فقال لهم الملاك: لا تخافوا! فها أنا أُبشركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب: أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلصٌ هو المسيح الرب ( لو 2: 10 ، 11)
يظن بعض الناس أنهم سيأتون للرب عندما يملُّون هذا العالم ويزهدون فيه. ولكن أ ليس أمرًا أفضل وأعظم أثرًا أن ترى إنسانًا يملك ملذات العالم وله أعماله الخاصة، ثم يسمع الأخبار السارة (الإنجيل)، فيتحول اتجاهه ويترك ما في يده ليهيء مكانًا للمخلِّص. ثم يأخذ في اتّباع السيد وفي خدمته؟هكذا كان الحال مع الرُعاة الذين نقرأ عنهم في هذا المشهد الليلي هنا. لقد كانوا يحرسون رعيتهم من الذئاب ومن اللصوص «وإذا ملاك الرب وقف بهم، ومجد الرب أضاء حولهم، فخافوا خوفًا عظيمًا». الخوف هو غالبًا، الأثر الذي يحدث عندما يبدأ الله في التعامل مع الإنسان.
تُسرع الملائكة ليزفوا الأخبار السارة لأولئك الرعاة في سكون ذلك الليل الذي أضاء بنور سماوي. ويا له من مجد ظهر على سهول بيت لحم في تلك الليلة! لا غرابة إذًا إن كان أولئك الرعاة قد ارتاعوا. إنه لأمر جميل أن يرتاع الإنسان عندما يستيقظ ضميره ويدرك حالته التَعِسة كخاطئ. ومن علامات الشخص غير التائب، أن خوف الله ليس قدام عينيه. ولكن عندما تبدأ النفس تشعر أن الله يتحدث معها، يبدأ هذا الخوف المقدس.
ولكن ماذا يقول الملاك للرعاة؟ «لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرحٍ عظيم يكون لجميع الشعب». ها هي الأخبار السارة تُعلن لأول مرة على سهول بيت لحم، وأنه لأمر كفيل بأن يُوجد الفرح العظيم. انظر إلى السامرة عندما بشّر فيلبس هناك بالإنجيل «فكان فرحٌ عظيمٌ في تلك المدينة» ( أع 8: 8 ). قد يكون التأثير الأول عندما يصل الإنجيل إلى القلب، أن يشعر الإنسان ببؤسه ويفكر في خطاياه، ومن هنا ينبع الخوف المقدس، ولكن ماذا بعد ذلك؟ يُبعد الإنجيل الخوف، ومحبة الله الكاملة «تطرح الخوف إلى خارج» ( 1يو 4: 18 ). ولذلك يقول الملاك للرعاة: «لا تخافوا! ... أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مُخلصٌ هو المسيح الرب». لقد ولد المخلِّص، وهو الآن حي في السماء يخلِّص جميع الذين يأتون إليه.
لنتهلل اذاً مع الملائكة المسبحين الله الذي أفتقدنا من العلي ، ونفرح مع الرعاة الساهرين ونسرع الي بيت لحم لنري تواضع القدوس الذي ولد في مذود البقر ليرفعنا لنكون ابناء الله ونقدم هدايانا مع المجوس .قلوبنا وصلواتنا وصبرنا علي التجارب ..لنسلك بتواضع ومحبة من أجل الذي تواضع ليرفعنا وجاع ليشبعنا وعطش ليروينا وصعد علي الصليب عريانا ليكسونا بثوب برة ..
لنذهب الي بيت لحم (بيت الخبز)لنجد الرب يقدم لنا ذاتة خبز الحياة لنتناول منه ولا نموت بل نحيا الي الابد ولنفرح ببشري الخلاص مع الرعاة من أجل الذي جاء ليخلصنا من الموت والشيطان والخطية والعبودية للمادة والشهوة . ونفرح فرحاً روحيا بالاعياد المقدسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق