(روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق و للعمى بالبصر و أرسل المنسحقين في الحرية) (لو 4 : 18)
1- مفهوم الحرية المسيحية وسماتها....
الحرية تعني السلوك الواعي النابع من كياني الإنساني المتكامل (وليس عن جزء كالعواطف أو الغريزة أو الحاجة للمال مثلا ) بعيدا عن الضغوط الخارجية والذي فيه يكون لنا القدرة علي الاختيار السليم والتنفيذ الواعي.
الحرية تعني التحرر الداخلي من العبودية مثل عبودية الخطية أو عبودية الذات أو العبودية للخوف فاثبتوا إذا في الحرية التي قد حررنا المسيح بها و لا ترتبكوا أيضا بنير عبودية (غلاطية 5 : 1)
الحرية في مفهومها السياسي والاجتماعي تركز علي الديمقراطية والمساواة والوقوف ضد الظلم والحرمان و العنصرية وان كانت المسيحية تدعو إلي ذلك لكن في المسيحية الإنسان خلق حرا علي صورة الله ومثاله نجد إن ذلك يعني حرية الاختيار وحرية الفعل. الحرية من ثمار قيامة المسيح القائم ومن ثمر الروح القدس داخل الإنسان( فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا) (يوحنا 8 : 36) بقيامة المسيح وهبنا الحرية من عبودية الخطيئة والموت والخوف .إعطانا الرب القائم إن نختار بين الخطأ والصواب ووهبنا القوة لتنفيذ اختيارنا بسهولة بنعمة الروح القدس العاملة فينا .
سمات الحرية المسيحية .....
أ-حرية مسئولة. (هكذا تكلموا و هكذا افعلوا كعتيدين إن تحاكموا بناموس الحرية )(يعقوب 2: 12).(كأحرار و ليس كالذين الحرية عندهم سترة للشر بل كعبيد الله )(1بطرس 2: 16
ب-حرية للبناء تناسب وتتوافق مع مسيحيتي ولا يستعبدني فيها شي (و اما الرب فهو الروح و حيث روح الرب هناك حرية) (2كورنثوس 3 : 17).
ج-تطلب وتهتم بما هو يبني أخوتي (فأنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة غير انه لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضا) (غلاطية 5: 13).
2- النضج اللازم للحرية ....... |
أ- النضج النفسي: |
ويقصد به استقرار النزعات الغريزية في الإنسان، وهى نزعات متناقضة كالحب والكراهية، تأكيد الذات والتبعية.. هذه النزعات تحتاج إلى سلطة ضابطة، ومن محصلة هذه النزعات مع السلطة الضابطة تبدأ الشخصية في النمو وتتجه إلى الاستقلال، ويصير الإنسان كائناً يمسك بيده زمام أموره، ولا يتجاهل طاقاته الغريزية بل يوجهها وفق خيره وخير الآخرين. |
ب- النضج الاجتماعي والتربوي: |
التربية والمحيط الاجتماعي قد يساعدان الإنسان على النمو، وبالتالي على بلوغ النضج واكتساب الحرية، ومن ناحية أخرى قد يعطلانه ويجعلان منه ذاتاً هزيلة تتحكم فيها غرائزها، فإما أن تنحرف أو تكون شخصية منقادة تابعة، مستبدلة عبودية النزوات بعبودية الضغوط الاجتماعية، وغالباً ما تتأرجح بين العبودية وفقاً للأحوال والظروف في ضياع ومتاهات مؤلمة.
|
ج- النضج الروحي: |
"من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (لو 34:8).
|
3- معطلات الحرية: |
إن كنا قد ذكرنا المعنى الحقيقي للحرية يسهل علينا حينئذ أن نكتشف المعطلات التي تعطل حريتنا فى المسيح.
لكن يعطل حريتنا أيضاً مخاوفنا الصغيرة، من أمور كثيرة في هذا العالم، سواء الخوف من المجهول، أو من الظروف الخارجية، أو من الموت "الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً حياتهم تحت
|
بقى أن إنكار الذات هي الفضيلة، لذلك فأهم القيود التي تعطل الحرية الداخلية هي: |
· عبودية الخطية.. |
"كنتم عبيداً" للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها، وإذ أعتقتم من الخطية صرتم عبيداً "للبر". |
· عبودية الذات... |
الحرية الحقيقية هي تحرر الإنسان من نرجسية ذاته، إلى الاهتمام بالرب يسوع وحفظ وصاياه، ومحبة الآخرين. |
· عبودية الخوف... |
"إذاً يا أحبائي لم نأخذ روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذنا روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الأب.. الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله" (رو 15:8،16). |
|
|
4- كيف نمارس حريتنا الحقيقية ؟ |
من خلال اتحادنا بالمسيح في شركة الأسرار الإلهية.
|
5- هل التدين يقيد حرية الإنسان ؟! |
الله يحترم حرية الإنسان لأنه يحبه، والمحبة الحقة تحترم حرية المحبوب، والحب لا يفرض فرضاً وإلا لم يعد حباً بل عبودية، والله لم يرد عبيداً بل أبناء، وهو يريدنا أحراراً نتمتع بالشركة معه، وهذا
|
اكثر من رائع
ردحذف