طالب الأنبا موسى، الأسقف العام للشباب بالكنيسة القبطية، الدولة باتخاذ «حلول جذرية لهذا الاحتقان المرفوض، من خلال تفعيل توصيات لجنة التقصى البرلمانية برئاسة الدكتور العطيفى والتى وضعها قبل ثلاثة عقود إبان أحداث الزاوية الحمراء، كذلك عودة لجان النصح والإرشاد، وتنقية المناهج التعليمية من كل ما يثير الفرقة، مع ضرورة تعميق أواصر المواطنة على المستوى الشعبى، وإدانة العنف بكل صوره، والمساجلات الدينية على الفضائيات كمفاتيح جوهرية للوحدة الوطنية الصادقة».
وقال إن نقل مصابى نجع حمادى إلى مستشفى يملكه أطباء أقباط فى الإسكندرية، جاء بسبب خطورة حالة المصابين، حيث احتاج أحدهم لجراحة لإزالة طلقة رصاص بجوار القلب، نافيا أن خلافا بين البابا وأسقف نجع حمادى كان وراء القرار كما تردد فى الأوساط الكنسية.
وتعليقا على إدانة التيار العلمانى لتخاذل الدولة عن علاج المصابين فى مستشفيات الدولة وقيام الكنيسة بهذه المهمة، قال إن «المستشفيات التى تملكها الكنيسة أو الأقباط مفتوحة لكل الناس مسيحيين ومسلمين، والأهم أن من أجرى عمليتين جراحيتين للمصابين، كانا طبيبان مسلمان رفضا تلقى أى مقابل للعمليتين على الرغم من تكلفتهما الضخمة».
وأضاف «لقد قابلت أحد الطبيبين وهو أستاذ جراحة قلب بأوروبا وقال لى إنه تم استدعائه للمستشفى بشكل عاجل لإجراء العملية ولما عرف أن المريض أصيب فى حادث نجع حمادى أصر على عدم تلقى أى أجر عن هذه الجراحة، معتبرا أن المصاب ابنا لمصر أصيب بسبب أزمة يمر بها الوطن (الطائفية)، وعلينا أن نتضامن لمواجهتها».
وحول دور الدولة فى علاج المصابين قال «وزارة الصحة استقبلت المرضى فى المستشفى الاقتصادى بسوهاج، لكن العمليات التى كان مطلوب إجراؤها كانت تحتاج لتخصصات معقدة، لذلك جاء قرار نقلهم للإسكندرية، فى مستشفى نعرف أنه مجهز بشكل لائق».
وأشار إلى أن الكنيسة تعمل الآن على إعداد مطبوعات تحض الشباب القبطى على تعميق روح الحب والتآخى بعيدا عن أفكار الكراهية التى تنافى تعاليم المسيحية.
وأضاف «قبل زيارة الأساقفة للإسكندرية توجهنا إلى نجع حمادى وهناك وجدنا وفدا من القرى المجاورة، وقد جاءوا لتعزية الأسقف وأقباط نجع حمادى، بمشاعر صادقة وحقيقية. وقد تحدثوا معنا عن علاقات المحبة التى يعيشونها مع إخوتهم الأقباط فى قراهم ومزارعهم، وذكروا أن بعضا من المتطرفين فكروا فى الاعتداء على الكنيسة، وكان رد كبار المسلمين هناك: إذا فعلتم ذلك، فأنتم تعادوننا نحن وليس الأقباط فقط ففهموا المقصود، وتراجعوا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق