30‏/06‏/2009

الغفران




للأب افرايم الأورشليمي

وضعت أمامى .. صورة للسيد المسيح كتبت أسفلها "عندما أغفر .. أنسى" فهل جربت التمتع بغفران الله لك ، وهل وثقت إن هذا الغفران يخلقك من جديد إنساناً جديداً ؟ ، يتمتع بالصفح ، لا بل بالسلام والفرح.

أعطانا مثالاً .. لقد أعطى السيد المسيح له المجد مثالاً وقدوه في حياته ومع القديسين والخطاة التائبين عبر القرون وعلمنا أن نصلى قائلين "أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا" أى نطلب الغفران بنفس الطريقة التى نغفر بها نحن للآخرين ، هذا الغفران للآخرين مارسه السيد بذاته في أشد لحظات حياته ظلماً "على الصليب" إذ قبل أن يموت من أجل خطايانا ، وغفر لصالبيه وعلى هذا المثال سار أباؤنا القديسين ، لقد كانت الأحجار تتهاوى على القديس استفانوس أول شهداء المسيحية لتقضى عليه وكان هو يصلى "يارب لا تقم لهم هذه خطية" (اع 7 : 60).

الله .. يأمرنا بالغفران سواء في العهد القديم أو الجديد ولا يمكن أن يأمر الله بشئ ليس بوسعنا عملة وقد يسهل علينا أن نغفر للآخرين عندما نتأمل غفران الله لنا ونحيا هذه النعمة ونحس إن الله لا يغفر فقط بل يفرح أن يغفر للراجعين إليه ولا يعاقبهم كما قال عن الابن الضال "ينبغى أن نفرح ونسر لأن أبنى هذا كان ميتاً فعاش ، وكان ضالاً فوجد" (لو 15 : 32). وهكذا لما وجد الراعى الخروف الضال "حمله على منكبية فرحاً ..

لكن من يتمتع بالغفران ؟

إنه الإنسان الذى يشعر بخطئه ويتوب عن خطيته فلو لم يرجع الابن الضال إلى نفسه ويشعر بأبية ومحبته وبأنه قد ضل الطريق ويرجع للأحضان الأبوية لما تمتع بالغفران والبنوة من جديد ، فالسماء بملائكتها تفرح بخاطئ واحد يتوب (لو 15 : 10) ، هذه المغفرة هى التى تمتع بها داود عندما سأله الرحمة ليغسله فيبيض أكثر من الثلج ، فأرجو أن تختبر غفران الله لك وتفرح به حتى تستطيع أن تغفر في صفح ونسيان لأخطاء الآخرين إليك.

الغفران والنسيان :

أن تغفر لأحد يسئ إليك أو يتعمد ذلك فأنت تسير على درب سيدك وأن تغفر معناه أن تصفح وتسامح وتنسى الإساءة التى لحقت بك ولا تعد تتألم بسبب الإساءة .. بل تطرحها في مجد النسيان فعندما تظن أن أحداً أساء إليك ، افحص ذاتك فقد يكون هناك ضعف داخلك يجب علاجه ، أو لأن الله ينقيك لئلا ترتفع ..

أو قد يكون ذلك من حسد الأشرار والشياطين لك أو يكون بمثابة أكاليل تعد لك.

في كل ذلك أطلب من الله أن يعطيك قلباً محباً يفهم ضعفات الآخرين ويبرر أخطائهم ويحتملهم حينئذ فكون بنى العلى .. ونتمتع بغفرانه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق