14‏/01‏/2010

أشعر أني قتلت وأنا الذي صوب الرصاص علي

قداسة البابا شنودة الثالث..
عظة قداسة البابا يوم الأربعاء 13/1/2010



.. " أشعر بكم كأنكم أنا، أنا الذي قتلت و أنا الذي صوب الرصاص على"



أقرأ الأحداث وكأنني أنا الذي أصبت واُطلق الرصاص عليَّ.
* أنتم في قلبي أحس إحساسكم وأشعر بكم.
* صوت دم هؤلاء الشهداء صعد إلى السماء ولابد أن الله سيعمل عملاً من أجلهم.
* مدينة نجع حمادي دخلت التاريخ وأصبحت مدينة الشهداء.
* نحيي أسرة المجند ونطلب لهم العزاء.
* اطمئنوا.... الله سوف لا يترككم ولن ينسى دماء شهدائه والمصابين.
* طلبنا من المسئولين سرعة التحقيق والحُكم على الجناة لأن الجو متوتر والقلوب تتقد نار.


بدأ قداسة البابا شنوده الثالث عظة أمس الأربعاء من مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بتوجيه رسالة إلى أبنائه من مدينة نجع حمادي الذين احتشدوا داخل مقر الكاتدرائية في مظاهرات ينددون فيها ببشاعة ما حدث لذويهم ليلة عيد الميلاد.

ووجّه إليهم تعازيه فيما أصابهم، بادءًا حديثه بأن مدينة نجع حمادي قد دخلت التاريخ وأصبحت مدينة الشهداء، ولا شك إن أبنائنا الأحباء الذين قُتلوا في ذلك الحادث يمكن اعتبارهم شهداء لاسم المسيح بالحقيقة، إذ إنهم كانوا في حالة استعداد روحي.
مستكملاً أن الله لا يمكن أن ينسى دمائهم البارة التي سُفكت دون ذنب اقترفوه، فقديمًا حينما قتل قايين أخوه هابيل قال له الرب (صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض) واليوم قد صعد صوت دمائهم الصارخة إلى الله ولابد أنه سيعمل عملاً من أجلهم.
وطلب الشفاء للمصابين الذين لا تتعدى أعمارهم الواحد والعشرين، مؤكدًا أن يد الرب ستتدخل لمنحهم الشفاء والصحة والقوة.

وفي ذات السياق أكد للأهالي: أن رجال الدولة الذين قابلهم مهتمين بهم وبالحدث وبأنهم في قلوب الجميع داخل مصر وخارجها، مضيفًا: وفوق كل هذا الله مهتم بكم وسمع أصواتكم وقد أخذ منها موقفًا فهو الذي يحكم للضعفاء والمظلومين، واللي ميقدرش عليه البشر يقدر عليه ربنا.
مستشهدًا ببعض الأمثلة من الكتاب المقدس عن موسى وفرعون وكسف عن الرب كان مع موسى ولم يتركه، وعندما تعب داوود من مطاردات شاول له وكذا لم يتركه الله. مؤكدًا: فأنتم أيضًا اطمئنوا... الله سوف لا يترككم ولن ينسى دماء شهدائه.
وأكد على كونه طالب المسئولين بسرعة التحقيقات وأن يأخذ القضاء موقفه من الجناة لأن الوضع متأزم والقلوب محترقة.
مشيرًا إلى أنه من حقوق الإنسان وأولها الحق في الحياة والمعيشة الآمنة، والله قال في سفر التكوين (سافك دم الإنسان بيد الإنسان يُسفك دمه) وهكذا أعطى للقضاة الحق بحُكم الإعدام على قاتلي النفس.

مختتمًا العظة بقوله: إن عبادة الله حسبما يؤمن الفرد هي حق من حقوق الإنسان، وأن الحق له أكثر من معنى وهو اسم الله في المسيحية والإسلام أيضًا ولذا نرجو أن يأخذ العدل مجراه وأن يُجرىَ الحق. مضيفًا: وأقدّم العزاء لكل الأقباط في أرض مصر بل عزاءًا للمصريين جميعًا الذين يعتبرون القتلى إخوة لهم. داعيًا للجميع بالخير والبركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق