27‏/06‏/2009

الصبر وطول الأناة



للأب افرايم الأورشليمي


عزيزى .. الله يطيل أناته ويصبر على أخطائك فهل تطيل أناتك وتصبر على أخطاء الآخرين أليك لقد حول الله بطول أناته خطاه


إلى أبرار ومن أجل طول أناته لم يهلك البشر ولم يفن العالم بكثرة شره بل أرتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا وفتح


ذراعية قائلاً "تعالوا إلى يا جميع المتعبين وثقيلى الأحمال وأنا أريحكم" لقد قاد الله بصبرة وطول أناته كثيرين إلى التوبة ومن


أجل طول أناته يشرق شمسه على الأبرار والأشرار.


لا تفقد وداعتك :


عندما تواجه آخرين فيتصرفوا معك بدون لياقة وبعدم احترام فأضبط نفسك ولا تفقد رجاءك فيهم ، بل بطول أناتك أكسبهم


وأعلم أن رابح النفوس حكيم ، والمثل يقول "أن قطرات من العسل تصطاد من الذباب أكثر مما يصطاده برميل من العلقم" فليكن


لك الروح الوديع وسعه الصدر ولا تبترم.


عندما كان داود النبى مطارداً من أمام أبنه أبشالوم أخذ أحد العامة يسبه وهو يلقى عليه بالأحجار فقال قائد جيش داود له دعنى

أقتله فأبى داود قائلاً لا دعه لينظر الله إلى أتضاع عبده. ومن أجل تواضع داود رده الله إلى مملكته وأهلك أعدائه. وأنت أعلم أن الله يقاتل عنك وأنت صامت فلا تقابل الأخطاء بالأخطاء.

أحتمل الافتراءات ولا تنتقم لنفسك والتمس الأعذار للناس كضعف بشرى يحتاج إلى العلاج والوقوف مع من يسئ إليك في خندق المحبة والتأنى والترفق به ولا تفقد الأمل في الإصلاح وسيأتى اليوم وستجنى ثمر الصلاح.

طول الأناة والصبر :

هى أساس الصداقات الناجحة والدرع الواقى لمنع الخصومات ولذلك قال سليمان الحكيم "الرجل الغضوب يهيج الحقد ، وبطء الغضب يسكن الخصام" (1م 5 : 19). فإن أردت أن تحيا سعيداً وتعمر مديداً لا تغضب وكن صبوراً لكى لا تحطم سعادتك بيديك فالإنسان الهادئ يجلب السعادة لنفسه ولمن حوله ولمن يتعاملوا معه ويكون قوياً يستطيع أن يتعلم ويعطى من نفسه قدوة تبنى الآخرين.

وثق صديقى أن مالك نفسه خير من مالك مدينه وضع أمامك أن طول الأناة والصبر صفات الله التى يجب أن نتعلمها.

أبونا إبراهيم وعابد الأصنام

جاء في التلمود اليهودى أن أب الآباء إبراهيم أقدم إليه ضيفاً شيخاً.

رحب أبينا إبراهيم بالضيف ونحر له عجلاً وأطعمة الخبز بالسمين .وفي آخر اليوم أراد أن يستضيفه عندة للمبيت ، فالسفر في الغابات خطر ويعرض الضيف للذئاب .. وقبل الشيخ ذو الستين ربيعاً وعندما طلب أبينا إبراهيم من الضيف أن يصليا أخرج الضيف وثناً من جيبه وأخذ يصلى إليه ويسجد !! هنا قال له أبينا إبراهيم إن هذا خطأ لأن هناك الله خالق السماء والأرض له نسجد ونصلى هنا لم يقبل الضيف نصيحة رجل الإيمان وأستمر في صلاته وإذ بأبينا إبراهيم يحتد عليه ويطرد الشيخ من عنده لأنه عابد وثن وفي ذات الليلة كلم الله أبينا إبراهيم معاتباً قائلاً "يا إبراهيم ستون سنه وأنا محتمل الرجل صابراً عليه .. أما قدرت أن تصبر عليه ليلة واحدة".

أن الحب يصنع المعجزات والاحتمال يقيم الأموات والغضب لا يصنع بر الله.

ولو صبر أبينا إبراهيم على الرجل وقدم له حباً لربما تغير الرجل وعبد الرب أله إبراهيم من أجل محبة إبراهيم وكرم ضيافته وحسن استقباله.

هنا واذكر ما ورد في بستان الرهبان عن الأنبا مقاريوس وتلميذه عندما قابلهم كاهن وثن في إحدى المرات وكان التلميذ يتقدم معلمة في الطريق عندما قابل كاهن الوثن فلعنه بأوثانه وهنا أمسك كاهن الوثن التلميذ وضربه وتركه، وعندما قابل كاهن الوثن القديس ابو مقار قال له القديس تصحبك الشدة يارجل النشاط وكلمة كلام طيب تغير كاهن الوثن من معاملة القديس مقاريوس وامن بالمسيح علي يد القديس مقاريوس فلنطل أناتنا علي الآخرين وليكن لنا صبر علي اخوتنا وطوبي للرحماء فانهم يرحمون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق