيعها فلا ترحم أبن بطنها ، حتى هؤلاء ينسين وأنا لا أنساك هوذا على كفى نتشتك" (اش 49 : 15،6).
من أجل ذلك .. نقدم محبتنا العملية ونتعب عالمين "أن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التى أظهرتموها نحو أسمه" (عب 6 : 10).
فلا نكتفى مثلاً بمجرد الأشفاق على المحتاجين وأنما نعطيهم حتى من ضرورياتنا ، يحكى عن القديس سرابيون أنه باع الإنجيل الذى له وأعطى ثمنه لفقير .. ورأى آخر محتاج فأعطاه ثوبه وعاد إلى مكانه بلا ثوب أو إنجيل وعندما سأله تلميذه على الإنجيل أجابه "لقد كان يقول لى بع كل مالك وأعطه للفقراء" (مت 19 : 21) ، وها أنا عملت بالوصية فليكن لنا الإيمان العامل بالمحبة ، لنرضى الله ونحيا سعداء هنا وفي السماء.
ربى وحبيبى .....
لقد قدمت لى ذاتك حباً بى .. جئت إلى أرضنا ، وصرت مثلنا ، وحبك أريتنا ، على الصليب ، قمت وأقمتنا وبروحك القدس هيديتنا ، أرشدتنا علمتنا نريد أن نعطيك قلوبنا ونحب أخوتنا كنفوسنا أنت فرودس حياتنا لك كل الشكر ألهنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق