07‏/01‏/2010

سلام لكم ياشهداء نجع حمادي

nagaa_hamadi_martyrسلامُ لكم من بيت لحم... في يوم عيد الميلاد ،حيث الشهداء الذين ماتوا لكي يبق لنا المسيح....سلام لنجاتكم و ظفركم بالفردوس.

سلامُ للقادمين مع المجوس يحتفلون بالمولود مُخلص العالم....سلامُ ، سلامُ رغم هيرودس و جنده و سيوفهم

سلامُ لأنكم أحببتم الحبيب ...حبيبي أبيض و أحمر.. اليوم هو أحمر علي أرض نجع حمادي ...و اليوم هو أبيض في الأرض الجديدة و السماء الجديدة التي صارت لكم أيها العظماء.

لم نكن ندري أن السماء تذخر لنا بكم كنوزاً عندها...صرتم لنا كنزاً لن يقربه فساد أو شر...صرتم ربحاً لنا بدماءكم الطاهرة.

غارقون هنا في دماؤكم و نحن غارقون في دموعنا....و عيوننا مغرمرقة منكسرة تتساءل ...إلي متي يرتفع عدوي عليَ؟ حتي متي أجعل هموماً في نفسي و الحزن في قلبي طوال اليوم؟؟؟

تجيب لنا دماؤكم ؟ ليتا كنا ندرك ما عظم و جلال السماء و فردوسها...لكن نتسابق إلي فوهات بنادقهم . نستقبل بصدورنا الموت كربحِ .ليتكم تعرفون أرباحنا فلا تحزنوا كأنه لا رجاء...ليتكم تعرفون عظم مكانة الذين سفكوا دمهم من أجل محبتهم في الملك المسيح....لهتفتم معاً بغير إنقطاع ...لك القوة و المجد و القدرة أيها الخروف لأنك ذبحت و إشتريتنا.

أيها الأحباء ...أنتم الآن في زفافكم الأبدي..أنتم عروس الحفل السماوي...فأبلغوا ملكنا رسالة..

قولوا له ..فضفضوا ما نعيشه في الأرض بلغتكم السمائية التي وهبت لكم اليوم.

قولوا له أنهم أحكموا المتاريس ...حاصروا الموضع المقدس...صوبوا نبالهم علي صدور أطفالنا و بناتنا و لم يدعوا صدراً إلا و نشبوا فيه مخالب شرهم و مكيدتهم...

قولوا له أن الأشرار أحاطوا بنا مثل النحل حول الشهد ...و أننا نشتاق إلي الخلاص من النحل.

قولوا لمولود المذود أن ناكري لاهوتك صاروا لنا أعداء..و هم الذئاب الخاطفة فأين وعدك بالتحدي لمن يحاول أن يخطف من يدك؟

قولوا لمولود المزود ..أنهم ليس فقط يحاولون قتل المولود من أجلنا بل قتل المجوس و الرعاة ..حتي نجمة الميلاد يريدون أن يسقطونها و يدعون أنها ظهورات شيطانية.

قولوا له لم يبق في مصر من يعرف أين المذود إلا قليلاً.

إحكوا لرب المذود .أنكم كنتم سائرين في الطريق .طريق الأرض كلها.. ليس في يدكم سوي قطعة من قربان و تهنئة بعيد ميلادك ...و أننا أودعنا صورتك في حافظتنا ...قولوا له أننا لم نكن نخطط سوي أن نكون أبناء محبين لك...كنا سائرين و قلبنا متهلل فينا لسبب ميلادك الطاهر لأجلنا...كنا نتسامر معاً ..كانت فرحتنا بك . و شبعنا بك..كنا خارجين من الكنيسة كأنما كنا في عناق حار معك يا حبيبي الأبيض و الأحمر..و كلمات إنجيلك لم تذل ترن في أسماعنا ...أعجبتنا وعودك القائلة ( أنت إبني أنا اليوم ولدتك)

و سمعنا عن زيارة المجوس ...و خداع هيرودس ..و كيف أنهم في عودتهم ساروا بإرشادك في طريق أخري ؟ فكرنا في الطريق الأخري ..لم نعرفها ...الآن فقط عرفنا ما الطريق الأخري....لقد إستبدلت المواقع لنا يا رب....فلما أنتهت مهمة النجم توقف علي الأرض و لما إبتدأت مهمة المجوس أرتفعوا عن الأرض و صاروا هم النجوم الحقيقية....الآن نعرف الطريق الأخري ...الآن أقول طوباكم أيتها النجوم الحقيقية التي ستضيء لنا الطريق إلي المولود. طوباكم يا شهداء نجع حمادي ...سترافقون المولود في طريق أخري لم تنكشف إلا للمختارين..كنا نفكر في العيد أين نقضيه و ما كنا ندري يا يسوع الحلو أنك ترغب بأن نقضيه معك ههنا عيداً أبدياً لا ينقطع.

راحيل تبكي علي أولادها ....و عند مداخل بيت لحم تضع قبرها ...لكي لا يدخل بيت لحم إلا الذين إجتازوا قبر راحيل...و قبر مصر أيضاً...مصر التي تبكي علي مصيرها ...و تاريخها..و مسيحها...مصر تبكي مع راحيل .و لا تريد أن تتعزي من الناس....مصر تطلب منك أنت العزاء يا طفل المغارة.

كل المعزين متعبون هنا فكيف تتعزي مصر؟ كل كلامهم أجوف فكيف تتوقف الدموع؟ كاذبة هي وعود الناس بالإنتقام ....أما أنت فحق هو كلامك و أنت صاحب الوعد بالإنتقام لدماءهم.

يا شهدائنا الأبرار....أبلغوا المسيح ملك الملوك بأن دموعنا قد ساخت ....إرتجفت عظامنا من المذلة..قولوا له إعطنا سلاحاً سمائياً به ننتصر..شددوا عليه أن دروعنا تهرأت و لم تعد تصلح...فها نحن ننتظر منه درعاً و خوذة لخلاصنا...قولوا له إن الحرب لك....فحارب حروبك و إنتصر لنا...قولوا له من هي عماليق حتي تستهزأ بشعبك؟ و من هو جليات حتي يظن أنه شيء؟أليس هو المهزوم بأصابع داود الفتي يا فتي لبنان.

قولوا له أننا نبك و لكن لا ننهزم ...نتذلل و لكن لا ننكسر....نموت و لكن لا نسقط.فأنت غالب لنا. و نحن شعبك و غنم رعيتك ...و منذ متي يترك الراعي الصالح رعيته للذئاب؟ لم و لن يكن أبداً نحن نثق...

إنهضي يا نفسي لماذا تئنين فيَ...أطلبي الرب لأني بعد أحمده...لأجل خلاص وجهه....
إنهضي يا نفسي ...فشجرة الكريسماس الخضراء تصبح أحياناً حمراء..اليوم تلمع في أعين الظلم و المفسدين و تعمييهم.

إنهضي يا نفسي و أضيئي مصباحك بزيت البهجة....فلن يأخذ أحد فرحنا بالرب ...هو لنا و ليس لأحد من الغرباء. لذا لا يفهمون ...
قولي لحبيبك :أنت حلو ...و كلك مشتهيات...و تستحق شهدائنا ذبيحة لك . ذبيحة شكر من مصر المسيحية..ذبيحة حب من الكنيسة الأرثوذكسية....شركة مع القديسين ...

سلام لكم يا شهداء نجع حمادي،،، سلام لكم من بيت لحم ... من ناصرة البشارة ، من مصر...حيث صُلب ربنا أيضاً .

هناك تعليق واحد: